تُتِمت فعاليات مهرجانات القبيات أمس، بزيارة الى دير سيدة القلعة في بلدة منجز العكارية على الحدود الفاصلة مع سوريا على النهر الكبير. ومنذ الدورة الأولى للمهرجانات كانت الأمسيات الفنية غاية ووسيلة، غاية لاستقدام الفن والموسيقى والفرح، ووسيلة لجذب اللبنانيين والسيّاح لزيارة عكار واستكشاف معالمها وروعة طبيعتها.
هذه المهرجانات، تهدف قبل كل شيء آخر الى إنعاش القبيات والمنطقة اقتصادياً وإنمائياً وسياحياً، والى تثبيت صورة معالمنا الطبيعية والبيئية الفضلى على الخارطة السياحية اللبنانية، هذه المنطقة التي يجهلها الكثيرون في لبنان»، هكذا أعلنت رئيسة لجنة مهرجانات القبيات الدولية سينتيا حبيش إطلاق النسخة الأولى من المهرجان عام 2014، قبل أن تؤجّل إلى العام 2015 احتراماً لأرواح شهداء الجيش الذين سقطوا في معارك عرسال حينها، خصوصاً أنّ عكار تُعتبر خزّان الجيش اللبناني.
الفنّ من أجل البيئة
إلى جانب البرنامج الفنّي، حرصت لجنة مهرجانات القبيات منذ العام 2015 على أن تُخصّص برنامجاً بيئياً سياحياً منوعاً يشمل أبرز مناطق عكار ومعالمها، مُساهماً في إنماء المنطقة سياحياً وبالتالي اقتصادياً، خصوصاً أن عكار من أكثر المناطق اللبنانية حرماناً، وكثر من اللبنانيين لا يعرفونها.
في العام 2015 خصّص المهرجان يوماً كاملاً لزيارة اجمل المواقع السياحية الدينية والاثرية في عكار، بدءاً من قلعة الحصن الرومانية في اكروم وصولا الى دير مار شليطا الأثري في القبيات.
وفي العام 2016 أقامت لجنة المهرجان يوماً بيئياً رياضياً بالتعاون مع مجلس البيئة في القبيات، بعنوان «يوم للدراجات الجبلية»، تخلّله مباراة للمشتركين من المرغات الى وادي عودين. إضافةً إلى رحلة سيراً على الأقدام بدءاً من طريق الإنكليز بغابات عكار العتيقة الى الوادي الأسود الشوح العتيق، وزيارة لغابة «كرم شباط» سيراً على الأقدام من القبيات لمدة ساعتين.
واختتم البرنامج البيئي للعام 2016 بجولة في المناطق البيئية والسياحية في عكار، من سهلات القموعة الى وادي البلاط مروراً بعين الحجل إلى الموقع الجميل النبي خالد في خراج بلدة فنيدق.
إنعاش الحركة الاقتصادية
أمّا هذا العام فانطلق المهرجان بزيارة الى قلعة عكار العتيقة، وهي من اقدم القلاع وأعرقها في لبنان. ونظّمت اللجنة زيارة لإحدى أروع غابات لبنان الطبيعية غابة العذر الذهبية، والتي تقع في بلدة فنيدق، إضافةً إلى يوم بيئي ورياضي على متن الدراجات الجبلية في أعالي عكار بين شجر الارز والشوح واللزّاب.
وكانت رئيسة لجنة «مهرجانات القبيات الدولية» سينتيا حبيش قد طلبت، خلال حديثٍ لـ»الجمهورية»، من وزير السياحة «وضع كل معلم سياحي من المعالم التي تهتم بها المهرجانات على خريطة الوزارة السياحية».
وإلى جانب النشاطات الفنية والبيئية والرياضية، أضاء المهرجان أيضاً على المنتجات العكارية ما يُساهم أيضاً بإنعاش الحركة الاقتصادية في المنطقة، ويوفّر مردوداً للأهالي. فمنذ الدورة الأولى يترافق المهرجان مع معارض سياحية وفنية وتراثية وصناعية وحرفية، وذلك على أرض المدرجات حيث تبرز المنتجات القبيّاتية والعكارية على أنواعها.
من الناحية الفنية، إختُتمت فعاليات المهرجان لهذا الصيف ليل أمس الأوّل بحفلٍ للفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب بحضور الفنان وائل كفوري الذي شارك شيرين الغناء بلفتة مفاجئة. يُذكر أنّ وائل كفوري هو الضيف الدائم على المهرجان منذ انطلاقه، وقد افتتح «مهرجانات القبيات الدولية» هذا العام مساء الجمعة الفائت في حضور أكثر من 3000 شخص. وقد أحيا الفنان ملحم زين الحفل الثاني للمهرجان ليل السبت الفائت.
صحيحٌ أنّ أساس المهرجان إقامة حفلات فنيّة، إلا أنّه من خلال هذه الحفلات وأسماء الفنانين يستقطب الزوّار، ما يؤدّي إلى انتعاشٍ في حركة المقاهي والمطاعم والفنادق وغيرها، كما يجعل اللبنانيين يلمسون بأعينهم وأيديهم جمال عكار.
الجمهورية