لمناسبة مرور 75 عامًا على وفاة القديس مكسيميليان وصفه باحث بارز في حياة القديس “كشاهد في المحبة البطولية” وهو الأب جايمس ماككوري رئيس سيدة الملائكة للإخوة الفرنسيسكان الكونفونتوييل في الولايات المتحدة وكاتب سيرة ماكسيميليان كولبي الذي ينتمي إلى الرهبنة ذاتها. وكان قد التقى الأب ماككوري مرات عديدة وأصبح “أعزّ الأصدقاء” بالرجل البولندي الذي خلّصه ماكسيميليان كولبي وتوفّي عنه داخل معسكر أوشفيتز.
في الواقع، لقد التقى الأب ماككوري بالكثير من الأشخاص الذين عرفوا ماكسيميليان كولبي بمن فيهم الرجل الذي بذل حياته الكاهن من أجله وهو فرانشيزيك غايوفنيزكي وهو رقيب بولندي الأصل متزوّج وله أولاد.
لقد وصف كيف أنّ كولبي وقف ومنح حياته لأنه “تأثّر كثيرًا بجرح أب العائلة الذي كان قد اختاره النازيون ليموت. وبعد أن خلّص كولبي حياته نجا من أهوال الحرب العالمية الثانية وعاش حتى عمر 93 عامًا. ويقول الأب ماككوري في هذا السياق بإنه التقى مرات عديدة به بعد احتفال تقديس الكاهن وكان غالبًا ما يقول: “لم يمت من أجلي فحسب بل من أجل الجميع ليشهد للمحبة البطولية”.
وتابع الأب ماككوري ليقول بإنّ القديس مكسيميليان وقف “رمزًا لحرية الإنجيل” ضد فظاعة ما جرى في القرن العشرين من حروب عالمية وانتشار النظام الشيوعي التوتاليتاري. وعندما سُئل عما شعر به عندما رأى البابا فرنسيس يجلس بصمت في زنزانة القديس ماكسيميليان كولبي حيث قتله النازيون قال بإنّ هذه اللفتة “كانت وقفة رنّانة وعميقة” بالنسبة إليه مشيرًا إلى أنّ كلّ من كان يزور هذه الزنزانة “ينجرّ إلى الصمت التام”. وتحدّث كيف أنّ الجوّ في تلك الزنزانة يُشعر الإنسان بقدسية المكان لأنها تثبت لكل شخص بأنّ “الخير ينتصر على الشرّ حتى في أوشفيتز التي صنعها النازيون “كمكان يبثّ الخوف والكراهية واليأس في النفوس”.
زينيت