أقام “نادي الصحافة” حفل عشائه السنوي في فندق “هيلتون الحبتور” – سن الفيل، في حضور وزير العمل سجعان القزي ممثلا رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، النائب السابق انطوان اندراوس ممثلا الرئيس سعد الحريري، وزراء التربية والتعليم العالي الياس بو صعب والسياحة ميشال فرعون والشباب والرياضة عبد المطلب حناوي، وزير الإتصالات بطرس حرب ممثلا بنجله المحامي مجد، وزير العدل أشرف ريفي مستشاره خالد علوان، جاد حيدر ممثلا الأمير طلال أرسلان النواب: غازي العريضي، إيلي ماروني، أنطوان زهرا، آلان عون، نديم الجميل، سامر سعادة، المحامي سليمان فرنجية ممثلا رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، ممثل رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل نائب المدير العام لإذاعة “صوت لبنان” أسعد مارون، الوزير السابق جو سركيس ممثلا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، وشخصيات اقتصادية ومصرفية ونقابية. وحل رئيس مجلس إدارة مدير عام “بنك بيروت” الدكتور سليم صفير ضيف شرف.
ابو زيد
افتتاحا، النشيد الوطني، فكلمة تقديم لكارولينا نصار، ثم تحدث رئيس “نادي الصحافة” بسام أبو زيد فأكد أن “النادي سيواصل خدمة الرأي العام اللبناني وخدمة الإعلام اللبناني في كل ما من شأنه أن يحافظ على حرية التعبير”، مشيرا الى أن هناك “إعلاميين وصحافيين يتمسكون بقواعد العمل الإعلامي وأخلاقياته وهم ليسوا أقلية بل يحتاجون إلى تضافر جهودهم من أجل ما يتعرض له الإعلام اللبناني من جوانب مختلفة”.
وقال: “لا يجوز لنا أن نكون فقط نحن الإعلاميين وسيلة لنقل الخبر والصورة والصوت وكأننا صندوق بريد بين هذا السياسي أو ذاك وبين هذا الطرف والآخر وبين الرأي العام والطبقة السياسية، بل علينا أن نكون قوة فاعلة وضاغطة ومقررة في هذا المجتمع فنحن من يعرف مشاكله بوضوح ونحن من يدرك أننا إذا اتحدنا أنجزنا الكثير من أجل بلدنا ومن أجلنا ومن أجل أولادنا. لقد أصاب التشرذم السياسي والطائفي والمذهبي الذي يضرب لبنان الجسم الإعلامي في شكل مباشر ويستخدم الإعلام في الكثير من الأحيان لصب الزيت على نار هذا التشرذم وكأننا كأعلاميين دخلنا في هذه اللعبة الجهنمية نساهم في قيادة البلد إلى حيث يرغب البعض لا إلى حيث يرغب العقل والمنطق والمصلحة الوطنية وينسحب هذا الواقع أيضا على بعض القضايا المعيشية والحياتية والإجتماعية”.
أضاف: “نخطىء كإعلاميين ومؤسسات إعلامية وربما عن قصد ولغايات معينة، في التعاطي مع قضايا من ناحية الإثارة فقط فبدل أن نساهم في المعالجة نساهم في تعقيد المشكلة وزيادة الشرخ في المجتمع حولها. إن الإعلام في لبنان يحتاج إلى حراك إعلامي يصوب الحراك الوطني والحراك المدني، وكي نستطيع أن نحقق ذلك نحتاج لخريطة طريق إعلامية واضحة تبدأ في شخص كل منا ولا تنتهي في المؤسسات التي نعمل فيها بل تمتد إلى السياسة والسياسيين كي يدرك الجميع حقيقة واحدة وهي أن الإعلام سيكون المكون الرئيسي للرأي العام ولتوجهاته ولن يكون هو فقط المسؤول عن التوترات في البلد كما يحلو للبعض أن يكرر، كما أنه لا بد أن يكون وسيلة المحاسبة الأقوى محاسبة تطال الجميع لا محاسبة حسب الرغبات والأهواء والمصالح”.
وتابع: “علينا كإعلاميين أن نضافر جهودنا لإيجاد مؤسسات ونقابات وجمعيات واتحادات تجمعنا على أهداف مشتركة، وأن نتنافس فيها على خير ومصالح الإعلاميين، وأن نقف جميعا سدا منيعا في وجه ما قد نتعرض له من صرف تعسفي وإهدار للحقوق واعتداء على حريتنا، ويجب أن يتمتع عملنا الصحافي بأصول المهنة وبالأصول القانونية”.
