رعى رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، الإحتفال الذي أقامته جمعية سيدة البير في رعية سن الفيل، بالإشتراك مع البلدية لتوزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة “تعرف إلى كنيسة سيدة البير الأثرية” رسما، في قاعة الإحتفالات في المركز الرعوي للكنيسة، في حضور المطران يوسف أنيس أبي عاد وكهنة الرعية ومجالسها الرعوية وهيئاتها.
مي كحالة
بعد عرض فيلم وثائقي تناول ابعاد واهداف المسابقة ولقاءات مع بعض المشتركين وتراتيل لصغار جوقة سيدة البير، (تراتيل لصغار الكنيسة)، ألقت الإعلامية مي كحالة كلمة حيت فيها أصحاب المبادرة والرعاية، وقالت: “جميل أن نحتفل معا لتكريم مواهب شاركت في رسوم لتكريم أمنا مريم العذراء وهي رسوم ستبقى الشاهد على محبة أبناء سن الفيل للسيدة العذراء وكنيستها التي يرقد فيها الآباء والأجداد والتي إستظلت كل مناسبات أبناء سن الفيل الفرحة والحزينة”.
شهوان
ثم ألقى كاهن الرعية الخوري جورج شهوان كلمة تحدث فيها عن الكنيسة وتاريخها، شاكرا الجهود المبذولة لإحياء تراثها، وقال: “كنيسة أثرية قديمة، قدم إيمان الآباء والأجداد، متجذرة في قلوب المؤمنين يحنون عليها ويزورونها ويعلمون أولادهم وأحفادهم على محبتها والشفع بها والتضرع إليها لترأف بهم ولتحرسهم من كل شر فيصبحون أولادا بررة لأم الله مريم سيدة البير لكي يرتووا دائما من معينها ويقبلوا إلى التوبة الحقيقية فتكون لهم خير شفيعة عند يسوع إبنها.اننا في هذه المناسبة نحتفل بإنجاز لأطفالنا الذين أردنا من خلال هذه المسابقة التي اشتركوا فيها بفرح،أن نعلمهم حب العذراء مريم سيدة البير وأن نرسخ في أذهانهم صورتها مع كنيستها الأثرية لتكتب في قلوبهم بأحرف من نور تنور حياتهم وتقدهم إلى ابنها يسوع لكي يشهدوا له في حياتهم، كما شهدت له مريم بدورها وسارت وراءه مسيرة صلاة ورجاء ومحبة أوصلتها إلى أقدام الصليب فصارت شريكة في الخلاص. والشكر لصاحب الرعاية الذي أضفى بحضوره معنا اليوم الفرح والمحبة والسلام التي هي من ثمار الروح، فيشجع أبناء سن الفيل والجوار في هذه المسيرة الحلوة وراء يسوع من خلال سيدة البير، لكي نتم سعينا ونصل إلى نهاية سعيدة مع العذراء مريم بأن ترمم كنيستها الأثرية لتبقى جوهرة بين الكنائس برسومها وقدمها وتلألئها مشعة بالإيمان والرجاء والمحبة لكل أبنائها والمترددين إليها، فتكون الحامية الساهرة على هذه الرعية واحدة لراع واحد”.
نجيب زوين
ثم، ألقى رئيس جمعية سيدة البير نجيب زوين كلمة شكر فيها كل من أسهم في نجاح هذه المسابقة “التي بها أردنا تكريم أمنا مريم العذراء وتمجيدها”، وقال: “لدينا في سن الفيل البئر التي هي أساس الإشعاع والكنيسة التي اخذت اسمها من هذه البئر وقد أخذنا على عاتقنا إزالة الغبار عنها ومسؤولية تظهيرها من جديد ومتابعة أعمال الأجداد والآباء الذين صانوا هذا المكان المقدس في سن الفيل. ونحن اليوم نجتمع برعاية سيادة المطران مطر وحضور سيادة المطران أبي عاد الذي بدأ العمل لاحياء تراث كنيستنا يوم كان كاهن رعيتنا، مع لجنة الوقف حينها. واليوم نعلن أننا أخذنا من وزارة الثقافة ومديرية الآثار إذنا لترميم وانقاذ الكنيسة الاثرية واعادتها إلى ما كانت عليه. ورسالة جمعيتنا هي إعادة إبراز الكنيسة ومعالمها التراثية، لا كحجر بل كقيمة روحية. كنيسة سيدة البير تؤكد للعالم أن المسيحيين هم متجذرون في أرض لبنان منذ مئات السنين. وبهذه الروحية جرت المسابقة وشارك فيها أطفال من الرعية وخارجها بكل محبة وبراءة.
نبيل كحالة
وألقى رئيس بلدية سن الفيل نبيل كحالة كلمة، قال فيها: “في سن الفيل إيمان صادق على وجوه أبناء الضيعة وبناتها. سن الفيل لم تبن بالمال بل بمحبة وإلتزام أبنائها لها. وانا أتصور أن بالإيمان والمحبة ننجح في رسالتنا خدمة لبلدتنا أكثر من البلدات والمدن والقرى الغنية بالأراضي والمال. والأيام والإنجازات التي تحققت في سن الفيل تؤكد ما أقوله وما أومن به. وقيام جمعية سيدة البير كانت فكرة مقدسة لأننا هنا ربينا وهنا كبرنا، وهذه الكنيسة تعني الجميع. والبلدية ستبقى دائما إلى جانب الجمعيات العاملة والناشطة كجمعية سيدة البير. ونحن على يقين ان الأوطان والبلدات والقرى والمدن تبنى بجهود صادقة من المجتمع الأهلي. وآمل في أن تكون سن الفيل رائدة في هذا الموضوع، بخاصة أنها تعمل بإيمان لإعادة مجد وعظمة الكنيسة التراثية فيها”.
