وطنية – أقيم في كنيسة مار مارون العقبة – زغرتا قداس إحتفالي، ترأسه المطران جوزف معوض، وهو القداس الأخير له كنائب بطريركي على رعية زغرتا – إهدن. وشاركه في الذبيحة الإلهية الأب بول مرقص الدويهي وخدمته جوقة مار مارون، وحضره حشد من أبناء الرعية.
بعد الإنجيل المقدس كان للمطران معوض عظة جاء فيها: “نتوقف في عظتنا اليوم عند ميزات زكريا واليصابات في الإنجيل، فهما كانا بارين أمام الله لانهما كانا يحفظان وصاياه وهما علمانا أن البرارة والقداسة لا تقومان فقط على مجرد العاطفة الروحية أو فقط على الإلتزام الروحي بالواجبات الكنسية الليتورجية كالقداس، فالكنيسة ضرورية والصلاة ضرورية، وكذلك المشاركة في كل الإحتفالات الطقسية الليتورجية ولكن معهم أيضا علينا الالتزام العملي بإرادة الله في العائلة والمجتمع ومكان العمل”.
وأضاف: “أن على كل مؤمن إذا كان يريد أن يعلم ما إذا كان يسير فعلا على طريق القداسة أن يقوم ب “مراجعة حياة” ليعلم ما إذا كان عليه أن يدرك أن ما يصدر عنه من كلام ومواقف وطريقة تعاطي مع الآخرين يتوافق مع إرادة الله أم لا. كما أن زكريا واليصابات يعلماننا الثبات بالإيمان والأمانة الى الله. ويقول لنا الإنجيل بانه لم يكن لهما ولد ولم يكن هناك إمكانية لذلك بسبب سنهما ولكنهما بقيا أمينين لوصايا الرب حتى ولو لم تتحقق لهما رغباتهم بوجود ولد. وهما مثال لنا كي نكون أمناء لربنا لو لم تتحقق رغباتنا وأن كانت هذه الرغبات شرعية”.
وتابع معوض: “لقد أعطي لزكريا واليصابات ولد رغم أن ذلك لم يكن ممكنا، وهذا يعني أن طريق القداسة تتطلب الرجاء وثقة بأن الله سيتدخل ويعطي، فالرب لديه طرقه الخاصة الذي يتدخل فيها ليعطي فيها الخلاص. ومثال ذلك إبراهيم الذي قال عنه مار بولس “آمن راجيا على غير رجاء”، فأعطاه الله نسلا مع أن ذلك كان غير ممكن. أن نماذج زكريا واليصابات وإبراهيم وساره تعلمنا أنه حين نكون نحن كمؤمنين أمام ظروف لا أمل فيها بشريا أن نتمسك بالإيمان وبقدرة ربنا على إعطائنا الخلاص”.
توجه معوض الى رعية زغرتا قائلا: “أحب في هذه المناسبة أن أتوجه الى رعية زغرتا اهدن، فكما بات معلوما أن الكنيسة طلبت مني تولي خدمة أبرشية زحلة وأن أكون مدبرا فيها لغاية إنتخاب مطران لها بعد إنتخاب المثلث الرحمات المطران منصور حبيقه رحمه الله، وأنا هنا أستغل المناسبة لأشكر الله على الفرصة التي سمح لي فيها للتعرف على زغرتا ومجتمعها الذي أحيي كهنته أولا وكل العاملين في النطاق الراعوي فيه. كما أحيي المجتمع الذي تعرفت عليه والمتميز بسخائه وعنفوانه وتقواه، وأذكر جيدا الاحتفالات المؤثرة والمميزة التي كانت تحصل في كنائسها الجميلة.
إنه مجتمع أعطى وما زال يعطي الكنيسة والوطن رجالات. وأتمنى لزغرتا “أن تستمر في هذا العطاء”. وأنا شخصيا في فترة خدمتي في زغرتا كنت أتمنى “أن أعطي أكثر على الصعيد الراعوي والإداري، ولكن كل إنسان يعطي حسب قدرته وبما أوتي من قوة ولدي إيمان أن زغرتا هي شعب الله والله هو يرعاها ولو قادها رعاة بشر كما يقول المجمع الفاتيكاني الثاني”.
وختم معوض بالقول:”أدعو الجميع الى الترحاب بالمطران مارون العمار والالتفاف حوله وإستقباله بكل إحترام ومحبة والتعاون معه لخدمة رعية زغرتا – اهدن. كما أطلب من الجميع الصلاة لأجلي للقيام بواجبي في خدمتي الجديدة. أستودعكم سلام المسيح”.