كان لا بدّ للقيّمة على المَعارض الشابة كارينا الحلو من أن تختار فُسحة ثقافيّة عريقة في مُستوى الأعمال الفنيّة العالميّة المُعاصِرة التي ستُحاكي الآثار و”أنغامها” الشاهِقة من 17 أيلول المقبل حتى 17 تشرين الأول 2016 في رعاية وزارة الثقافة.
تطلق الحلو من خلال فسحة تفتح على الثقافة المعاصرة معرضاً للصدى في “مَتحف بعلبك” الأثريّ الذي يؤرّخ تاريخ المدينة التي تليق بها نظرة الإعجاب الجانبيّة، ولأنه متحف يحاكي التاريخ فكان هو الجواب السريع لكل تساؤلاتها.
أطلَقت على المعرض الأقرب إلى حدث فنّي ننتَظره بفارغ الصبر، عنوان “The Silent Echo” (الصدى الصامت)، ويتضمن منحوتات، تجهيزات، فيديو، تجهيزات صوتيّة لفنانين عالميين “إنغَمسوا” في الفن المُعاصر مُستخرجين منه “أطياباً” فنيّة تُفتن النُقّاد الذين يُلقون عليها تحيّة إجلال وإعجاب. هم قادمون من مُختلف البلدان، فبالإضافة الى لبنان هناك فنانون من الولايات المُتحدة وفرنسا. ومن الأسماء المطروحة للمعرض المُرتَقب، Ai wei wei ، زياد عنتر، سوزان هيلر، ثيو ميرسييه، دانيكا داكيك، سيبريان غريّار، مروان رشماوي، وباولا يعقوب. وكان هذا العنوان للمعرض – الحدث إنطلاقاً من كون كل أعمال الفنانين المُعاصرين، وفق الحلو، هي صدى لعلم الآثار. تشرح، ” الآثار تحف لا تتكلّم. هي صامتة ونحن نُحاول أن نَفهمها من خلال علم الآثار. الآثار إنما هي كنوز لا نَفهَمها تماماً”.
كارينا الحلو كانت غادرت لبنان منذ سنوات طويلة إلى فرنسا، حيث دَرَست تاريخ الفن في جامعة السوربون العريقة. تخرّجت عام 2006 وهي تعمل منذ 10 سنوات قيّمة على المعارض في مُختلف الغاليريات والمتاحف العالميّة. وتؤكّد الشابة المفتونة بالفن وجماله “المُتملّص”، انها من خلال هذا المشروع “الأول الذي أقوم به في البلد، أكتشف الكثير من الكنوز الفنيّة. هذا المشروع يُعيدُني إلى البَلَد. يجذبني الإستقلال الفنّي الذي يتمتّع به الفنان اللبناني”. وتُقدّم الحلو المعرض من خلال جمعيّتها STUDIOCUR/ART التي تُعنى بالفن المُعاصِر وتسعى إلى إيجاد حوارات بينها وبين المباني الأثريّة في مُختلف أنحاء العالم. وسيرتكز (الصدى الصامت) THE SILENT ECHO، من خلال الأعمال المُتنوّعة، على “الحوار بين الفن المُعاصر والآثار”. وسيطرح المعرض العديد من الأسئلة، منها، “هل من مكان محوريّ في عالمنا اليوم لعلم الآثار؟ ما هو تأثير هذا العلم؟”. تُعلّق الحلو، “ضيعانو هذا العلم. هو رمز من التاريخ. له تاريخه العَريق، وثمة أشخاص يدرسونه لسنوات طويلة مُحاولين أن يفهموا رموزه”.
وعن سبب إختيار “متحف بعلبك” ليستقبل هذا المعرض طوال شهر كامل، تشرح الحلو قائلة، “يقع المتحف في قلب قَلعة بعلبك، وقلائل هم الذين يعرفون عنه وعن أهدافه. المعرض تأسّس عام 1998 بدعم من السفارة الألمانيّة وهدفه تعليميّ محض. وفيه يستطيع الزائر أن يقرأ الكثير عن بعلبك”. وقرّرت أن تعرض الأعمال المُعاصرة فيه “لنعقد حوارات مع الجمهور في مكان عَريق. وبالتزامن مع الأعمال الفنيّة المُتعدّدة الوسيط ستُعقد على هامش المعرض حلقات نقاش ومُحاضرات. وسندعو المدارس المُجاورة في المنطقة ليتعرّف التلامذة إلى بعلبك وإلى الأعمال الفنية التي تُحاور الآثار”.
وتؤكّد الحلو أن بلديّة بعلبك دعمت المشروع وتُساهم كثيراً في تطويره. لتُنهي قائلة، “من الضروري أن نتحدّث عن أهميّة الآثار وكيفيّة الحفاظ عليها، لا سيما في حضور الأولاد ليترعرعوا ويتثقفوا على أهميّة الإهتمام بها. من حولنا، يوجد الكثير من الدمار والخطر، منه مُتواصل، وهمّنا ألا تَبتعد بعلبك من الحياة الثقافيّة في لبنان”.