يقدم متحف نابو في شكا مجموعة من الفنون والآثار التي تشمل تاريخ لبنان من العصر البرونزي والعصر الحديدي إلى العصور الإغريقية والرومانية والبيزنطية والفينيقية وبلاد ما بين النهرين، كما تحتوي المجموعة لوحات ومجسمات لفنانين لبنانيين حديثين.
وقد سمي متحف نابو على إسم إله الكتابة والحكمة من حقبة بلاد ما بين النهرين، كما وضع مجسم لهذا الإله قائد سيارة فولاذية على سطح المتحف ويمكن رؤيته من الخارج.
المبنى نفسه مغلف بالفولاذ المقاوم للتآكل، حيث يعطي مظهر المجسم المنحوت مما يعكس المجسمات التي يحتويها المتحف. وقد صمم شكل المبنى فنانان عراقيان – هما ضياء العزاوي ومحمود العبيدي. المبنى يتضمن مساحات عرض بالإضافة إلى قاعة محاضرات ومكتبة وغرفة عمل للفنانين.
ويتضمن متحف نابو حاليا معرض “رسوم تركت أثرا” وهي مختارات من الفن اللبناني وقد إفتتح في 15 حزيران 2019، منسقة المعرض الدكتورة ياسمين نشابه طعان هي أستاذة في الجامعة اللبنانية الأميركية ذات خبرة وبحوث في مجال تاريخ الفن.
يتم الوصول إلى المعرض من الطابق الأرضي، حيث قسمت مساحة المعرض إلى مكانين، أحدهما لمجموعة سادة الفن اللبناني من القرن التاسع عشر 19th century إلى القرن العشرين 20th century، والجهة الأخرى لمجموعة تلامذة ومتابعين لهؤلاء السادة من القرن العشرين 20th century إلى القرن الحادي والعشرين 21st century. وهذا المعرض يمتد إلى الطابق الأول من المتحف.
من الفنانين المشمولين داوود القرم، حبيب سرور، خليل الصليبي، فيليب موراني، ويوسف الحويك الذين يعتبرون من رواد الفن اللبناني، إلى كبير الفنانين جبران خليل جبران، بالإضافة إلى ماري حداد، بيبي زغبي، قيصر الجميل، مصطفى فروخ، عمر الأنسي، مارون طنب، وصليبا الدويهي، وأيضا النحاتين المميزين سلوى روضة شقير وميشال بصبوص. أما من الحقبة الحديثة والمعاصرة فورد فريد عواد، هيلين الخال، جان خليفة، إتيل عدنان، بول غيراغوسيان، شفيق عبود، حليم جرداق، إيفيت أشقر، عارف الريس، لور غريب، هيكات كالان، رفيق شرف، أمين الباشا، حسين ماضي، جميل ملاعب، سيتا مانوكيان، عفاف زريق، نبيل نحاس، محمد الرواس، وغريتا نوفل.
مجموع الفنانين 35 فنانا، وشمل المعرض دراساتهم ورسوماتهم واسكتشاتهم، إلى جانب اللوحات والمنحوتات المكتملة. هذا الإنتقاء من جانب منسقة المعرض يدل على أهمية عملية التفكير وخطوات العمل في الفن، ليس فقط العمل المكتمل. إنها بالفعل فرصة للجمهور اللبناني والعربي والعالمي للحصول على نظرة ثاقبة لأعمال ومشاريع الفنانين اللبنانيين الحديثيين والمعاصرين.
أما من وجهة نظري، ومن جانب مدرسة الفن الحديث، فقد وجدت العديد من التوازي بين اللوحات اللبنانية الحديثة واللوحات الغربية الأيقونية. من بعض أمثلة ذلك التوازي بين هيلين الخال ومارك روثكو Mark Rothko، وبين بيبي زغبي وجورجيا أوكيف Georgia O’Keeffe. أما لوحة فريد عواد “At the Counter” 1965 فهي تظهر تأثير أعمال هنري دي تولوس لوتريك Henri de Toulouse-Lautrec. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك إشارات واضحة للوحات سيزان Cezanne، وكاندنسكي Kandinsky، وبيكاسو Picasso. هذا التأثير من الفن الغربي في عالم الفن ظاهرة طبيعية وبالفعل عالمية، كما تدل على دراسة الفنانين اللبنانيين أعمال كبار الفنانين الغربيين.
إن اللوحات والمنحوتات اللبنانية في معرض “رسوم تركت أثرا” تستحق الإطلاع وتدل على غنى التراث الفني في لبنان. المعرض مستمر إلى 12 أيلول المقبل.
وطنية