استحضرت “رابطة سيدة إيليج” روحية المونسنيور الراحل ميشال حايك ورؤيته إلى المسيحية دوراً وحضوراً في الشرق، خلال قداسها السنوي أمس لراحة أنفس “شهداء المقاومة اللبنانية” في كنيسة الدير التاريخي – ميفوق.
ترأس القداس المطران بولس إميل سعادة، وعاونه رئيس دير ميفوق الأب الياس العنداري، بمشاركة المطران غطاس هزيم ممثلا بطريرك الروم الارثوذكس يوحنا العاشر. وحضر النائب نديم الجميل، وممثلون لرئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع، ولرئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون، ولرئيس اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، وللنائب سامر سعادة، إلى أهالي شهداء وأعضاء الرابطة وأصدقائها، وشخصيات وجمع من أهالي المنطقة.
وسأل المطران سعادة الله في عظته أن “يحنن قلوب خاطفي المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابرهيم، ويعودوا الى رشدهم وصوابهم ويعملوا على إطلاقهما في أقرب وقت”. وقال: “إننا مدعوون الى أن نشهد للمسيح ونعيش تعاليمه السامية بالمحافظة على إيماننا وهويتنا أياً تكن الصعوبات والاضطهادات. التآخي الوطني بين كل مكونات الوطن ليس مجرد التزام تفرضه مرتكزات العيش المشترك وضرورة تجنب الفتنة، انه قدوة وخيار ومهمة انسانية نبيلة (…) نعلن استنكارنا بشدة وندين كل خطاب متشنج وكل عمل اجرامي واعتداء على حرية الانسان”.
وبعد القداس القى عضو “رابطة سيدة ايليج” فادي الشاماتي كلمة باسم “رفاق الشهداء وأهاليهم” جاء فيها: “نرفع الصلوات أمام قبور رفاقنا وشرقنا عاد كما ساحات روما في العصور الاولى. ربيعه الموعود تحول شتاء من نار وموت ووطن الأجداد يفقد تدريجا مقومات دوره ورسالته (…) المطلوب أن نرتقي جميعنا الى مستوى الأحداث التي تعصف بالشرق وتنال بصورة راعبة من حضور مسيحييه في سير نحو آحادية قاتلة حتى للاسلام نفسه، بدلا من تنوع بنّاء وضروري لارتقاء الانسان فيه.
نحن لسنا أقلية ولن نكون، بل جماعة ذات رسالة ودور على مثال الخمير في العجين ، والمطلوب أن نتوحد في رؤيتنا وإمكاناتنا لمواجهة المصير فليس من وراء الجدران والمنابر والمآدب تقاد معركة المصير والوجود. المطلوب ألا نتحالف الا مع الحق، ولا نحتاج إلى حماية مشبوهة ولا إلى ضمان مسموم، فمن ادعوا حمايتنا كانوا دوما حماة مصالحهم. المطلوب أن نصمد ونبقى هنا، قرب المسيح الحي حيث عاش ومات وقام، هنا الكنيسة المجاهدة في سبيل كلمة الله”.
وتسلم المطران غطاس هزيم ممثلا البطريرك يوحنا العاشر “ميدالية سيدة أيليج” باسم المطرانين المخطوفين يازجي وابرهيم والقى كلمة، ثم توجه المشاركون الى مدافن الشهداء ووضعوا أكاليل زهر.
النهار