وختم: “إن حرية الإعلام والإعلاميين في لبنان تحتاج إلى المزيد من الحصانة القانونية يجسدها قانون إعلام متطور ومتقدم وخطوات قضائية تضع الإعتداء على أي إعلامي أو مؤسسة إعلامية في مصاف الجريمة المشهودة التي تجعل القضاء يتحرك تلقائيا ضد المعتدين، كما نحتاج إلى معرفة حقيقة لواقعنا الإعلامي والإعلاني كي نتمكن من الحفاظ على المؤسسات التي نعمل في إطارها وهي مؤسسات أعطتنا وأعطيناها الكثير ولكن استمرارها يحتاج أيضا إلى خطوات تضمن حقوقها كي نضمن نحن حقوقنا وأولها البقاء في سوق العمل”.
صفير
بدوره، طالب صفير “أقطاب طاولة الحوار بأن يهتموا جديا بتركيز الوضع السياسي الذي سيعزز وضع الإقتصاد، لأن من شأن ذلك أن يؤدي إلى رفع تصنيف لبنان في اللوائح التي تصدرها مؤسسات التصنيف الإئتمانية العالمية”.
وقال: “منذ العام 1992، ونحن نعيش محاولات لإيقاف البلد على رجليه مجددا، ولكن بالرغم من كل المعاناة الإقتصادية والإجتماعية لا يزال لبنان الأفضل في المنطقة. صحيح هناك بطالة مرتفعة جعلت لبنان في المرتبة التاسعة بين 18 دولة عربية، وتتراوح نسبتها بين 10 و16 في المئة، وأن ثلث أبناء الطبقة الوسطى هاجروا لبنان لتأمين مستقبل لائق لهم، وأن عدد اللاجئين ناهز المليونين بين السوريين والفلسطينيين، إلا أن الصحيح أيضا هو أننا نحن في القطاع المصرفي نوجه الدعوات الى أهل الإختصاص للعودة، لأننا في حاجة إلى المزيد من الكادرات المتمكنة لمواكبة التطور الكبير الذي نحققه، خصوصا وأن القدرات الداخلية المحلية ما عادت تكفي لتلبية حاجات زبائننا الدوليين”.
ووجه “صرخة وعي” الى المسؤولين، وقال: “لماذا هذا التجاذب والتعارض وهذا التضارب والتموضع بينكم؟ إنكم، بما تفعلون، تسهمون في خلق حال من النزاع والصراع بيننا، فيما اللبنانيون شعب واحد لا خلاف بينهم، لا بل أن الطوائف اللبنانية متداخلة إجتماعيا وعائليا ومهنيا، ومترابطة بشكل متين ولا يمكن فصلها. مزقوا صفحة الخلاف من كتابكم وتصالحوا فيما بينكم، لا حاجة لكم إلى دوحة او جنيف او لوزان أو طائف أو سواها، إلتقوا في أي بقعة من وطننا الجميل، بقلوب منفتحة”.
أضاف: “لقد آن الأوان للمسؤولين كي يلتفتوا الى الإقتصاد، فالسياسة هي درس عملية توزيع القيم والامكانات الإقتصادية من أجل الدولة والشعب. إنها رسالة، بل دعوة ينذر لها السياسي نفسه، من أجل تحقيق الحياة الفضلى لشعبه ولمجتمعه ولوطنه، فلنجعل من السياسة عملا منتجا إقتصاديا”.
وختم: “ما أطلبه من السياسيين أطالب به الإعلاميين أيضا، إذ أن عليهم مسؤولية تاريخية جسيمة من خلال دورهم في تهيئة الأجواء والعمل على تقريب وجهات النظر وإبراز الإيجابيات. من هنا ندائي إليكم، فأنتم صناع الرأي العام، ودوركم البناء مطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى، كي تكونوا القاطرة التي تقود البلاد نحو الأحسن ونحو ما يطمح إليه اللبنانيون ويتمنون تحقيقه”.
تقدير
بعد ذلك، قدم أبو زيد “ريشة النادي” عربون تقدير إلى صفير، وبطاقة الشرف إلى الرسام الكاريكاتوري ستافرو جبرا. وحيا مؤسس النادي ورئيسه السابق يوسف الحويك ل”تفانيه في سبيل النادي على مدى السنوات” وقدم إليه “ريشة النادي”.
وطنية