مع بداية انبثاق فصل الربيع وانطلاق السعي إلى آفاق جديدة أقامت جمعية ثقافة الكتاب برعاية معالي الوزير السابق نقولا الصحناوي، معرضا تحت عنوان صالون الرسامين والنحاتين،في صالون كنيسة مار يوسف للاباء الياسوعيين شارع مونو جامعة القديس يوسف.فكان على الموعد الكثير من الزوار والمريدين من محبي الفن والفنانين..
وفي هذا الجو من الفن التشكيلي الراقي تم افتتاح المعرض في يوم الجمعة ١٣ نيسان وذلك بحسب رغبة رئيس الجمعية الاستاذ شربل جورج الغريّب، إذ حفل المعرض بمجموعة كبيرة من اشهر اللوحات والمنحوتات تميزت بحسها الفني الراقي وامتزجت فيها الألوان الزاهية مع البهجة والعرس الربيعي الصارخ.
احتوى المعرض على مجموعات قيمة لعدد من الفنانين واختزن أنماط فنية متنوعة ومتعددة ،فكانت اللوحات والمنحوتات والكلاسيكية تتحاور مع تلك السوريالية،والجدران تزدان باحلى واجمل ما تمكنت الموهبة والإبداع من إنجازه من قبل كبار الفنانين اللبنانيين،صحيح أن اثمان اللوحات الزيتيه والمنحوتات تميزت ببعض الارتفاع في الأسعار، لكنها تستحق هذه المبالغ المرتفعة كون بعضها تتطلب من الفنانين أشهرا طويلة من العمل الدؤوب لاكتمال التنفيذ بمواصفات فنية عالية جداً وتقنيات رسم حديثة.
كذلك كان للوحات الدينية مكانها الرحب ايضا،مما أضفى جلالة وحضورا روحيا ظاهرا على مجمل المعرض وجوه القدسي المتميز ،خصوصا أنه أقيم في صالون كنيسة أثرية عريقة في القدم، فتناغمت المعروضات مع مهابة المكان وطابعه التراثي والحضاري المميز.
أما المنحوتات فكانت متفوقة للغاية في جودتها إن من حيث تقنيات النحت ام من حيث قوة الأعمال الفنية التي أنجزت على خشب الابنوس والزيتون القوي والمعمر والزان ،ونذكر منها منحوتة الصليب المجنح الذي يرمز إلى القيامة والانعتاق من عبودية الارض زالمادة، بالإضافة إلى ذلك كان هناك عدد من المنحوتات تمثل الحيوانات الأليفة والضارية في الغاب وكأنها رمز حي للضراوة البشرية التي تستمر مع الإنسان حتى ولو أنتقل من حياة الغاب الى الحضارة.
وعلى ذكر الحضارة اشتمل المعرض على لوحات ذات تقنية جديدة يصح القول فيها انها لوحات مدينية إذ أنها ترمز إلى فن العمارة شرقا و غربا ، وقد خفتت فيها حدة الالوان كي تبرز مهارة الإنسان في فن البناء والعمارة وذلك من خلال إستعادة أجواء المهندس العبقري اوكوربوزيي . تندرج هذه اللوحات في جو ثقافة الرحلات وأدب السفر الذي يرمي إلى إبراز معالم العواصم الأوروبية والعربية والعالمية قاطبة تحت انوار مختلفة في جمالية الفصول المتلاحقة وابداعات اللون والخيال.
لا شك أن جمعية ثقافة الكتاب قد أسست في معرضها لبداية فنية جديدة وانطلاقة متميزة في زخمها، هي التي برزت في عدة ميادين لأنها احتوت على عدة ثقافات مختلفة لكنها في مجملها متناغمة إلى حد بعيد، وتعطي إهتماما خاصا لفن اللوحات التي تحتوي رموزا ميثولوجية كما تمثل أحداثا أسطورية حصلت في تاريخ مختلف الحضارات الإنسانية التي عليها بنيت الحضارة الغربية الحديثة.وعليه كان المعرض استعاديا بامتياز لكل هذه الرموز وهذه الفنون في كل حلقات وحقبات التاريخ البشري بشكل أو بآخر.
المكتب الاعلامي للجمعية