الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- لبنان اوسيب – لبنان
أضاءت سماء جبيل في مهرجاناتها الدولية أمس نجمة لمع بريقها في العالم العربي، وحولت أمسيتنا الهادئة الى رحلة في عالم موسيقي منوع، غني وراقٍ، يشبه شخصيتها المتمكنة وأناقتها التي تفيض أنوثة.
كارول سماحة الفنانة الشاملة المتميزة افتتحت مهرجانات بيبلوس الدولية باستعراض غنائي راقص فيه الحب ممسرحاً وكذلك الوطن، وحلم بدأته شاركناها نجاح تحقيقه.
بعدما تركت “زنوبيا” جبيل عام ٢٠٠٧، عادت كارول سماحة بعد نحو عشر سنوات بتجدد، ملكة من نوع آخر، وسيدة المسرح بامتياز. يدهشك صوتها القادر والحنون في آن، ورقصها كفراشة أنيقة تملأ المسرح بحركاتها الرشيقة والخفيفة، أو لعله التمثيل الذي يسكن روحها، هي التي انطلقت ممثلة مسرحية عام ١٩٩٩ بعد تخرجها وحصولها على ماجستير في الغناء والإخراج. بطلة مسرح منصور الرحباني الغنائي منذ “اخر أيام سقراط” و”المتنبي” و”ملوك الطوائف” و”زنوبيا”، عادت الى جبيل تقدم استعراضاً غنائياً راقصاً يشبهها تماماً ويختزل تناقضاتها بجمالها، فتحتار من تعشق، الصوت او الرقص او التمثيل!
حفلتها تضمنت أغان من مجمل أعمالها، بدءاً بألبومها الأول “حلم” وصولاً الى ألبومها الأخير “ذكريات”. غنت من ألحان العديد من كبار الملحنين اللبنانيين والمصريين ومن كلماتها وكلماتهم، ٢٢ أغنية اختصرت مسيرة فنية فيها احلام كارول سماحة، ولحظات عشق عاشتها بصدق للحبيب والوطن وحولت بعض تجاربها كلمات أغاني أحبها الجمهور ورددها معها: “سهرانين” “هيدا قدري” “حخونك” و”لبنان” من ألبومها الجديد، وبها ختمت حفلتها.
التركيز في هذا الاستعراض الغنائي على الغناء المباشر اولاً ثم الرقص وعرض الفيديو غرافيك. ٤٠ موسيقياً وراقصاً ملأوا المسرح. وتضمن البرنامج الفني محطات طويلة من الشهرة والأعمال الرائعة، تميزت بالخط الذي تقدمه سماحة وتختلف فيه عن غيرها، فهي لا تقدم ريسيتالاً فقط، إنما عرضاً متكاملاً، فيه الى الغناء والكلام والألحان المنوعة، والأناقة الموقعة بأنامل المصمم باسيل سودا، ومشهدية جميلة راقصة تزينها الصور على شاشات عملاقة خلفها، تضفي اجواء عصرية خاصة لكل اغنية تقدمها، اخرجها مسرحيا جيرار افيديسيان، وتلفزيونياً باسم كريستو.
بعد المقدمة الموسيقية التي تضمنت عناوين لما ستقدمه في الحفل أضيء المسرح، وأطلت بأغنية “احساس”، و”اتطلع في هيك”، و”مرس”، و”اسمعني شو بدّي قول”، هنا لمسنا الفرق عندما تقدم ممثلة محترفة وراقصة بارعة ومطربة صادقة تختصر اشكال عديدة من التنوع في أغانيها وصوتها وأدائها. وتابعت القسم الاول مع “مش معقول”، “خليك بحالك”، “يا ليل نسيني”.
وبعد فاصل موسيقي، دخلت المسرح على دراجة نارية بفستانها الذهبي ومعها “اضواء الشهرة” ثم “غالي عليي”، “حبيت دلوقت”، وجمال التمثيل والرقص الأنيق مع تانغو “حدودي السما”، ثم “تعودت”، وانتقلت بسهولة لتقدم اغنيةwrecking ball، من مايلي سايروس، وتعود الى الشرق وهز الخصر وأغنية “عزيزة”.
القسم الأخير تحية للوطن ولصباح التي ادت دورها في مسلسل عن حياتها، قدمت “وحشاني بلادي”، على مقاطع من الفيديو كليب، وموال ما بدّي اكل، ثم “تعلا وتتعمر يا دار” لتختم بأغنية “لبنان”.
لكل أغنية كان جوها الخاص من حيث الفيديو غرافيك الذي صممه بابلو برغوت والرقص، وتصميم ملابس الراقصين
من سامي خوري الذي شارك الفرقة في الدبكة الاخيرة بسراويل تقليدية وقمصان وربطة عنق.
حفل تميز بتوجيه كل اغنية كي تختلف عن الاخرى، وقدمت كارول سماحة تنوعا كبيراً من حيث الأنواع الموسيقية والإيقاع والإحساس والكلام والرقص. كل ٤ دقائق ندخل بجو جديد واغنية جديدة وغرافيك جديد، وخطوات راقصة تنوعت بين العصري والإسباني ورقص الشارع والبشوات والرقص الشرقي والدبكة، لتقديم عمل عصري جدا بجو استعراضي شبابي لم يخل من الاغاني الرومنسية والعاطفية وحتى الشرقية والاغاني الراقصة والوطنية.
النهار
