لمناسبة عيد البابا القديس يوحنا –
بولس الثاني، واحياءً لرسالته وبخاصة لأنه احدث في الكنيسة والعالم تغييرات جذرية طيلة حبريته، واحبّ لبنان الى الغاية، افتتح راعي ابرشية زحلة المارونية المطران جوزف معوّض معرض الصور الخاص بزيارة قداسته الى لبنان في الذكرى 18 لحصولها. والذي دعت إليه شبيبة الألف الثالث بالتعاون مع سفارة جمهورية بولونيا في لبنان، وكانت محطة انطلاقته الامانة العامة للمدارس الكاثوليكية.
وجرى الافتتاح في احتفال حاشد في دار المطرانية في زحلة، التي تحتضن ذخائر للحبر الأعظم القديس في كابيلا خاصة له، وحضره السفير البولوني فويشيخ بوزيك واركان السفارة، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية في لبنان الأب بطرس عازار الانطوني، وحشد من ابناء شبيبة الألف الثالث ومن الكهنة والراهبات وفاعليات المنطقة والمدعوين، ومن اللجنة التنظيمية للمعرض: الاب شربل جوزف مهنا المرسل اللبناني، والدكتور ناجي قزيلي.
كلمة المطران معوض
في مستهل الاحتفال، وبعد النشيدين اللبناني والبولوني افتتاحاً، رحّبت مسؤولة شبيبة الألف الثالث السيد رانيا بو عقل هندي بالحضور مؤكّدة على العلاقة الخاصة التي تربط الشبيبة بالبابا القديس للسير دوماً على خطاه وحفظ تعاليمه. ثمّ القى المطران معوض كلمة رحّب فيها بالحضور، وقال: “انّ ما يربط لبنان بدولة بولونيا ليست فقط العلاقات الديبلوماسية، بل الروابط الانسانيية النابعة من القلب، لأننا بتنا نشعر مع البابا القديس يوحنا-بولس الثاني الذي تملّك القلوب وكأنّ بولونيا هي قريبة منّا في شعبها وايمانها”.
واضاف: “انّ هذا المعرض يذكرنا بالزيارة التي قام بها مار يوحنا-بولس الثاني الى لبنان سنة 1997، والتي تركت اثرا كبيرا في النفوس، خصوصا في القداس الجامع الذي احتفل به في بيروت، والذي ضمّ مئات الآلاف من مختلف الأطياف، واعلان الارشاد الرسولي “رجاء جديد للبنان” من سيدة لبنان في حريصا، وقد رسم فيه الخطوط العريضة التي يجب اتباعها من اجل ان يستعيد لبنان عافيته وازدهاره، وهو ارشاد لا يزال يحتفظ بآنيته خصوصا بدعوته للعاملين في حقل السياسة الى البحث عن الخير العام وتخطي المصالح الفئوية”.
وسأل معوض ختاماً شفاعة البابا القديس “من اجل لبنان الذي يتخبّط في ازمات كثيرة، واولها غياب رئيس الجمهورية” و”ان يلهم المسؤولين فيه ليأخذوا القرارات المناسبة لإنتشاله من الركود الذي فيه”.
كلمة السفير بوزيك
ثم القى السفير بوزيك كلمة جاء فيها: “انّ قداسة البابا يوحنا-بولس الثاني كان بولونيّاً. لكنّه، في الوقت عينه، لبنانيّ أيضاً. فهو أحّب لبنان بصورة حقّة، مقدراً الشعب اللبناني ومظهراً على الدوام اهتماماً خاصاً بلبنان. وهو ذكر بلاد الأرز في أكثر من 300 مداخلة علنيّة له خلال محطات الألم التي اجتازها لبنان في تاريخه المعاصر. وهو كذلك ثمّن عالياً غنى الارث الديني في الشرق الأوسط والعالم العربي.”
اضاف: “إنّ أقواله وأفكاره لا تزال صالحة ليومنا هذا، وبصورة خاصّة قوله الشهير: “إنّ لبنان هو أكثر من بلد، إنه رسالة حرية ومثال للتعددية، للشرق كما للغرب!” وقال: “إنّ الصور الحاضرة في هذا المعرض ليست بحاجة الى ايّ شروحات، فهي تحمل رسالتها في ذاتها. ففيها يُشاهَد لبنان في مجده: حماسة، محبّة، اندفاع، أخوّة، وحشود شعبيّة في أبهى ما يمكن ان يكونه استقبال شعبي. في هذه الصور يُشاهَدُ الشعب اللبناني الواحد، كما يعبقُ التناغم بين الثقافات والاديان: بين المسيحييّن والمسلمين.”
افتتاح المعرض
بعدها، اعلن المطران معوض والسفير البولوني افتتاح المعرض، وجال الحضور في ارجائه مستذكرين محطات الزيارة التاريخية كافة، من بيروت الى القصر الجمهوري فبازيليك سيدة لبنان في حريصا، ومن كسروان الى القداس التاريخي في قلب بيروت…، التي جرت منذ 18 سنة، وبالاخص توقيع البابا القديس ارشاده الرسولي الخاص بلبنان، وقد اسماه: “رجاء جديد للبنان” واستودعه الشبيبة اللبنانية.
ثمّ انتقل المطران معوض والسفير البولوني والوفد المرافق لزيارة كابيلا البابا القديس، من اجل التبرك من ذخائره والصلاة على نيّة لبنان وبولونيا.
كرّاس خاص
وللمناسبة، تم توزريع كراس خاص تحت عنوان: “لا تخافوا ان تدعوا المسيح يدرككم!” من اعداد وتنفيذ اللجنة التنظيمية ويتضمن كلمات للكاردينال ستانيسلاو دجيفيتش رئيس اساقفة كراكوف في بولونيا والذي كان امين السر الخاص للبابا يوحنا-بولس الثاني لأكثر من 60 سنة، وللسفير البولوني، وللاب عازار وللدكتور ناجي قزيلي، اضافة الى نبذة عن حياة البابا القديس في 18 محطة ومقاطع من الكلمات التي القاها خلال زيارته لبنان والصلاة الخاصة التي قالها للبنان اثناء القداس التاريخي في بيروت ومقاطع من الارشاد الرسولي.
وسيتم توزيع الكرّاس في مختلف المدارس خلال جولة المعرض عليها.
ومن المتوقع ان ينتقل المعرض الى مختلف المدارس اللبنانية، وستكون له محطة في مستهل الشهر المقبل في مقر كاريتاس لبنان.