ولجنا أبواب الصيام منذ أيام ناظرين إلى القيامة. والقيامة رؤية الحياة الجديدة وتواصل بالصالحات التماساً لغفران الخطيئة، والإمساك رمز لتعهد البر وسلوك طرقه. أنت تعف لتكون مؤهلاً لاقتبال النور.
يبدأ الصيام انقطاعاً حتى يتحول القلب إلى طلب الصالحات. الكلام على ما يؤكل وما لا يؤكل بدء كلام والسؤال الأخير هو هل تريد ان تعاين وجه الله في ما تأكل وتشرب وتكتب وتعمل وتقول وتصمت والعاشقون لا يكتفون بأن ينطووا في صيامهم. انهم دائماً إلى وجه الحبيب. أنت تحل حيث حل الحبيب وتتبعه إلى حيث ذهب والسير إليه مهما طال السير. الصوم ما كان رياضة الا لأننا أردناه التماساً لوجه الله. الرياضة الروحية على أشكالها طلب لوجه وما قبل الوجه كلام. أنت تعف لإدراك الوجه والبقاء على معاينته لأنه الوجود. أنت تقول لجسدك في جوانب الفناء الذي هو عليه لئن كنت متكأ لست كل شيء. تعال معي إلى حيث ينتهي السراب.
حسب الإنسان ان يفهم انه لا يقوم بالطعام والشراب وان التماس قلبه يفوق كل هذا. الذي لا يشعر انه يوجد بما يفوق جسده وما له لم يبلغ الفهم. ما قال أحد إنه ينبغي ان نهمل الجسد. إنه عطاء الله. قلنا لا بد من تطويعه. إماتة الجسد كلمة ملتبسة. انها تعني عندنا إماتة الشهوات. الجسد من حيث هو بدن خليقة الله وحسن. أما الكلمة فتعني أحياناً الشهوات المؤذية وليست كل الشهوات مؤذية. نحن فوق إماتة الشهوات. نحن إلى وجه يسوع. هذا الوجه هو مجد الله. ان آلام السيد كانت طريقه إلى القيامة. أما نحن فانتصارنا على الخطيئة بدء اتحادنا بالسيد والاتحاد يأتي من هبة لنا. نعاين الصليب دوماً لأنه محل القيامة. تبدأ قوتها عنده إلى ان تتجلى كاملة في الفصح. بالصليب “قد أتى الفرح لكل العالم”. الصليب ليس إعدامًا للجسد. هو بدء التجلي. لذلك كان المسيحيون الأولون يقيمون بقوة واحدة أيام الجمعة وسبت النور والفصح. كل هذا الموسم موسم انتصار. كل شيء يأتي من الفصح حتى يأخذنا الرب إليه.