هو ذكرى انتقالهم من العبودية إلى الحرية بعد خروجهم من مصر الفرعونية، فانه بالنسبة الى المسيحيين الانتقال من الموت إلى الحياة ومن العبودية والخطيئة إلى الحرية والتحرر. ويسمى عيد الفصح أيضا “العيد الكبير” لأنه عيد قيامة يسوع المسيح من الموت وأكثر من ذلك “فقد أقامنا معه وغفر لنا خطايانا”.
وفي داخل الديانة المسيحية يختلف المسيحيون في تقييم درجة قدسيتهم للمناسبات الدينية. فالبروتستانت يعتبرون يوم الجمعة الحزينة أو العظيمة، وهو اليوم الذي صلب فيه المسيح، أقدس الأيام على الإطلاق لأن المسيح حسب اعتقادهم تحمل خطايا البشر جميعا وضحى بنفسه لأجلهم. اما عند الكاثوليك والأرثوذكس فان يوم قيامة السيد المسيح، الذي يصادف يوم عيد الفصح، بعد صلبه وعودته إلى الحياة أقدس أيام السنة لأنه يرمز إلى تجدد الحياة وتغلب المسيح على الموت. ويحتفل الاورثوذكس بعيد الفصح في اليوم نفسه الذي يحتفل فيه اليهود بالفصح اليهودي، ذلك لأن الرزنامة اليهودية هي قمرية أما رزنامة روما الكاثوليكية فهي شمسية وتقل الاولى عن الثانية بـ10 ايام اي كل 3 سنوات سيكون الفارق بين عيد الفصح للكاثوليك وعيد الفصح للارثوذكس شهرا كاملا. ويقول الكاثوليك ان الفصح هو “بدر نيسان” اي مستحيل ان يصادف في شهر ايار. الا ان الصراع بين الكاثوليك والارثوذكس سياسي قديم ويعود الى استلام الامبراطور قسطنطين الحكم إنما الكهنوت واحد والاسرار نفسها. لذلك كان يحتفل بالفصح في آحاد مختلفة الى ان التأم مجمع نيقيا برعاية الامبراطور قسطنطين في العام 325 م. في هذا المجمع اعتمد يوم الفصح على انه يوم الاحد الذي يأتي في اول قمر كامل بعد الانقلاب الربيعي الواقع في 21 آذار او بعده. لهذا السبب تتراوح فترة الاحتفال بالفصح عن الارثوذكس بين 22 آذار و25 نيسان.
واخيراً كثر الداعون إلى توحيد تاريخ عيد الفصح بين الشرق والغرب وتعددت المبادرات من دون الوصول إلى حل نهائي يرضي الطوائف المسيحية. ولكن في بعض السنوات يأتي الفصح في يوم واحد لكل الطوائف، مهما كان التقويم المستخدم فإذا ظهر القمر بدراً بعد إنتهاء 13 يوماً التي تشكل الفرق بين التقويمين، فإن هذا العيد يكون موحداً وتكون كل الأعياد التي تحل بعده موحدة. كجمعة الشهداء المعترفين، وهي الجمعة الأولى بعد العيد، ثم الأحد الجديد وهو يوم الأحد الذي يلي الفصح، وعيد الصعود الذي يصادف عادة يوم الخميس بعد 40 يوماً من العيد، والعنصرة وهي تذكار حلول الروح القدس على تلاميذ السيد المسيح ويقع بعد عيد الفصح بخمسين يوماً. ويزعم بعض الباحثين في أمور الكنائس والطوائف أنه يناسب المسيحيين في الشرق الإتفاق -كل بلد على حدة- بتعييد الفصح معاً في يوم واحد، كما هي الحال في مصر حيث تعيّد الكنائس الكاثوليكية (وهي أقلية) عيد الفصح المجيد مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.