بدعوة من الرئيس العالمي المهندس ألبير متى، عقدت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم مؤتمراً وطنياً بامتياز لدعم الجيش اللبناني في مدينة كان في فرنسا، عربون اعتزاز وتقدير لأبناء المؤسسة العسكرية الأبطال الذين يواجهون الأخطار عل أنواعها ويبذلون أغلى ما وسعهم، من أجل استقرار لبنان وسلامة أراضيه.
ومن كافة دول الإنتشار اللبناني، حضر أركان الجامعة اللبنانية الثقافية للمشاركة في هذا المؤتمر التاريخي، فوصل من نيوجرسي الأمين العام عاطف عيد يرافقه أمين الصندوق في الجامعة عادل مرعب ورئيس قارة اميركا الشمالية الصحافي وليد موراني. من ولاية ميشيغن، حضر نائب الرئيس الأول محمد علوية. من الغابون حضر رئيس قارة افريقيا السمراء محسن قاطبيه. عن اميركا اللاتينية، حضر الرئيس الدكتور شربل سعاده. وعن اوروبا، حضر رئيس القارة الدكتور طوني حايك.
ممثلاً وزارة الخارجية اللبنانية، شارك الحضور القائم بالأعمال السيد غادي الخوري، إضافة الى مجموعة من أعضاء الجامعة اللبنانية الثقافية الذين تشاركوا بإيمان ومحبة مؤتمر دعم الجيش اللبناني.
استهل المؤتمر بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد المغتربين، ألقى بعدها الرئيس العالمي المهندس متى كلمة الإفتتاح الذي شرح ظروف انعقاد هذا المؤتمر بعد حصيلة الأحداث العدوانية التي استهدفت الجيش اللبناني، واعلن في بداية المؤمر عن إنشاء صندوق دعم للجيش يموّله اللبنانيون المنتشرون حول العالم.
جمع الرئيس متى في كلمته بين العاطفة والعمل. فأشاد بدور الجيش وبتضحياته في كلمات اهتزت لها قلوب الحاضرين، وأطلق نداءً صارخاً من أجل الوقوف كتفاً الى كتف مع المؤسسة العسكرية التي تواجه الإرهاب والخطر بقلوب من حديد بفضل حكمة قائدها وضباطها واستبسال أفرادها. الرئيس متى الذي رأى في المؤسسة العسكرية عنواناً لكرم العطاء بلا حدود، أطلق دعوة لأفراد الجامعة اللبنانية الثقافية للمباشرة في الدعم المادي في الصندوق الجديد الذي تمّ تأسيسه اليوم.
وقال متى: إن الأوضاع الإقليمية التي يعيشها وطننا في هذه الأوقات القاسية، تضعنا جميعاً أمام مسؤوليات مصيرية. وهذا ما يدفعنا لأن نبقى جميعاً صفاً واحداً موحداً، الى جانب الجيش وكل القوى الأمنية، العاملة في حقلة الوطن، وخصوصاً قوى الأمن الداخلي والأمن العام، الذين يشكلون جميعاً درع لبنان وشرفه.
متى، الذي نوّه ببطولات الجيش اللبناني، حذر من الفراغ الرئاسي داعياً الأطراف السياسية الى الإلتفاف حول المؤسسة العسكرية، كذلك دعا أعضاء البرلمان اللبناني الى انتخاب رئيس جديد يحمي الدستور ويحافظ على مؤسسات الوطن.
في النهاية، شكر متّى الدولة الفرنسية التي استضافت مؤتمر الجامعة اللبنانية الثقافية لدعم الجيش اللبناني، وتوجه بالشكر الى وزارة الخارجية اللبنانية التي تبذل كل الجهود في سبيل وحدة وتقارب اللبنانيين المنتشرين.
أمين عام الجامعة عاطف عيد قدّم مطالعة حول إنجازات الجامعة منذ عقد المؤتمر الخامس عشر وحتى اليوم. فأشار الى سلسلة نشاطات ثقافية قامت بها الجامعة، إضافة الى إعادة أصدار صحيفة المهاجر العريقة التي توقفت عام 1909، وتحدث عن نشاطات خيرية قامت بها الجامعة لمساعدة بعض المرضى المحتاجين، وعن مشاركة الجامعة في عدة مهرجانات لبنانية في بلاد الإنتشار وفي لبنان. عيد شكر الأعضاء المشاركين على وقفتهم الوطنية، ونوّه بعملهم الدؤوب حيث يقيمون في بلاد الإنتشار، من أجل رفع إسم لبنان عالياً.
بدوره، حذر نائب الرئيس الأول محمد علوية من الأخطار المحدقة بلبنان وبموجة الإرهاب التي تطال اللبنانيين، على مختلف طوائفهم، من شمال لبنان الى أقصى جنوبه، مشيداً بتصدّي الجيش اللبناني لهذه الموجة التكفيرية التي تستهدف كيان لبنان واستقراره وأمنه. علويّة أشار الى احتياجات الجيش اللبناني من عتاد وذخيرة داعياً المؤتمرين وكل لبناني مغترب الى المشاركة في صندوق دعم الجيش.
