إختتم معهد “المواطنة وإدارة التنوع” في مؤسسة “أديان” بالتعاون مع “الجامعة اللبنانية الأميركية” وبدعم من الكنيسة السويدية ومؤسسة “ميسيو”، مؤتمرا دوليا حول “الحرية الدينية في زمن إعادة تكوين المواطنة” الذي تم إنعقاده بمشاركة دولية من سياسيين وخبراء وصناع سياسات من لبنان والعالم العربي وأوروبا وإفريقيا والولايات المتحدة وباكستان.
وجاء المؤتمر في سياق عمل معهد المواطنة وإدارة التنوع على تعزيز ثقافة حرية الدين والمعتقد والمساهمة في وضع السياسات العامة المرتبطة بالحرية الدينية في إطار المواطنة الحاضنة للتنوع، وذلك بهدف معالجة مسألة حرية الدين والمعتقد على المستويات الفلسفية والسياسية والقانونية والثقافية والدينية، وتعزيز التعاون على صعيد صناعة السياسات المتعلقة بهذا المجال في المجتمعات العربية والغربية، والإسهام في عملية التفكر الرامية إلى تطوير إطار للمواطنة الحاضنة للتنوع الثقافي والديني كما إدارة هذا التنوع بأشكاله المختلفة، وتطوير الخطابات العلمية التي من شأنها التوعية على الحرية الدينية والمساعدة على نشر ثقافة عامة قوامها حرية الدين والمعتقد”.
وشارك في جلسات المؤتمر 34 باحثا وصانع سياسات من 14 دولة. وأدار الجلسات رئيس الفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي القاضي عباس الحلبي، أستاذة العلوم السياسية في الجامعة الأميركية لينا كريدية، أستاذة العلوم السياسية والشؤون الدولية في الجامعة اللبنانية الأميركية تاميراس فاخوري، مديرة معهد المواطنة وإدارة التنوع- مؤسسة أديان نايلا طبارة، رئيس قسم العلوم الإجتماعية – الجامعة اللبنانية الأميركية مروان رويهب، القسيسة جيني نوردين، ومستشارة السياسات في كنيسة السويد والمدربة على التواصل اللاعنفي تانية عوض غرة.
نجار
والقى وكيل الشؤون الأكاديمية في الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور جورج خليل نجار كلمة عبر فيها عن “إفتخار الجامعة لاستضافتها المؤتمر لمعالجة إشكاليات الحرية الدينية في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة حاليا”، وشدد على “ضرورة التركيز على التوعية التي من شأنها تقريب المسافات والحياة اليومية بين الأشخاص”.
نوردين
بدورها تحدثت مستشارة السياسات في كنيسة السويد القسيسة جيني نوردين إذ لفتت إلى أن “العالم يرزح تحت ثقل الحراكات الشعبوية والانقسامات، وبالتالي نحن بحاجة لمساحات كهذه لأنها تبقي الأمل حيا، والسويد إحدى الدول الأكثر علمانية في العالم، ولكنها تحوي تنوعا وتعددية، وتواجه تحديات على مستوى العلاقة بين المساحة العامة والمساحة الخاصة”.
واشارت الى ” اننا بدأنا نواجه تحديات الكراهية ضد المهاجرين، وخصوصا المسلمين، وتنامي مظاهر التشدد القومي، وبالتالي نحن بحاجة للتعاون لمواجهة خطاب الكراهية”.
فوغت
من جهته رئيس قسم العلاقات الخارجية في مؤسسة “ميسيو” الدكتور ماتياس فوغت إعتبر أن “الوضع الراهن والدقيق وما تعانيه كل من سوريا والعراق ونيجيريا وليبيا واليمن يؤثر على الوضع في أوروبا وخاصة في ما يتعلق بمسألة الحريات”، مشيرا إلى “ألمانيا التي إستقبلت أعدادا هائلة من اللاجئين”.
طبارة
والقت مديرة معهد المواطنة وإدارة التنوع في مؤسسة أديان نايلا طبارة كلمة قالت فيها: “حرية الدين والمعتقد هي الضامنة لحرية الأفراد في إختيار المسار الإيماني أو الديني أو الفلسفي أو عدم إختيار أي إنتماء، إلى جانب الحقِ في التفاعل والتكيف مع العقائد والأفكار الدينية بحرية تامة، بما يشمل النقد والتساؤل الحر”.
أضافت: في زمن تسبى فيه فتيات ويستعاد فيه الرق لأسباب الاختلاف في الانتماء الديني، قد يبدو عملنا ولقاؤنا هنا ترف إن كان يهدف فقط إلى تلاقح الأفكار. إلا أن عمل هذا المؤتمر ينصب في سياق برنامج أوسع يطال عامة الناس في المجتمعات العربية لا سيما منطقة الشرق الأوسط، إن على صعيد تكوين العاملين في المجتمع المدني، أو على صعيد الثقافة الدينية، أو التربية أو الإعلام”.
السماك
بدوره القى ضيف الشرف أمين عام اللجنة الوطنية الإسلامية المسيحية للحوار في لبنان والرئيس المشارك للهيئة العالمية للأديان من أجل السلام الدكتور محمد السماك كلمة وصفها بوجهة نظر إسلامية شدد فيها على أن “الحرية هي أهم مظاهر الكرامة الإنسانية، ولأنه لا يمكن التعبير عن الاختلاف إلا بالحرية فإن تعطيلها يعد انتهاكا لإرادة الله وفطرة الانسان”.
وختم: “ليس لأي إنسان أو سلطة حق النظر في ضمير الآخر والحكم على ما في نفسه لأن في ذلك تطاولا على الذات الالهية وإرادة الله، ولا حرية لمواطن ونصف حرية لمواطن آخر، ولا حق لمواطن وتسامح لمواطن آخر، فالمواطنة هي المساواة دون تمييز”.
وفي ختام الحفل تم تكريم الدكتور السماك ومنحه عضوية شرف في مؤسسة أديان تقديرا لجهوده في نشر خطاب ديني إسلامي يتسم بالانفتاح وتعزيز التنوع والاعتراف بالأديان الأخرى والحث على إحترام حرية الدين والمعتقد”.
وطنية