نظم “نادي الشرق لحوار الحضارات” برعاية بلدية بشري وبالتعاون مع “لجنة جبران الوطنية” و”لجنة أصدقاء غابة الارز”، حفل تكريم “مبدعين من بلادي” من قبل “جمعية افكار اغترابية للأدب الراقي” – استراليا، وذلك في ساحة ماري هاسكل في متحف جبران خليل جبران في بشري، في حضور رئيس بلدية بشري فرادي كيروز، رئيس رابطة مخاتير قضاء بشري الكسي فارس ، رئيس “لجنة جبران الوطنية” يوسف فنيانوس، رئيس “المؤسسة الاجتماعية لنادي الشرق لحوار الحضارات -سيدني” المهندس جوزف سكر، رئيس “لجنة أصدقاء غابة الارز” بسام جعجع وحشد من ابناء النادي وأهل الشعر والفكر والصحافة.
استهل الاحتفال بالنشدين اللبناني والأسترالي ونشيد جبران خليل جبران، من ثم كانت كلمة ل ـ “نادي الشرق لحوار الحضارات” القاها الإعلامي ايلي السرغاني عبر فيها عن “عظمة منطقة بشري بالوادي المقدس وأرز الرب حارس لبنان ورمزه”، وشكر “كل من ساهم في هذا الحدث الثقافي المميز من وزارة الثقافة وبلدية بشري وبلدية سن الفيل والوفد الاغترابي المرافق والجمعيات المساهمة في إنجاح نشاطات النادي”.
الدويهي
وألقى الأديب الدكتور جميل الدويهي كلمة باسم افكار اغترابية و قصيدة شعر عن بشري ولبنان والوادي المقدس ، وشكر كل من ساهم في إنجاح مؤتمر افكار اغترابية.
سكر
وألقى سكر كلمة عبر فيها باسم المغتربين “عن محبته وشوقه لارض لبنان ووطن جبران”. وناشد السياسيين بأن ” يعيدوا لنا وطننا عاليا كالبرج ، مبتسما كالصباح مشعا كالكواكب”، وقال:” وعدتم بجنة الخير والفضيلة والعطاء لكننا للأسف ما زلنا بعيدين عنها وتجري الرياح بنا الى غير اتجاه”.
وختم: “أعيدوا لبنان لنعود اليه بأجسادنا بعدما تعبت ارواحنا من السفر الطويل وتحطمت ضلوعنا على مرافىء الانتظار”.
جعجع
ثم كانت كلمة لجعجع بعنوان “الأخضر وحوار الحضارات” قال فيها: “ان يكون للشرق مهد الحضارات ناد أخذ على عاتقه الحوار بين حضاراته فهذا يعني ان بلاد مهد الاديان السماوية ما زالت تنبت مساحات من الجدل الايجابي عن طريق الحوار السلمي لشرح المسألة الاولى والسؤال الاول : ماذ يريد الانسان من خالقه؟”.
أضاف: ” نادي الشرق لحوار الحضارات تبدو مهمته تتجاوز موقعه اللبناني لتحط في بلاد الشرق الذي لم يبق منه شرقا بل غربت ايامه نتيجة الجهل والتصادم في الحوار”.
واعتبر أن “أرز لبنان الذي اختاره اللبنانيون شعارا لهم منذ العام 1918 عانى من المرض في نهاية الربع الاخير من القرن الماضي ، فقامت لجنة اصدقاء غابة الارز بالاعتناء به وانقاذه من الامراض وحولته من جديد رمزا مركزيا للقاء اللبنانيين حول بلدهم”.
وأوضح أنه “منذ العام 1985 ولجنة أصدقاء غابة الارز تداوي الارز ومحيطه من كل عبث طبيعي وبشري وتقوم ببرامج التحريج لمحيط غابة أرز الرب بالتعاون مع بلدية بشري لتعيد التوازن الطبيعي والبيئي، وتقوم اللجنة ببرنامج العرابة لارزة لكل مواطن من اجل الحصول على التمويل اللازم لانجاز هذه المهمة”.
