في أعقاب التطورات الأمنية الخطيرة التي يشهدها قطاع غزة منذ أيام قليلة والاشتباكات التي وقعت بين القوات الإسرائيلية والمتظاهرين مسفرة عن مصرع ما لا يقل عن ستة عشر فلسطينيا وإصابة أكثر من ألف وأربعمائة آخرين بجروح، أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع الأخت ناديا من راهبات الوردية في مدينة غزة التي شاءت أن تعبر عن مخاوف الجماعة المسيحية في هذا القطاع. هذا فيما أكد المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي أنه في حال استمرت أعمال العنف على طول الحدود الفاصلة بين قطاع غزة والأراضي الإسرائيلية لن تتردد القوات الإسرائيلية في استهداف المسلحين في عمق القطاع، في وقت دعا فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غيتيريس إلى فتح تحقيق “مستقل وشفاف” بشأن ما جرى. وقالت الراهبة الكاثوليكية إن هذا التصعيد الأمني قد يؤدي إلى نشوب حرب في القطاع لا تُحسب أبعادها، وهذا ما يتخوّف منه السكان المحليون، بما في ذلك الجماعة المسيحية.
وتحدثت الأخت ناديا عن سماع دوي القذائف، مشيرة إلى أن الغزاويين غاضبون ويطالبون بحقوقهم خصوصا وأن القطاع صار بمثابة سجن كبير، والوضع بات في غاية التعقيد. وأوضحت أن العديد من السكان تظاهروا على طول الحدود للمطالبة بحقوقهم، ولم يُعرف ما إذا كان المسيحيون قد شاركوا في التظاهرات خصوصا لكونها تزامنت مع الاحتفالات بعيد الفصح، وأكدت الراهبة الكاثوليكية أن المسيحيين يطالبون بحقوقهم كباقي أهالي القطاع وذلك على الرغم من قلة عددهم، وهم يرفعون الصلاة باستمرار على نية السلام في القطاع، وأيضا من أجل الأوضاع المعيشية للمواطنين الذين يفتقرون إلى كل شيء، بدءا من فرص العمل. وأوضحت في حديثها لموقعنا الإخباري أن قطاع غزة هو معزول عن السلطة الوطنية الفلسطينية وتسيطر عليه حركة حماس، لافتة إلى أن الجهود التي تُبذل منذ سنة تقريبا من أجل تحقيق المصالحة بين هذين التيارين السياسيين لم تؤد إلى نتيجة لغاية اليوم، وهذا الأمر زاد من قلق الأقلية المسيحية بنوع خاص، والعديد من السكان المسيحيين يفكرون بمغادرة المنطقة.
وفي رد على سؤال بشأن كيفية احتفال الجماعة المسيحية في قطاع غزة بعيد الفصح، أوضحت الأخت ناديا من راهبات الوردية أنه لمناسبة الأعياد الدينية تقوم الكنيسة المحلية بإرسال حافلات الركاب التي تجول على منازل المسيحيين وتوصلهم إلى الكنيسة وبهذه الطريقة يستطيع الجميع أن يحتفلوا بالقداديس ويشاركوا في الصلوات ومختلف الاحتفالات الدينية. وختمت حديثها لموقع فاتيكان نيوز مشيرة مرة جديدة إلى مشاعر الخوف السائدة في القطاع، لاسيما وسط المسيحيين، إذ يخشى الجميع اندلاع حرب جديدة في المنطقة، وقالت: نأمل بألا يحصل هذا الأمر، ونريد أن نقول “كفى للحرب على غزة”، فقد عانى السكان المحليون من نتائج ثلاث حروب، وأشارت الأخت ناديا إلى وجود أطفال دون العاشرة من العمر اختبروا هذه الصراعات المسلحة، ما يزيد من حدة العدائية وسط هذه الأجيال الناشئة.
إذاعة الفاتيكان