افتتح مصرف لبنان والإتحاد الدولي للمصرفيين العرب أمس، «الملتقى السنوي لتكنولوجيا المعلومات في المصارف العربية ومكافحة الجرائم الالكترونية» في بيروت.حضر الملتقى رئيس جمعية مصارف لبنان ورئيس الإتحاد الدولي للمصرفيين العرب جوزف طربيه، رئيس اتحاد المصارف العربية الشيخ محمد جراح الصباح، الأمين العام لإتحاد المصارف العربية وسام فتوح، المدير التنفيذي الرئيسي لمديرية المعلوماتية في مصرف لبنان المهندس علي نحله، وأكثر من 400 مشارك من 15 دولة عالمية وعربية في مجال تكنولوجيا المعلومات، بالاضافة الى شركات عالمية وخبراء عالميين وعرب في المعلوماتية، ومكافحة الجرائم الالكترونية.
طربيه
بداية، قال طربيه: «ساعدت تكنولوجيا المعلومات البنوك على النهوض السريع مما أدى إلى تحقيق مكاسب كبيرة للقطاع المصرفي، كما كان للإبتكارات التكنولوجية الحديثة أثر كبير على الإسراع في تجهيز المعلومات وإرسالها، وسهولة تسويق المنتجات المصرفية وتحسين صورتها، بالإضافة إلى قدرة إيصال الخدمة والمعلومة بشكل أسرع للعملاء وفي أي مكان في العالم».
وقال: «من جهة ثانية، فإن تطوير خدمات الإنترنت وإستخدام الشبكات في البنوك، شكل علاقة فاعلة وتأثيرا جذريا على القطاع المصرفي عموما، حيث باتت الإستخدامات واسعة النطاق، منخفضة التكلفة ومريحة للشبكة المالية للبنوك ككل، مما سهل الخدمات المصرفية في أي مكان وفي أي وقت للعملاء بشكل واضح، كما أن تكنولوجيا الإتصالات ساعدت على سرعة أداء العمليات، وتقليل الكلفة، من خلال إستخدام الأجهزة الرقمية المتقدمة والحاسبات الإلكترونية التي تقلل من أعداد الموظفين، وزيادة الأرباح، إضافة إلى سهولة التعامل والتعاقد الخارجي مع المؤسسات المالية في جميع أنحاء العالم، والإستعانة بمصادر خارجية للخدمات المالية ذات التكاليف المخفضة».
اضاف : «من جهة أخرى، ظهر ما يسمّى بالتكنولوجيا المالية (FinTech)، التي أصبحت تتطور في جميع أنحاء العالم، وقد وصلت بالفعل إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتضاعف عدد الشركات الناشئة التي تقدم الخدمات المالية من 46 شركة إلى 106 شركات عام 2015.
وتوصف هذه الشركات على أنها تمتلك المنتجات والخدمات التي تعتمد على التكنولوجيا لتحسين نوعية الخدمات المالية التقليدية، وتتميز هذه التكنولوجيا بأنها أسرع وأرخص وأسهل، ويمكن لعدد أكبر من الأفراد الوصول إليها».
فتوح
بدوره، ذكر فتوح الفرص التي يمكن ان تتيحها التكنولوجيا المالية، وهي: تعزيز الشمول المالي، توفير خدمات مصرفية أفضل وأكثر ملائمة للعملاء، التأثير الإيجابي المحتمل على الاستقرار المالي بسبب تزايد المنافسة، التكنولوجيا الرقابية (RegTech).
واشار الى المخاطر الاستراتيجية، والمخاطر التشغيلية الأعلى – دون بعد نظامي Idiosyncratic dimension – (على مستوى المصرف)،
ومسؤولية العمليات المشبوهة – الشركات أو المصرف، وزيادة الصعوبات في تلبية متطلبات الامتثال وخاصة المتعلقة بالتزامات مكافحة غسل الاموال وتمويل الارهاب، مشددا على ان المصارف سوف تحتاج إلى عمليات مراقبة ملائمة لمكافحة غسل الاموال وتمويل الارهاب، وذلك في حال قيامها بمعاملات بالنيابة عن عملاء شركات التكنولوجيا المالية، المخاطر السيبرانية (Cyber-risk) التي من المرجح أن ترتفع مع زيادة الاعتماد على التكنولوجيا المالية.
نحله
من جهته، قال نحلة «بات لدينا 8 مليارات منتج مبتكر Device connected يتعلق بتوصيل الجهاز، فأجهزة التحكم اللاقطة «سانسرز»، باتت منتشرة في سائر القطاعات الإنتاجية، من أجل تحسين جودة الإنتاج».
ولفت نحلة إلى «أن التطور الكبير الذي حصل في عالم التكنولوجيا (التكنولوجيا الرقمي، الأمن الرقمي، المعايير الأمنية الرقمية وغيرها)، بات يفرض علينا جميعا العمل على حمايته من الهجوم».
وأعلن «أننا في مصرف لبنان إنتقلنا إلى الخطة الرابعة في مجال التكنولوجيا الرقمية، بمعنى أننا وضعنا مخططا مدته خمس سنوات مقبلة في مصرف لبنان المركزي، والأمر عينه ينسحب على القطاع المصرفي اللبناني، والمؤسسات العامة والخاصة. وهذا كله يصب في ضرورة وضوح الرؤية والتصميم الحثيث على البناء التكنولوجي الرقمي والمعاصر (تصميم موازنات ورؤى إقتصادية ومالية وفق التكنولوجيا الرقمية)».
بعد كلمات الافتتاح عقدت جلسات العمل حول «التحول الرقمي» وخارطة الطريق التي اتبعها مصرف لبنان في هذا المجال. ويتابع المؤتمر اعماله اليوم حيث سيناقش موضوع الامن الالكتروني.
الجمهورية