اقام معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي في جامعة البلمند امسية مرتلة وحفل تخرج طلاب برامج التعلم عن بعد، بمناسبة عيد شفيعه، وبرعاية بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي.
أحيت الأمسية جوقة معهد اللاهوت، في القاعة الأثرية في دير سيدة البلمند البطريركي في حضور راعي ابرشية بوينس آيرس وسائر الارجنتين المطران يعقوب الخوري، رئيس دير سيدة البلمند البطريركي الارشمندريت رومانوس حناة، الارشمندريت يعقوب خليل، عميد المعهد الاب الدكتور بورفيريوس جرجي، بالاضافة الى منسق برنامج التعلم باللغة العربية الكلمة الاب الدكتور بسام ناصيف، منسق برنامج التعلم عن بعد باللغة الاسبانية الدكتور دانيال عيوش، كهنة وشمامسة، فاعليات، الخريجين وذويهم وحشد من المؤمنين.
الاطرش
افتتحت الامسية بالصلاة، بعدها القى كلمة الخريجين خليل الأطرش قال فيها: “جئتكم من حيث أنشدت هذه العبارة لأول مرة، من مدينة الفرح العظيم – مدينة الرعاة – التي عبر فيها أجدادنا عن فرحتهم ببشارة المسيح له المجد في مدينة بيت ساحور، عندما حظاها الله بجمهور من الجند السماويين مع الملاك، يسبحون في سمائها ليعلنوا بهجتهم بميلاد المسيح”.
واضاف: “رغم جراحات شعبنا النازف جئتكم من هناك من فلسطين من أرض القداسة، التي تمتلئ الآن بالمؤمنين من أنحاء المعمورة ليتباركوا بزيارة مهد المسيح في بيت لحم في هذه الأيام العظيمة المباركة، جئت عابرا نهر الأردن وأرض يوحنا المعمدان والقديس جراسيموس، جئت إلى لبنان المكان الذي يحتضن القديسين، الى بلد الأرز الشامخ، جئت الى البلمند العامر القلعة الأرثوذكسية المكينة.
كانت تلك خطواتي لأصل إلى بيتكم العامر وأتشرف بالتخرج من جامعتكم المرموقة وأعود إلى بلدي محلقا حاملا شهادة اللاهوت من برنامج الكلمة”.
وتابع: “وهكذا كانت البداية معي في دراسة اللاهوت، فبعد حصولي على شهادة الدكتوراة في تعليم العلوم، وجدت نفسي في شوق وشغف أكثر للمعرفة، وبدأت البحث من خلال صفحات الانترنت لعلي أجد ما يسد شغفي لمعرفة كلمة الله، فكان اللقاء مع برنامج كلمة للتنشئة اللاهوتية عن بعد، ومن هنا عزمت على نيل تلك الشهادة التي أتشرف بها راسما إشارة الصليب على صدري، وفي قلبي تنبض كلمة الله.
وختم: إن تخرجي اليوم لهو فخر وشرف لي وأيضا لإخوتي الخريجين، فنشكر كل من ساهم وكان له بصمة راقية في هذا الإنجاز، وأخص بالذكر أساتذتنا الكرام وحيث أننا في زمن الميلاد، أتمنى للجميع المحبة والسلام، راجيا أن يعم السلام في وطن السلام فلسطين وكل دول الشرق”.
جرجي
بدوره القى عميد المعهد الاب بورفيريوس جرجي كلمة قال فيها: يقول النبي المرنم: “أنظر كم أحببت وصاياك فهي طول النهار درسي” (مزمور 118). لعل هذه الآية تختصر سيرة القديس يوحنا الدمشقي شفيع معهدنا الذي نعيد لتذكاره في هذه الأيام المباركة، والذي كان بحق معلم لاهوتيي الكنيسة شرقا وغربا، لاسيما في أزمنة الشدة وتشتت الرؤى والمقولات. كان الأب الدمشقي بسيرته الشريفة وتعليمه المستقيم وأنغامه المنظومة بأتعاب النسك والسهر والصوم قدوة لكل السالكين سبل العيش مع الله والاستنارة بمعرفته. وما زلنا، حتى يومنا، نستلهم كتاباته وأناشيده وتعليمه في هذا الدير البطريركي المقدس، دير السيدة، والمعهد اللاهوتي المرابض تحت كنفها.
وتابع: نلتقي اليوم لنحتفل بتخريج دفعة جديدة من طلاب برامج التعلم عن بعد، برنامج “كلمة” للتنشئة اللاهوتية باللغة العربية، والذي ينسّق أعماله قدس الأب الدكتور بسام ناصيف، أستاذ اللاهوت الرعائي في معهدنا، وبرنامجي CBB و SOFIA باللغة الإسبانية، واللذين ينسق أعمالهما الدكتور دانيال عيوش، أستاذ اللاهوت الكتابي. أود أن أشكر من كل قلبي الأب بسام والأستاذ دانيال على جهودهما المتفانية في السهر على حسن سير العمل في هذه البرامج، مع المعاون التقني لهما الأستاذ جيمي سابا.
أيها الخريجات والخريجون، نفرح اليوم في معهد اللاهوت في البلمند بثباتكم في الدراسة ونجاحكم العلمي. ونضرع إلى الرب أن يبارك شهاداتكم، ويجعل منكم فعلة صالحين في كرمه، بشفاعات السيدة والدة الإله حامية التلة البلمندية والقديس يوحنا الدمشقي.
وكانت قد قدمت جوقة معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي بقيادة جيلبير حنا باقة ميلادية مميزة من التراتيل والتأملات. واختتم الحفل بتوزيع الشهادات على الخريجين.
وطنية