بقلم د. روبير شعيب / زينيت
روجيرو ترفيزان يترك الكرة في أوج شهرته لكي يضحي مرسلاً مبشرًا. إليكم قصته وبعض تصريحاته
“لا تقل أنك تريد أن تضحي كاهنًأ؟!” هكذا تلقى أصدقاء روجيرو ترفيزان قراره باعتزال كرة القدم الأميريكية (الروغبي) وهو اللاعب الأساسي في تشكيلة المنتخب الإيطالي. كان من الطبيعي السؤال المازح. فهذا اللاعب الشهير، أقلّه في إيطاليا، قرر اعتزال اللعب وهو في أوج شبابه وعطائه. وقد أدرك أصدقاؤه أن ذلك لا يمكن أن يكون نتيجة الإصابات. فالجسد يجعلك تترك رياضة قاسية من هذا النوع بعمر 35 سنة، لا 25 سنة، خصوصًا أن ترافيزان، كما يفيد موقع “إل سولي 24 أوري” الإيطالي، بدأ اللعب وهو ولد صغير.
عرف أصدقاؤه أن هناك تحول في حياته بعد أن شاركوا معه مرارًا وتكرارًا في خبرات تطوّع، وفي السهرات التي كانوا يقضونها في الحديث معًا عن مختلف المواضيع. ولم يكن بإمكان روجيرو كشف السر سابقًا، لأنه كان في مرحلة تمييز هامة.
والسؤال المزحة حمل إلى ما هو أكبر من المزحة!
فبعد مرحلة تمييز صامت بدأها في 5 أيلول 2014، خرجت الحقيقة إلى الملأ. روجيرو قرر أن يتركك الكرة للإنجيل. ولذا يُخبر الموقع المذكور عن أن صمته كان نابعًا أيضًا من عدم تأكده من أنه سيتم قبوله في الجماعة الكهنوتية التي اختارها.
كنت ملحدًا… ولكنه استوقفني
يتحدث روجيرو عن خياره بصفاء كبير ويؤكد أنه اختار السبيل الأمثل له. “بالطبع – يصرح للموقع – الخيار غريب، خصوصًا في أيامنا، وأنا على يقين من ذلك. فمنذ أربع سنوات كنت ملحدًا. كنت أشعر أن هناك واقع أكبر من عالمنا، ولكن فضولي لم يحملني أبعد من ذلك”.
ويُعلِم أيضًا أنه كطفل لم يتلقّ سر التثبيت إذ “لم يكن لديه وقت نظرًا للتمارين الرياضية المكثفة” ولكنه يضيف: “الروغبي الذي أبعدني عن الرب هو الذي حملني أيضًا إلى لقائه من جديد”.
تبدأ مسيرة ترافيزان في أخوية القديس كارلو بوروميو في مدينة روما في 8 سبتمبر 2015. وبعد ثلاث سنوات من درس الفلسفة، سيعيش سنة كمرسل ليعود فيدرس اللاهوت. وينهي المقابلة بالقول: “أريد أن أكون مُرسلاً. وإذا درت في العالم، سأحمل معي طابة الروغبي”.