أوردت منظمة “الابواب المفتوحة” (بورت اوفيرت) في تصنيفها للدول التي تشهد اكبر نسبة اعمال عنف وتمييز بحق المسيحيين ان العام 2015 شهد “تزايدا مطردا” في “اضطهاد” المسيحيين خصوصا في كوريا الشمالية ونتيجة للتطرف الاسلامي.
وافاد التقرير السنوي لهذه المنظمة غير الحكومية البروتستانتية التي تاسست في هولندا ان 7100 مسيحي على الاقل قتلوا في العالم في 2015 “لاسباب مرتبطة بعقيدتهم” اي بزيادة 63% مقارنة بالعام 2014. وتابع التقرير “هذا الرقم في تزايد مستمر كل سنة مما يدل على اضطهاد متزايد للمسيحيين في العالم”، مشيراً الى 1201 قتيل في 2012 ومقتل 2123 العام 2013 في حين قتل 4344 العام 2014.
واوضحت المنظمة ان هذه الارقام التي تم جمعها ميدانيا ومن مصادر مختلفة مثل الانترنت والصحف “لا تشمل سوى الاغتيالات التي ثبت بشكل واضح انها استهدفت مسيحيين” وشددت على ان الارقام “تبقى بالتالي اقل من الواقع”. وتابعت ان 4028 مسيحيا قتلوا في نيجيريا وحدها نتيجة هجمات جماعة بوكو حرام الاسلامية وايضا الاعمال الانتقامية التي يمارسها رعاة من قبيلة “فولاني”.
وتضاعف عدد “الكنائس المستهدفة” (التي تعرضت لهجوم او تدمير او نهب او اغلاق او مصادرة…) في غضون عام ليرتفع من 1062 في العام 2014 الى 2406 في العام 2015، بينها 1500 في الصين وحدها.
واعدت المنظمة “تصنيفا عالميا لاضطهاد المسيحيين” كما اعتادت على ذلك منذ العام 1997 وهو عبارة عن قائمة بخمسين دولة يتعرض فيها مسيحيون من كاثوليك وبروتستانت وارثوذكس للتمييز او التهديد اكثر من الدول اخرى.
ولا ياخذ التصنيف في الاعتبار اعمال العنف وحدها بل يشمل ايضا التعديات على الحريات الدينية والسجن والاستبعاد من المجتمع والتمييز في الحياة اليومية و”القمع بشكل غير علني”.
وعلق ميشال فارتون مدير فرع المنظمة في فرنسا في مؤتمر صحافي “يمكننا ان نقول ان العام 2015 شهد اتساعا فائضا للعقيدة الجهادية لان معدلات الاضطهاد في تزايد”، مشيرا الى ان الحد الادنى في فهرس العام 2016 هو 53 نقطة بزيادة اربع نقاط عن العام 2015.
واذا كانت كوريا الشمالية تتصدر القائمة للعام الرابع على التوالي، فان “التطرف الاسلامي” لا يزال “سبب الاضطهاد الاول” في 35 دولة من اصل 50 يشملها التصنيف.
ولدى غالبية الدول الثماني المصنفة ضمن فئة “الحد الاقصى من الاضطهاد” اكثر من 80 نقطة وهي العراق واريتريا وافغانستان وسوريا وباكستان والصومال والسودان وايران.
الا ان التطرف الاسلامي ليس العامل الوحيد وراء التمييز بحق المسيحيين. وتشير المنظمة الى “اضطهاد دولة” في كوريا الشمالية حيث يقيم 300 الف مسيحي يخفون معتقداتهم الدينية، وايضا في اريتريا حيث يتم “حبس المؤمنين داخل مستوعبات معدنية” حتى ينبذوا دينهم.
وتثير الهند التي ترد للمرة الاولى من ضمن الدول العشرين الاولى في التصنيف، حلت في المرتبة ال17، قلق المنظمة غير الحكومية خصوصا منذ انتخاب القومي نارندرا مودي في العام 2014. وندد تقرير المنظمة ب”استخدام الهندوسية رابطا لتوحيد الامة على حساب الديانات الاخرى”.
وندد الامين العام لمجلس المسيحيين في الهند جون دايال في مؤتمر صحافي في باريس ان “الافلات من العقاب واضح” في بعض المناطق في الهند. “اذا تعرضت كنيسة لهجوم، فان الشرطة لا تبالي بالاقتصاص من الجناة لا بل انها يمكن ان تزج بالكاهن والمؤمنين في السجون”.
واوضح دايال ان ستة من اصل 36 ولاية في الهند “تطبق قوانين ضد اعتناق المسيحية”، مضيفا ان “هذا امر نستغربه من دولة تملك تكنولوجيا اطلاق صواريخ في الفضاء”.