الأربعاء المقبل تعقد الجلسة 24 لإنتخاب رئيس الجمهورية وتؤجل الى موعد آخر لعدم اكتمال النصاب.
هذا السيناريو الذي يتكرّر منذ أكثر من عام يؤكد أن “إنتخاب الرئيس” ليس بتوجه النواب الى المجلس للأداء بأصواتهم، بل لترجمة تسوية ما متعددة الإتجاهات ومتخطية للحدود، وكل ما يطرح من مبادرات ليس سوى لكسب الوقت وملء الفراغ.
قلق البابا
وفي محاولة لتقريب وجهات النظر، يجول الموفد البابوي دومينيك مومبرتي على عدد من المسؤولين اللبنانيين، معلناً أن البابا فرانسيس قريب جداً من اللبنانيين، مؤكداً ان الوضع المؤسساتي في لبنان يشغل بال الفاتيكان والمجتمع الدولي. وقد نقل مومبرتي قلق البابا على أوضاع المنطقة عموماً وبشكل خاص وضع المسيحيين فيها.
وقد أوضحت مصادر مواكبة للزيارة عبر وكالة “أخبار اليوم” أن مومبرتي ليس موفداً من إدارة الفاتيكان بل من قبل قداسة البابا شخصياً الذي بات يعتبر أن رئاسة الجمهورية في لبنان تحمي مسيحيي الشرق وليس العكس.
تحرّك 14 آذار
وفي سياقٍ متصل، كشفت مصادر في 14 آذار، أن النواب الذين اجتمعوا بداية الأسبوع الماضي في بكركي سيواصلون تحركهم لمواكبة جولة الموفد البابوي، مشيرة الى ان الخطوات توضع في اجتماعات تعقد بعيداً من الإعلام اليوم وفي اليومين المقبلين.
التصعيد
على صعيد آخر، أشارت المصادر الى أن تصعيد العماد ميشال عون بدأ بعد لقائه الأخير بالأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي طلب منه تأجيل كل الملفات، وعندها أعاد عون طرح إنتخاب الرئيس من الشعب، والتصويب المباشر على الجيش وقائده.
وتابعت: الأخطر في كلام عون هو ما أدلى به بالأمس “ان الجيش كسكين مطبخ ممكن أن يلحقه الصدأ”، ويربط بكلام رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية “بأننا سنكون الى جانب المقاومة في القتال” ويضاف الى ذلك ما أعلنته العشائر في عرسال عن التسليح والتقيّد بما يأمر به “حزب الله”.
الخسائر
واعتبرت المصادر أن هذا التصعيد يعود الى الخسائر التي مني بها “حزب الله” في سوريا، وبات يسعى الى تحقيق انتصار معين ولا يرى المجال مفتوحاً أمامه سوى في عرسال.
أمن اسرائيل
واعتبرت المصادر أنه في المقابل “حزب الله” يمرّ بظرف حرج مع اقتراب توقيع الإتفاق النووي بين ايران والغرب، إذ لا يوجد اتفاق إلا “وسيضمن أمن اسرائيل” بشكل او بآخر، في حين أن “الحزب” يعلن العداء والجهوزية لمواجهة اسرائيل.
وأشارت المصادر الى أنه بعد زيارة المستشار السياسي لقائد الثورة الإسلامية في ايران علي اكبر ولايتي الى بيروت “تغيّر المنطق لدى حزب الله” ودفع عون الى الواجهة.
عودة الإغتيال!
ورداً على سؤال، أشارت المصادر الى أن 14 آذار تقاوم السلاح بالقلم والموقف، وتقاوم التطرّف بالإعتدال، وقد اتخذت قرارها بعدم التسلّح، لكنها تواصل تحرّكها السلمي من أجل حماية لبنان، رغم أنها تدفع دائماً ضريبة الدم.
وفي هذا السياق، كشفت المصادر عن نصائح وتنبيهات امنية تحذر من عودة عمليات الإغتيال.
التمسك بالحكومة
ورداً على سؤال حول مصير الحكومة، قالت المصادر: هذه الحكومة هي آخر مرجعية شرعية في البلد، وأضافت: “حزب الله” من أكثر المتمسكين بها، خصوصاً بعد إدراج اسمه على عدد من لوائح المنظمات الإرهابية، فلم يبقَ لديه سوى الحكومة (التي يتمثّل فيها) كمظلّة تحميه في الداخل والخارج.
وخلصت الى القول ان “حزب الله” وعون قد يلجآن الى عرقلة بعض المراسيم او عدم توقيع القرارات وصولاً الى الإعتكاف… ولن تصل الأمور الى الإستقالة.
موقع أخبار اليوم