إنّ الحب لا يحتمل التأجيل، فالمجوس فور وصولهم، لم يوفّروا تعبًا ليعرفوا ويحبّوا ذاك الذي احتلّ قلوبهم بتأثير نعمته، وجرحها بتلك المحبة التي تأبى إلا الانتشار؛ لأنّ القلب، في حجمه الصغير، لا يستطيع أن يستوعب كثيرًا ويحب توزيع ما يملؤه من الحب إلى الغير.
كل الصلوات صالحة عندما ترافقها النيّة المستقيمة والإرادة الطيبة.
إنّ النفس المسيحية لا تدع يومًا يمرّ بدون أن تتأمّل بآلام يسوع المسيح.
إنّ من لا يتأمّل يشبه من لا ينظر أبدًا نفسه في المرآة وبالتالي لا يعتني بترتيب مظهره، فلربما يكون ملطّخًا بدون أن يدري.
لكلّ صليبه على هذه الأرض، يبقى ألاّ نكون لص الشمال بل بالحريّ لص اليمين.
إنّ القلب الطيّب هو دائمًا قوي. يتألّم، لكنه يخبّىء دموعه ويعزّي نفسه متألّمًا لأجل القريب ولأجل الله.
إنّ إله المسيحيين هو إله التحويل والتبديل، إرموا في أحضانه الآلام واستمدوا منه السلام. إنزعوا اليأس فترون الرجاء يتدفّق.
سِر بفرح وبقلب صادق منفتح قدر الإمكان وعندما لا تستطيع دائمًا الحفاظ على هذه الغبطة المقدّسة لا تفقد أقلّه شجاعتك وثقتك بالله.
لنذكر أنّ قلب يسوع قد دعانا ليس فقط لتقديسنا، بل أيضًا لأجل تقديس النفوس الأخرى. إنه يريد منا أن نساعده في خلاص النفوس.
ليكن يسوع لك دومًا، وفي كل شيء، درعًا وسندًا وحياة!
ليس لقلب معلّمنا الإلهي شريعة أكثر تحبّبًا من شريعة الطيبة والتواضع والمحبة.
في ضجيج الأهواء والمعاكسات، يسندنا رجاء رحمته اللامتناهية. فلنُسرع بثقة إلى منبر التوبة حيث ينتظرنا كل لحظة بلهفة الأب، معترفين أمامه بعدم استحقاقنا، ولا نشكنّ من الحصول على الغفران لكل أخطائنا. فلنضع عليها، كما فعل الرب، حجر القبر.
إنّ كل قدّاس نحتفل به جيدًا وبتقوى يولّد في نفسنا مفاعيل عجيبة ونعمًا روحية ومادية وافرة، نحن أنفسنا لا نعرفها. لأجل هذه الغاية لا تصرف مالك بلا جدوى بل ضخّ به وتعال لتسمع القداس الإلهي.
عليك أن تتحلّى دومًا بالحكمة والحب. للحكمة عيون وللحب أرجل. الحب الذي له الأرجل يهرول نحو الله لكنّ الاندفاع في الانطلاق إليه أعمى ويمكنه أن يصطدم أحيانًا إذا لم يكن مرشدًا بالحكمة التي عندها عيون.
المجد الباطل هو عدوّ خاص للأنفس المكرّسة للرب التي وهبت ذاتها للحياة الروحية. لذا، والحق يُقال إنه سوسة النفس الساعية إلى الكمال. وبتعبير القديسين، إنه “عثّ” القداسة.
Zenit