كتب بسام أبو زيد في نداء الوطن
أكثر من عارض اتفاق الطائف وهاجمه كان العماد ميشال عون وأنصاره، فلم يتركوا مناسبة او تصريحاً او موقفاً إلا وكرروا أن هذا الاتفاق انتزع صلاحيات رئيس الجمهورية وحوله إلى ما يشبه «الملكة اليزابيت» في إشارة إلى ملكة بريطانيا التي تتربع على العرش ولكنها لا تحكم.
ولكن بموجب طائف «الملكة اليزابيت» تولى العماد ميشال عون رئاسة الجمهورية ووصفه أنصاره بالرئيس القوي «فكيف لرئيس أن يكون قوياً وهو يتربع على كرسي الرئاسة من دون أن يحكم؟ وكيف يقبل من هاجم اتفاق الطائف على خلفية انتزاع صلاحيات رئيس الجمهورية ان يصل إلى الرئاسة بموجب هذا الاتفاق؟ وكيف يقبل ان يبقى في الرئاسة مدة ست سنوات من دون أي محاولة لاستعادة الصلاحيات كاملة او مجتزأة؟
مع اقتراب عهد الرئيس العماد ميشال عون من نهايته، عاد البعض ليعزو الفشل الذي مني به إلى اتفاق الطائف وانتزاع صلاحيات رئاسة الجمهورية، ولكن هذا البعض يريد، لا بل يقاتل من أجل تكرار تجربة العماد عون في رئاسة الجمهورية مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ووفق اتفاق الطائف الذي حول رئيس الجمهورية إلى ما يشبه ملكة بريطانيا.
إذا كانت رئاسة الجمهورية من دون صلاحيات فلماذا يريدها البعض، وإذا كان انتفاء الصلاحيات وصفة للفشل فلماذا يتمسك البعض بهذا المنصب؟
بالطائف او من دونه وبصلاحيات كاملة او مجتزأة يعتمد النجاح في رئاسة الجمهورية على الانطلاق أولا من مصلحة البلاد والعباد، لا من مصلحة السيطرة على مرافق الدولة ومواردها وتفعيل المحاصصة والزبائنية، كما يعتمد على أن يكون الرئيس حاجة لكل الأطراف تلجأ إليه لحسم الخلافات لا لتسعيرها، وفخر لرئيس أن يكون كملكة على دولة مثل بريطانيا من أي يكون رئيسا على مزرعة.