كتب بسام أبو زيد في نداء الوطن
حاول الكثير من الفرقاء في لبنان تفسير موقف المملكة العربية السعودية من الإستحقاق الرئاسي على هواهم، ولكن هؤلاء ومنذ اليوم الأول لسؤال المملكة عن هذا الموضوع كان الجواب – الثوابت التي لم تتغير وهي أنّ الاستحقاق شأن لبناني وأن المملكة لا تتدخل في الأسماء فلا تؤيد مرشحاً ولا ترفض آخر، وأنّ النواب اللبنانيين هم الذين يتحملون مسؤولية الرئيس الذي سيُنتخب. ولكن المملكة كانت قبل الاستحقاق وخلاله تنصح برئيسٍ قادر مع حكومةٍ فاعلة على إتمام الإصلاحات ومكافحة الفساد وإعادة لبنان إلى الساحتين العربية والدولية والحفاظ على سيادته وعدم جعله منطلقاً لأي عمل عدائي ضد الدول العربية وغيرها.
هذا الموقف للمملكة حاول محور الممانعة تجييره لصالحه والقول إنّه يصب في خانة العمل على جذب المزيد من النواب لتأييد ترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، ولكن وعلى الرغم من هذا التفسير لم يستطع هذا المحور حتى الآن جمع 65 نائباً لمرشحه كمرحلة أولى تكون مقدمة لتأمين نصاب الثلثين أي 86 نائباً. اللافت أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري وهو من أبرز المروجين لهذا التفسير، قال بلسان زواره إنّ زيارة السفير وليد البخاري الأخيرة لم تأت بأي جديدٍ نوعي. في المقابل تُفسر المعارضة الموقف السعودي بأنّه لصالحها وبأنّه رافض لمرشح محور الممانعة وهو في الحقيقة السياسية قد يكون صحيحاً، ولكن تدعيم هذا الموقف لا يكون فقط بتكرار هذا التفسير من حلفاء المملكة بل بإيجاد مرشحٍ تتوافق عليه المعارضة مجتمعة من أجل مواجهة مرشح محور الممانعة، وقد أصبح هذا الأمر في هذا التوقيت بالذات ومن قبل جهاتٍ في هذه المعارصة ملحّاً أكثر بالنسبة لهؤلاء باعتبار أنّ عدم اتفاقهم على مرشح واحد قد يسمح للمحور الممانع بمواصلة خروقاته في صفوف النواب المترددين ولا سيما السنة منهم معتمداً على أنّ لا موقف من المملكة يرفض فرنجية.
كما أن السعي لجذب نواب «اللقاء الديمقراطي» ما زال مستمراً وإن شعر رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط بأن الموقف السعودي بنظره ليس متشدداً فقد ينعطف بقوة نحو تأييد انتخاب فرنجية، كما أنّ نواباً يتمسكون بأهداب الديمقراطية ومبادئها قد لا يلتزمون بعملية إفقاد النصاب فتصبح الطريق إلى بعبدا معبّدة أمام رئيس «تيار المردة».
بحسب التحليلات، إنّها معركة ربع الساعة الأخير والفوز بها من قبل أي طرفٍ يعتمد على حسن دراية سياسية وبُعد نظر سياسي واستغلال اللحظة لتقديم حوافز أو تنازلات.