عينت رهبنة الأخوة الفرنسيسكان الأصاغر حارسا جديدا للأرض المقدسة خلفا لبير باتيستا بيتسابالا وهو الكاهن الإيطالي فرنشيسكو باتون البالغ من العمر ثلاثة وخمسين عاما. وللمناسبة أجرى القسم الإيطالي في راديو الفاتيكان مقابلة مع المسؤول الفرنسيسكاني الجديد الذي استهل كلمته متحدثا عن الرابط الذي كان قائما بين القديس فرنسيس الأسيزي والأرض المقدسة التي زارها كحاج. ثم توجه إلى الجماعة المسيحية في المنطقة مؤكدا أنه يأتي بتواضع كبير ويحركه حبه لتلك الأرض، طالبا من الجماعات المحلية أن تمد له يد المساعدة كي يتمكن من القيام بمهامه على أكمل وجه وذلك لصالح الأشخاص المقيمين في المنطقة ومن يزورونها بدافع الدرس أو الحج أو لمجرد الفضولية.
ولم تخل كلمة حارس الأراضي المقدسة الجديد من الإشارة إلى أهمية العمل على بناء جسور للحوار من أجل تشييد السلام، لافتا إلى التحية الفرنسيسكانية التي تقول “ليعطكم الرب السلام” أو “سلام الرب معكم”، وأكد أن هذه الكلمات ليست مجرد تحية بالنسبة للرهبان الفرنسيسكان لأنها أيضا برنامج حياتهم. وعبّر عن أمله بأن يتمكن من العيش في الأرض المقدسة على نمط القديس فرنسيس الأسيزي مشيرا إلى أن هذا الأخير وعندما زار المنطقة في العام 1219 عرف كيف يعيش واقع التلاقي، وذكّر في هذا السياق بكلمات البابا الحالي فرنسيس الذي شدد على أهمية بناء الجسور في الأرض المقدسة.
وبعد أن تحدث الكاهن باتون عن المهام التي تقوم بها في المنطقة الرهبنة الفرنسيسكانية، وفي طليعتها حراسة المزارات والأماكن المقدسة، لفت إلى أن حضور الرهبنة لا يقتصر على تلك الأراضي وحسب لأنها موجودة وناشطة أيضا في بلدان أخرى من الشرق الأوسط شأن سورية، الأردن، مصر، لبنان، فضلا عن رودس وقبرص. وهذا الحضور هو حضور رعوي، ديني وروحي.
هذا ثم تطرق حارس الأراضي المقدسة الجديد في مقابلته مع إذاعتنا إلى أهمية زيارات الحج التي تشكل أداة أساسية لدعم الحضور المسيحي في الأرض المقدسة، لأنه بفضل هذه الزيارات يحصل المسيحيون في المنطقة على فرص العمل والحياة الكريمة واللائقة. كما أن الحجاج يستطيعون التعرف على واقع تلك الأرض والشعوب التي تعيش فيها كي يعبروا أيضا عن محبتهم تجاه الأشخاص المقيمين هناك وليس فقط تجاه الأماكن التي تشهد على تاريخ الخلاص.
وفي رد على سؤال بشأن الرسالة التي تقوم بها حراسة الأرض المقدسة وتآزرها مع جهود إحلال السلام والمصالحة لفت الكاهن باتون إلى أن هذه الرسالة تندرج في هذا الإطار من خلال الاتصالات اليومية مع الأشخاص وما بين الأشخاص. وهذا يصح أيضا في مجال التربية لأن المدارس تشكل فسحة للقاء بين فتيان وشبان ينتمون إلى ديانات وأعراق مختلفة.
إذاعة الفاتيكان
الوسوم :مقابلة مع حارس الأراضي المقدسة الجديد فرنشيسكو باتون