نشرت صحيفة “La Nacion” الأرجنتينيّة صباح السبت الماضي مقابلة أجرتها مع قداسة البابا فرنسيس في الثامن والعشرين من حزيران يونيو الماضي في الذكرى الخامسة والستين للسيامة الكهنوتيّة لبندكتس السادس عشر الذي وصفه البابا فرنسيس بالثوري وقال إنه تميّز بسخاء فريد وأن استقالته التي أظهرت بوضوح جميع مشاكل الكنيسة لم يكن لها علاقة بأي مسألة شخصيّة. لقد كان فعل قيادة وإدارة، آخر فعل قيادة له. أما فيما يختص بصحّة البابا الفخري أكّد البابا فرنسيس أن لديه فقط مشاكل في التنقّل.
بعدها انتقل الأب الأقدس في مقابلته للحديث عن الواقع الأرجنتيني وبالتحديد عن العلاقات بينه وبين الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو مكري، علاقات يعتبرها الإطار السياسي الأرجنتيني باردة ومُفكّكة. وأكّد الأب الأقدس أنه لا وجود لأي مشكلة شخصيّة مع الرئيس مكري، لأنه لا يحب النزاعات، ومكري يبدو له شخصًا نبيلاً. ثم أجاب الحبر الأعظم على سؤال حول استقباله لهيبيه دي بونافيني رئيسة منظمة “أمهات ميدان مايو”، “Asociación Madres de Plaza de Mayo”، والتي كانت قد انتقدت البابا فرنسيس في الماضي متّهمة إياه زورًا بأنّه قد تعاون مع النظام العسكري، ولكنّها اعتذرت على خطئها وتراجعت علنيًّا عن اتهاماتها؛ وبالتالي أكّد الأب الأقدس أنه استقبلها كعلامة على أنّه سامحها وقال لقد طلَبَت المغفرة وأنا سامحتها لأنه لا يمكن أن نحرم أحدًا من المغفرة. ومن ثم هي أمٌّ قتلوا ابنيها، وأنا أنحني أمام هذا الألم الكبير، لا يهمّني ما قالته عنّي علمًا أنها قالت أمورًا سيئة جدًّا في الماضي.
أما حول وجود متحدث رسمي باسم الأب الأقدس في الأرجنتين فشرح البابا فرنسيس أنه لا وجود لأي متحدث رسمي باسمه في الأرجنتين أو في غير بلد آخر، ووحدها دار الصحافة الفاتيكانيّة هي المتحدث الوحيد باسم الحبر الأعظم. أما في السؤال حول “Scholas Occurrentes” الشبكة الدوليّة للمدارس والتي تأسست في الأرجنتين برغبة من رئيس أساقفة بوينوس آيرس حينها خورخيه ماريو برغوليو وحول دعوة الأب الأقدس لمسؤوليها لعدم قبول أي هبات ماليّة من الحكومة أجاب البابا أن قراره هذا ليس ضدّ حكومة مكري فهو لم يتحدث أبدًا عن الحكومة في طلبه وإنما قال لمسؤولي “Scholas Occurrentes” أن يتحاشوا السقوط في أخطاء إداريّة وشرح في هذا السياق أنّه لا يمكن للشبكة أن تطلب المساعدة الماليّة من الحكومة الأرجنتينيّة التي تعاني من مشاكل اجتماعيّة جسيمة.
وختم البابا فرنسيس مقابلته مع صحيفة “La Nacion” الأرجنتينيّة مجيبًا على سؤال حول “المحافظين في الكنيسة” وأكّد أنهم يقومون بدورهم وهو يقوم بدوره، ولكنه من جهته يرغب بكنيسة منفتحة ومتفهّمة ترافق العائلات المجروحة، وشرح أنهم يرفضون كلّ شيء ولكنه يستمر قدمًا إلى الأمام في مسيرته بدون أن يلتفت يمينًا أو يسارًا، وشدّد في هذا السياق أنه لا يفرض الأمور قسرًا لأنّه لا يحب الخلافات والنزاعات.
إذاعة الفاتيكان