يلفت زائر صفحة كلية العلوم التربوية في جامعة القديس يوسف على الانترنت وجود ملصق بالفرنسية يذكر فيه أن “الكلية وقسم التعليم المستمر فيها يقترحان مقررين تعليميين إختياريين، كل مقرر من 3 وحدات دراسية عن” التربية على الصحة الإنجابية”. والاقتراح يعني المربين وتشكل دعوته خطوة حديثة في العملية التربوية نحو مصالحة التلميذ مع ذاته ومحيطه مع مراعاة خصوصية المجتمع اللبناني وتقاليده.
أكد عميد كلية العلوم التربوية في جامعة القديس يوسف الدكتور فادي الحاج في حديث لـ”النهار” أن “إعداد المقررين ومضامين كل منهما يراعي خصوصية المجتمع اللبناني”. وعرّف “التربية على الصحة الإنجابية بأنها لا تنحصر بالتربية الجنسية بل تشمل صحة الإنسان النفسية والفيزيولوجية. وتعني في مفهومها الواسع المراهقين كما الراشدين ويجب إدراجها من الصفوف الأولى لتوعية الأولاد على واقع التحرش الجنسي مثلاً ومتابعة هذه التربية في المراحل الدراسية كلها”.
واعتبر أنها “كمادة تعني أسرة المدرسة كلها من معلمين، تلامذة وإداريين المؤتمنين على نشر التربية على الصحة الإنجابية”. واعتبر أنها “حق مكتسب بالصحة للجميع أسوة بالحقوق الأخرى المدرجة في ميثاق حقوق الإنسان العالمي”.
وشدد على أن الكلية” تعي أهمية تثمين دور المقررين في مهنة المربين لأن بعض البيئة المدرسية ما زال يعتبر أن هذه التربية هي من مهمات العائلة مباشرة ولا تدرج ضمن مسؤوليات المدرسة المولجة إعداد جيل ناشىء متمرس بسلوكيات صحية ونفسية وجسدية واجتماعية لبناء عائلة سليمة في المستقبل”.
واستعاد الحاج بالذاكرة أهمية المقررين، فهما “ولدا” نتيجة بحث معمق قامت به الكلية بالتعاون مع وزارة التربية وبتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان. ولمس القيمون على الدراسة وفقاً للحاج من خلال لقاءات مناطقية مع مدربين ومرشدين صحيين في مدارس رسمية عدة، حاجة لهما على مستوى كل من المعلومات العلمية والأفكار والمحرمات والايدولوجيا الاجتماعية ونمط حياتهم”.
وخلص إلى اعتبار أن المقررين خضعا لعملية تقويم ضمن المشروع المذكور في لقاء شارك فيه مدربون من المركز التربوي للبحوث والإنماء ومرشدون من وزارة التربية ومجموعة من الأساتذة والطلاب”. وأعلن أننا “إنطلقنا من مبدأ أن التربية على الصحة الإنجابية في مفهومها الواسع تعني الراشدين كما المراهقين، وتعني وفقاً للمواثيق الحقوقية العالمية كل من هو لاجئ يعيش في ظروف حياتية مهمشة والمعنفين جنسياً، وهي تقارب واقع الولادات وإدارة العائلة وسواها من المحاور”.
وحرصت الكلية على إدراج المقررين في كل من قسم التعليم المستمر التابع لها وبرامج الماستر في العلوم التربوية. ولحظ “أننا ركزنا على تمرس المربي بسلوكيات تربوية حديثة، فينقلها للتلميذ الذي يصبح قادراً على حل المشكلات، وينمي التفكير النقدي والفكر الإبداعي لديه، الى تفعيل التواصل والعلاقات الإنسانية، وتعزيز الثقة بالنفس والتعامل مع الغير وإدارة الضغط النفسي وضبط المشاعر”.
وشرح عن المقرر التعليمي الأول الذي يهدف إلى تزويد” المشاركين بالمعلومات العلمية وتطوير مهاراتهم الحياتية في مجال التربية على الصحة الإنجابية، ومخرجاته عديدة وهي تؤهل المشارك لـ”استثمار المفاهيم العلمية المتعلقة بالصحة الإنجابية في اكتساب المتعلمين ثقافة صحية صحيحة، مواكبة المراهقين للوصول إلى نضوج فكري وعاطفي يقودهم إلى إتخاذ قرارات حرة ومسؤولة في مجال صحتهم الإنجابية، تنمية المهارات النفسية – الاجتماعية لدى المتعلمين لتطوير ذاتهم وإستخدام طرق تعليم ناشطة وتنفيذ مشاريع تطال التربية على الصحة الإنجابية”. وأعلن أن برنامج المقرر “يتضمن محاور عدة منها “مفاهيم في التربية على الصحة الانجابية، المعلومات العلمية في مجال التربية على الصحة الانجابية، صحة المراهقين النفسية، القضايا الأخلاقية المتعلقة بالتربية على الصحة الإنجابية من منظور حقوق الإنسان وسواها.
أما المقرر الثاني فيرتكز على طرق تدريس “غير تقليدية ناشطة وتقوم على مشاركة فاعلة مثل “الطريقة الاستفهامية، الطريقة الناشطة أو الاستكشافية، الطريقة الاختبارية، عمل الفريق، الطريقة الناقلة المنبرية وسواها”. وتوقف عند نموذج “تطبيقي على غرار صياغة المشاريع في الصحة الانجابية أو مشاريع تعليمية عن موضوع الأمراض الجنسية من خلال إدراج بحث أو صياغة مقال أو مشروع ضمن فريق. وذكر أن كل ذلك يحترم خصوصية مجتمعنا اللبناني وتقاليده، مشدداً على “أننا نطمح في توعية المربين الى إتقان طرائق لتثقيف التلميذ على حياة سليمة على الصعد كلها، النفسية، الاجتماعية، والجنسية”.
النهار