المطران مطر
وبعد تسليمه الجوائز للفائزين بالمسابقة وكتاب تاريخ كنيسة سيدة البير الأثرية، ألقى المطران مطر كلمة هنأ فيها المنظمين والمشاركين والفائزين في المسابقة، وقال: “سيدنا مطران أنيس، لا نقول لك أهلا وسهلا بك في سن الفيل، فلديك عرش في هذه البلدة العزيزة على قلبك وقلبنا وفي قلوب أبنائها. أريد أن أبدأ بكلمة سمعتها من قداسة البابا فرنسيس،الذي زار اخيرا، بكل شجاعة ومحبة تركيا، داعيا أبناء هذه الدولة الى الإنفتاح على المسيحيين أصحاب الحقوق وليعيشوا معا ويتحاوروا. نصلي من أجله ليساعده الرب في كل مساعيه ليرد إلى هذه الدنيا الإيمان والإتزان لنعيش كلنا بعضنا مع بعض بمحبة وسلام. والبابا فرنسيس قال مرة:الكنيسة من دون العذراء مريم يتيمة. واستوحي مما قاله قداسته وأقول: سن الفيل لن تكون يتيمة لأن السيدة العذراء معها دائما. وهذا هو معنى مرافقتها لأبناء سن الفيل منذ مئات السنوات.السيدة أعطت لأبناء سن الفيل هويتهم. هوية إيمانية روحية، أسست لهوية وطنية منفتحة مرتكزة على الكرامة. والعذراء تثبت ذلك لأنها تعتبر كل الناس أولادها، سواء أكانوا مؤمنين بيسوع المسيح أو لا، فهي أم للجميع. وهي تعرف كيف تجمع الكل كيف تلين قلوب الكل.
سن الفيل تعطيني أسباب فرح دائم. فرحة لي أن تبنى في سن الفيل كنيسة القديسة ريتا والمركز الراعوي بإيمان أبناء سن الفيل ومحبتهم لربهم، بعد مئة عام على بناء كنيسة سيدة البير الجديدة. الشعب نفسه والإيمان نفسه ولكن بأجيال مختلفة. فكل جيل وضع حجرا في كل بناء. واليوم نعيش زمن إحياء تراث كنيسة السيدة القديمة في ضهر الجمل. هنيئا لسن الفيل بكل ما تقوم به من أجل الكنيسة. حلم بناء مركز راعوي كبير يتحقق بمحبة أبناء سن الفيل لكنيستهم وليقولوا للجميع أنهم أهل إيمان ورجاء ومحبة.
أهنىء لجنة إحياء تراث كنيسة سيدة البير وأشكرها على كل الجهود التي قامت وتقوم بها ونحن إلى جانبها في كل المبادرات التي تتخذها. ونهنىء رئيس بلدية سن الفيل على الإنجاز الكبير الذي تحقق فلبلدية والبلدة واحد، وأنت قبل أن تكون رئيس بلدية، فأنت إبن سن الفيل. وجميل ما يقوله أبناء سن الفيل عنك، وجميل،أيضا، ما قلته أنت في هذا الإحتفال”.
ختم مطر: “كنيسة سيدة البير، تدل على تراث قديم من أجمل تراثات الكنائس. كل حجر من حجارتها فيها تاريخ ومحبة. وإذا تحدثنا عن حجارة البشر، فالبراعم المكرمون اليوم لمشاركتهم في مسابقة الرسم هم شهود على محبة الإنسان للسيدة العذراء. والشكر الكبير لجمعية سيدة البير التي تضع محبة العذراء في قلوب الأطفال. فهي تزرع في أرض جديدة حتى تكبر السنابل وتكمل محبة العذراء في سن الفيل جيلا بعد جيل. نهنئكم على هذه المسابقة وعلى الرسوم الجميلة التي دلت على المواهب الموجودة في قلوب أولادنا، وأعطاهم الله مستقبلا زاهرا بحجم طموحاتهم وأحلامهم ومحبتهم وحقوقهم بالحياة والفرح. الشكر،أيضا على ما قدمته جوقة سن الفيل من تراتيل أغنت المناسبة إيمانا وفرحا. سن الفيل تنعم بجو ثقافي مثلما تنعم بجو روحي. هناك حضارة فكر وثقافة ومحبة وتلاق وإيمان في سن الفيل. ولسنا بحاجة إلى أكثر من ذلك. فخورون بسن الفيل وأهلها. وإن شاء الله يكمل الرب معكم ويكافئكم وبفضل العذراء لن تكون سن الفيل يتيمة أبدا. وفقكم الله وتتم أعمالكم بخير وفرح الإيمان”.
وطنية