كانت النصوص الإنجيلية كتل من النصوص دون فصول أو آيات. فمن قام بهذا الفصل؟ كتل من النصوص! لم تضم النصوص الأصلية للإنجيل أي أرقام للإشارة الى الفصول والآيات التي نحن معتادون عليها اليوم. فمن أرسى الفصول ورقّم الآيات؟
برزت منذ الأزمنة القديمة الحاجة الى تقسيم النصوص المقدسة واستحدث اليهود ومن ثم المسيحيون نظم عديدة من أجل تقسيم الكتاب المقدس.
من أضاف الفصول؟
قسّم رجل الكنيسة الإنجليزي إيتيان لانغتون، رئيس أساقفة كانتربري وكبير عمداء جامعة باريس، العهدَين القديم والجديد الى فصول في القرن الثالث عشر وفي الأرجح حوالي العام 1226 وذلك بالاستناد الى نص سان جيروم اللاتيني. وانتقل من نص القديس سان جيروم الى نص الكتاب المقدس العبري ومن ثم الى النص اليوناني للعهد الجديد والنسخة اليونانية للعهد القديم. فقسّم النص فصولاً متساوية الى حدٍ مشابه بتقسيم الأناجيل الحالية. وأدخل رؤساء مكتبات باريس هذا التقسيم حسب الفصول في العام 1226 ما انتج “الإنجيل البارسي”. وانتشرت منذ ذلك الحين هذه النسخة حول العالم.
من أضاف الآيات؟
كرّس سانتيس بانينو (1541) وهو يهودي اعتنق المسيحية فأصبح راهب دومينيكاني 25 سنة من حياته لترجمة الكتاب المقدس الذي صدر في العام 1527. وكان أوّل من قسّم النص الى آيات مُرقمة. طُبع إنجيله في مدينة ليون الفرنسية فكانت نسخة حرفية جداً اعتبرها خبراء العلوم الإنسانية حينها مرجعاً وأُعيد طبعها مرات عديدة.
وكان روبير إيستيان، الناشر الفرنسي الكبير من ارسى التقسيم حسب الآيات التي نعرفها اليوم في العام 1551. ونشر في العام 1555 النسخة اللاتينية الكاملة للكتاب المقدس. واعتمد بالنسبة لآيات العهد القديم العبري تقسيم سانتيس بانينو في حين اعتمد تقسيماً خاصاً به للكتب الأخرى. ومنذ ذلك الحين، أصبح من السهل جداً إيجاد أي مقطع بفضل تقسيم الكتاب المقدس الى فصول وآيات بغض النظر عن الشكل المعتمد من قبل الناشر. فكان أداةً أساسية للباحثين إذ تمكنوا جميعاً من الاعتماد على المرجع نفسه.
الطبعة الأولى لكتاب مقدس بفصول وآيات
وكان ما يُعرف بكتاب جنيف المقدس الصادر في سويسرا في العام 1560 أول كتاب مقدس مطبوع يحتوي على التقسيم التام بحسب الفصول والآيات. واعتمد ناشرو كتاب جنيف المقدس تقسيم إيتيان لانغتون للفصول وتقسيم روبير إيستيان للآيات مدركين الإفادة الكبيرة منها على مستوى تحديد ومقارنة مقاطع إنجيلية.
وطلب البابا كليمنت الثامن في العام 1592 اصدار نسخة جديدة للكتاب المقدس باللغة اللاتينية للاستخدام الرسمي في الكنيسة الكاثوليكية تتضمن التقسيم الحالي حسب الفصول والآيات.
واعتمد اليهود كما البروتستانت والكاثوليك تقسيم كل من إيتيات لانغتون وروبير إيستيان في نهاية القرن السادس عشر. واصبح منذ ذلك الحين هذا التقسيم مقبولاً ومعياراً من أجل تحديد الآيات والمراجع على المستوى العالمي.
أليتيا
الوسوم :من قسّم الإنجيل الى فصول وآيات؟