وأكد أن “غابة ارز الرب التي تشرف عليها اللجنة منذ العام 1985 والتي تبلغ مساحتها 10.2 هكتار اضافت اليها اللجنة بفضل العرابين غابة من 450 هكتارا”.
وختم: “نعمل على وصل الغابة الدهرية بغابتي اهدن وتنورين ليعود لجبالنا الارز الذي كان يظلل تلالنا. ونحن نعمل في ظل الاخضر من أجل حوار بيئي نرجوه أخضر”.
فنيانوس
ثم كانت كلمة لفنيانوس شدد فيها على “فكر جبران الذي يمثل رسالة لبنان الى العالم”، وقال: “من شديد المصادفات ان يتزامن انعقاد مؤتمر المبدعين اللبنانيين في رحاب متحف جبران مع الاحتفاء باليوبيل ال 136 لولادة جبران، فليس من قبيل المصادفة ان تنقل اثاره الى كل لغات العالم لاسيما كتاب النبي ، وان تجتمع هذه النخبة من المفكرين والباحثين من الشرق والغرب لتشهد لهذا الحضور، اذ ان القضية الإنسانية الكبرى التي اثارها جبران عابرا الديانات والثقافات والحدود الجغرافية والأعراف والاجناس الى الانسان روح الالوهية على الارض ومعبراً عنها بحماس وجرأة ، ما زالت مطروحة الى يومنا هذا”.
ورحب باسم لجنة جبران بالحاضرين “للشهادة على حضور فكر جبران الذي لبنان بأمس الحاجة اليه في ظل اللغو الكلامي، لان جبران يمثل رسالة لبنان الى العالم”.
وختم متوجها الى اعضاء النادي: “إن لجنة جبران ترحب بأي مبادرة تضاف الى الروزنامة الثقافية والفنية لنشاطات اللجنة”.
كيروز
في الختام كانت كلمة لكيروز قال فيها: “إنه ليوم سعيد أن تستقبل بشري نادي الشرق لحوار الحضارات في هذه الأيام الصعبة من تاريخ لبنان، إنها إيام صعبة على جميع الصعد السياسية والإقتصادية والاجتماعية، حيث مؤسسات الدولة شبه معطلة والمسؤولون في الدولة يتقاذفون التهم ولا يتحملون مسؤولياتهم، تاركين المواطنين غارقين في همومهم ومشاكلهم اليومية”.
أضاف: “أهلا بكم في بشري مدينة جبران الذي عمل على تعزيز الروابط الثقافية بين المجتمع اللبناني والمجتمعات الأخرى ( بين الشرق والغرب) إنطلاقا من حضوره في الإغتراب. أهلا وسهلا بكم في بشري حارسة الأرز شعار وطننا الحبيب ومدينة التعايش بين جميع الطوائف والمذاهب والتي تستقبل ضيوفها من جميع المناطق اللبنانية وخصوصا في فترة الحرب الأهلية”.
وتابع: “عند إطلاعنا على أهداف ناديكم الكريم تبين لنا أن هذه الأهداف السامية التي تعملون على تحقيقهاـ كم نحن بحاجة إليها في وطننا لبنان. وإننا نحثكم على الإستمرار في رسالتكم وذلك لما فيه خير لمجتمعنا من خلال تقوية روابط التواصل بين لبنان والإغتراب, تبادل الخبرات، تنمية العلاقات بين الشبيبة وغيرها من الأهداف”.
وختم: “إن بشري فخورة بإبنها الأستاذ جوزيف سكر رئيس النادي وهذا ليس بغريب عن مدينتنا حيث تغرب الكثير من أبنائها وتبوأوا المراكز المهمة. إن جولتكم في بشري اليوم حيث تعرفتم على معالمها الطبيعية والثقافية والتاريخية هي نموذج عن الجمهورية القوية التي نريدها لوطننا لبنان”.
وفي ختام الاحتفال كان تبادل للهدايا التذكارية والدروع التقديرية وتكريم خاص للسيد الياس يوسف سكر لاهتمامه على مر العقود في تحريج وحماية الارز.
وطنية