أقامت دائرة اللغة العربية ولغات الشرق الأدنى ودائرة التربية في الجامعة الأميركية في بيروت AUB، بالشراكة مع مؤسسة قطر الدولية ومؤسسة قطر، منتدى حواري بعنوان “اللغة العربية ومهارات التواصل في القرن الحادي والعشرين: رؤى ومقاربات”. شارك فيه عدد من اساتذة اللغة العربية كلغة أولى ولغة ثانية في المراحل الجامعية والمدرسية الابتدائية والثانوية في عدد من البلدان العربية والأجنبية.
استهل المنتدى بجلسة افتتاح شارك فيها كل من الأستاذ في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور محمود البطل، ورئيس دائرة التربية في الجامعة الدكتور أنيس الحروب، والمديرة التنفيذية لمؤسسة قطر الدولية ماغي ميتشل سالم.
وهدف المنتدى إلى “طرح ومناقشة عدد من القضايا النظرية والعملية المتصلة بتدريس مهارات التواصل في مناهج اللغة العربية كلغة أولى وثانية، وبكيفية تثبيت مهارات التواصل كأساس ترتكز إليه هندسة المناهج. وأولى المنتدى عناية خاصة لربط تطوير هذه المهارات بتنمية قدرات التفكير النقدي والتحليلي لدى المتعلمين عبر الكتابة الأكاديمية التي مثلت واحدة من دوائر الاهتمام الأساسية في المناقشات”.
وقال الحروب: “تعاني اللغة العربية من اشكاليات نفسية تتلخص في النظرة الدونية لدارسيها، واشكالات اجتماعية يقسم فيها الناطقون باللغات الاجنبية والعربية إلى طبقات اجتماعية، واقتصادية مرتبطة بسوق العمل، وبيداغوجية – تدريسية. وإذا ركزنا على الاشكالية الأخيرة نجد أن تعليم اللغة العربية في بعض البلدان والعربية ومنها لبنان يقتصر على مواد اللغة العربية والتربية الدينية والتاريخ، في حين نجد أن المواد العلمية تدرس باللغات الاجنبية. وعليه أصبح هنالك تقسيم تمييزي بين اللغات الأجنبية واللغة العربية. فاللغات الاجنبية كالإنكليزية والفرنسية تساعد الطالب على إكمال دراسته في العلوم والطب والهندسة وغيرها وتأخذه إلى أفاق إنسانية أوسع. في حين ظلت اللغة العربية مقصورة على نطاق الشعر والدراسات الدينية والاساطير”.
وأضاف: “مشروعنا المستقبلي هو العمل على تطوير طرائق وأساليب تعليم اللغة العربية في المدارس العامة والخاصة في البلدان العربية”.
سالم
أما ميتشل سالم فقالت: “ما كان له صدى حقيقي في المناقشة هو التركيز على الغرض من اللغة: لماذا يتعلم الطلاب تلك اللغة، وكيف سيستعملونها؟ كان ذلك بمثابة بداية لحوار مستمر. ان الشراكة بين الجامعة الأميركية في بيروت ومؤسسة قطر تكفل مشاركة معلمي اللغة العربية في منطقة الشرق الأوسط وخارجها. نتقاسم الاهتمام بالتقدم في كيفية تعليمنا للغة العربية، وكيف نجمع ونشارك هذه المعرفة، وكيف نوظف ذلك في تطوير مهارات اللغة العربية في المستقبل”.
اضافت: “هناك هوة تفصل الكثير من الطلاب عن اللغة العربية، وهناك شعور بالغربة يتزايد لديهم تجاه اللغة وعلاقتهم المستقبلية بها مهنيا وثقافيا، إضافة إلى شعورهم بالنقص والقصور في مهاراتهم باللغة العربية. هذا الواقع يعكس إشكاليات ويطرح تحديات عديدة، إلا أن المنتدى انطلق من إيمان بأن هذه الإشكاليات لا تكمن في اللغة نفسها وفي صعوبتها ولا في قدرتها على مواكبة العصر ولكن في مناهج التعليم ومقاربات التدريس المتبعة في كثير من المؤسسات التعليمية في العالم العربي. وانطلق المنتدى كذلك من فرضية أن الطريق لتغيير هذا الواقع يكون بإعادة هندسة المناهج ومقاربات التعليم وتطوير مواد جديدة للتدريس ضمن أطر التواصل ومكوناته المطبقة في عديد من المناهج الحديثة لتعليم اللغات”.
البطل
وفي تعليق له عن المنتدى والنتائج التي حققها، قال البطل: “ركز المنتدى على سبل تطوير مهارات التواصل في مناهج اللغة العربية في القرن الحادي والعشرين وأتاح الفرصة للقاء أكاديمي جمع ستين أستاذا وأستاذة من تسعة بلدان مختلفة يعملون في تعليم العربية في المستويات المختلفة: الجامعي والثانوي والإعدادي وفي تدريس العربية كلغة أولى ولغة ثانية/أجنبية”.
اضاف: “في تقديرنا، فإن هذا المنتدى قد أسهم في تطوير الوعي لدى المشاركين بأن التركيز على مهارات التواصل يمكن أن يسهم في تغيير واقع المناهج العربية الحالية وأسس كذلك لتكوين شبكة من المعنيين بتطوير مهارات التواصل بالعربية في البلدان العربية والأجنبية. وأملنا هو أن يكون هذا المنتدى قد شكل حلقة أولى في سلسلة من المنتديات المستقبلية التي ستؤسس لرؤى ومقاربات منهجية جديدة في تعليم العربية وتعلمها تنطلق من احتياجات المتعلمين في القرن الحادي والعشرين”.
وتابع المؤتمر أعماله لمدة يومين دارت خلالهما مناقشات حول عدد من الأسئلة المحورية ومن النتائج التي سعى أن يحققها المنظمون “خلق نواة لشبكة واسعة من المعنيين بتطوير مهارات التواصل في البلدان العربية والأجنبية؛ وتطوير الوعي بأن التركيز على مهارات التواصل يمكن أن يسهم في تغيير واقع المناهج العربية الحالية؛ وتحديد خارطة طريق لما يجب القيام به من خطوات عملية في السنوات القادمة بهدف تعزيز التواصل بين الأساتذة وتبادل الخبرات بينهم؛ ونشر دراسة حول ما خلص إليه المنتدى تسمح بربط الأساتذة الذين لم يشاركوا فيه بالقضايا التي تمت مناقشتها وتكون أساسا لدراسات مستقبلية. كما وعبر المنظمون عن أملهم يمثل هذا المنتدى حلقة أولى في سلسلة من المنتديات المستقبلية التي ستؤسس لرؤى ومقاربات منهجية جديدة في تعليم العربية وتعلمها”.
وطنية