حوالي أربعمائة طالب لاهوت، من علمانيين ورجال دين، قدموا من إحدى وخمسين أبرشية واثنتين وعشرين جماعة رهبانية مختلفة، تابعوا هذه الدورات الدراسية التي تنظمها الكلية الحبرية للاهوت وقد انطلقت في شهر كانون الثاني يناير الماضي وانتهت في أواخر أيار مايو المنصرم، والتي شارك فيها أيضا رجال ونساء ينتمون إلى ديانات أخرى. وتم التطرق خلالها إلى مواضيع عدة تتعلق بتاريخ المسيحية، وحركات الهجرة والاندماج والانثقاف والحوار المتعدد الأوجه. ومن بين هؤلاء الطلاب مجموعة صغيرة، تضم عددا من النساء العلمانيات تتراوح أعمارهن بين عشرين وأربعين عاماً، بعثت برسالة إلى البابا فرنسيس سلطت فيها الضوء على ضرورة إعادة إطلاق الالتزام المسيحي في الضواحي المنسية، كي يكون المؤمنون شهوداً حقيقيين للإرادة الصالحة ومسؤولية العمل المسيحي، ومن أجل تعزيز دور العلمانيين، لاسيما النساء، في هذا الإطار.
في إطار التحضيرات لزيارة البابا ومشاركته في هذا المؤتمر أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الكاهن اليسوعي وطالب اللاهوت لويجي تيريتو، الذي تحدث عن الندوات والطاولات المستديرة التي نُظمت في الكلية الحبرية للاهوت منذ مطلع العام الجاري، ولفت إلى أن المواضيع التي تناولها المشاركون في الأعمال تطرقت إلى مسائل مرتبطة بالحوار ما بين الأديان، اللقاء بين الثقافات، الفنون والروحانية، والضيافة وعالم اللاجئين والمهاجرين. وأكد أن هذه المواضيع كلها تشكل جزءا لا يتجزأ من الحصص الدراسية التي تقدمها الكلية لطلابها، معتبرا أن دخول اللاهوت في حوار مع كل هذه الأطر الثقافية والدينية يشكل أداة لفهم اللاهوت بصورة أفضل. وذكّر بأن البابا فرنسيس دعا في أكثر من مناسبة اللاهوتيين إلى صب اهتمامهم على حياة البشر، ومن هذا المنطلق لا بد أن يجمع الفكر اللاهوتي بين اختبار البشر لله وطريقة عيش حياتهم اليومية. ولفت إلى أن هذا الواجب يُلقى على عاتق طلاب اللاهوت المكرسين والعلمانيين على حد سواء مع أن عدد الطلاب العلمانيين في الكلية الحبرية للاهوت يبقى محدوداً.
هذا وكان رئيس أساقفة نابولي الكاردينال كريشنسيو سيبي وفي مقابلة أجراها معه موقع فاتيكان نيوز قد اعتبر أن زيارة البابا إلى مدينته تشكل فرصة للتعمق في لاهوت الضيافة وبناء مجتمع يرتكز إلى الحوار. وشدد الكاردينال سيبي على ضرورة أن يدخل اللاهوت في حوار مع الجميع، لاسيما الأشخاص الحريصين على مصير البيت المشترك وكوكب الأرض ومنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط بنوع خاص. واعتبر أن مجتمع الغد ينبغي أن يُبنى على مبدأ احترام الاختلافات والنظر إلى الآخرين بعيدا عن الأحكام المسبقة. تجدر الإشارة هنا إلى أن البابا فرنسيس سيقوم يوم غد الجمعة بزيارته الثانية إلى مدينة نابولي بعد الزيارة التي قام بها في الحادي والعشرين من شهر آذار مارس من العام 2015 عندما حثّ أهالي المدينة على الحفاظ على الرجاء كي لا يسلبه منهم أحد، وشجعهم على التعامل بحزم مع المنظمات التي تستغل وتُفسد الشبان والفقراء والضعفاء من خلال نشاطات غير مشروعة شأن الاتجار بالمخدرات وجرائم أخرى في إشارة إلى عصابات المافيا الناشطة محلياً.
أخبار الفاتيكان