رئيس قارة افريقيا في الجامعة اللبنانية الثقافية محسن قاطبيه تخوّف من الوضع الأمني الحذر في لبنان، وقال: “نحن هنا لدعم الجيش بكل ما أوتينا من وطنية وزخم وترفّع. وطننا أمام مفترق خطير، وكياننا معرّض، وميثاقنا وصيغتنا يهتزان، وإيماننا يتزعزع، وقيمنا تتداعى امام هذا الخطر ال ” داعش”. قاطبيه شبّه اللبنانيون المغتربون، على مختلف طوائفهم، بالجناح الثاني للبنان. وأضاف: ” نحن الجناح الثاني للبنان الواحد: لبنان المقيم ولبنان المنتشر. ولا يحلّق طائر في الفضاء الا بجناحين سليمين وقويين”.
رئيس قارة اميركا الشمالية الصحافي وليد موراني رفع تحية إجلال وإكبار لصمود الجيش اللبناني ، ودعا الى الصلاة على أرواح الأبطال الشهداء، منوهاً بتضحياتهم في سبيل أمن واستقرار لبنان. موراني تناول الوضع اللبناني الداخلي، فتحدث عن الفوضى السياسية التي تستهدف حياة اللبناني، والمؤامرت المستمرة التي لم يتوصل أحد الى القضاء عليها، وأن لبنان بدأ يفقد ثقافته الإنسانية يوماً بعد يوم. وحول موضع المؤتمر قال موراني: ” جيشنا هو الرجال الأشداء في ساحة الوغى… يواجه الإرهاب القادم عبر الحدود، ينبش الإرهاب النائم بخططه الوقائية، له من شعبه عيون ساهرة دوماً، لترصد كل من تسوّل له نفسه أن يرهب او أن يأوي ارهابياً.
رئيس الجامعة في قارة اميركا اللاتينية الدكتور شربل سعاده، رحّب بإسم اللبنانيين المنتشرين بالمبادرة التي أطلقها الرئيس متى لأنشاء صندوق دعم الجيش اللبناني، والتقى معه، بإسم كل مغتربي اميركا اللاتينية على محبة لبنان والتضحية في سبيله، فأعلن عن استعداد أبناء الجالية اللبنانية مساعدة الجيش واضعين أنفسهم بتصرّف المؤسسة العسكرية عند الحاجة.
من جهته قدّم رئيس قارة اوروبا في الجامعة الدكتور طوني حايك مطالعة مفصّلة عن احتياجات الجيش اللبناني وامكانياته اللوجستية المتواضعة، مزوداً بتقارير ومعلومات حصل عليها من قيادة الجيش. أشارت مطالعته الى افتقار الجيش للعتاد الحديث، وأن سلاحه أصبح قديماً جداً ولا يتناسب مع تحديات الأخطار الى تستهدف الكيان اللبناني والأمن وسلامة المواطنين.
وبعد إلقاء الكلمات، أعلنت عريفة الحفل الإعلامية في إذاعة مونتي كارلو، سونيتا ناضر، عن بدء حملة التبرّع للجيش اللبناني. وجاءت النتيجة على الشكل التالي:
الرئيس العالمي المهندس ألبير متى تبرّع بمبلغ 500 ألف دولار.
أمين عام الجامعة اللبنانية الثقافية عاطف عيد تبرّع بإسم الأمانة العامة بمبلغ 250 ألف دولار.
نائب الرئيس الأول محمد علوية تبرّع بإسم ولاية ميشيغن بمبلغ 250 دولار.
رئيس قارة افريقيا في الجامعة محسن قاطبيه تبرّع بإسم لبنانيي افريقيا بمبلغ 250 ألف دولار.
رئيس قارة اميركا اللاتينية الدكتور شربل سعاده تبرّع بإسم لبنانيي اميركا الجنوبية بمبلغ 250 ألف دولار.
رئيس قارة اميركا الشمالية الصحافي وليد موراني تبرّع بإسم لبنانيين اميركا الشمالية بمبلغ 250 ألف دولار.
رئيس قارة اوروبا الدكتور طوني حايك تبرّع بإسم لبنانيي اوروبا بمبلغ 250 ألف دولار.
اختتم المؤتمر بكلمة شكر توجّه بها الرئيس العالمي ألبير متى الى الحاضرين ، ونوّه بالجهود التي يبذلها اللبنانيون المنتشرون في سبيل مساعدة لبنان على تخطي محنته، وعلى الدعم المادي الذي يساهم بإدخال 8 مليار دولار سنوياً الى لبنان .”وتمنى متى عودة جنود الجيش اللبناني المحتجزين في أقرب وقت وعودة الهدوء والإستقرار الى ربوع الوطن الأم الذي لا بديل عنه الا … لبنان”.