الذين يحبون بعضهم بعضاً لا يهجرون بعضهم بعضا. نبقى معاً ونحاول دائماً بالمحبة ان نلازم بعضنا بعضاً. البقاء مع الآخر ونحن عارفون أخطاءه أو ضعفه أمر صعب. لكن الله كشف لنا أننا إخوة وأننا مدعوون أن نبقى عائلته أي عائلة واحدة به. الناس تجعلهم أنت إخوة لك إن أحببتهم. هناك دائماً بعد بين الناس بسبب اختلاف القناعات والأمزجة لكن الله أمرنا ان نرى ان الإخوة واحد ولو نسوا هذا.
كيف يتعايشون بسلام ان لم يؤمنوا ان الرب أحبهم وجعلهم واحدا؟ هذا عمل شاق في كثرة من الأحوال ولكن هذا ما طلبه الله لنعرف اننا أبناؤه. الأمزجة مختلفة بينك وبين الناس منذ الخلق وصعوبات الحياة زادت اختلافها لكن البشرية لا تستطيع ان تعيش بقتال أو ببغض. والمحبة مسعى. هي لا تأتي معك من بطن أمك. تنزل عليك بنعمة الله أولاً وبجهدك ثانياً. أي أنها في تزايد إن شئت وشاء لك ربك الهناء.
أنت لربك وللناس الذين تعيش معهم وإلى هؤلاء تسعى أولاً والأقربون إليك في المكان هم من تحب أولاً. أنت لست عالماً بحد نفسك. لست مغلقاً. أنت تحب الناس ويحبونك وهكذا تتعايشون. وعليك أن تقترب منهم ليزداد حبك لهم ويزداد حبهم لك. المجتمع المؤمن هو هذا ناس يعرفون انهم إخوة أو جعلهم ربهم إخوة وهكذا يصيرون عائلة واحدة هي عائلة الله.
ولدتنا أمهاتنا مختلفين لكن لنا ان نصبح عائلة الله بالمحبة. أبي غير أبيك وأمي غير أمك ولكن الرب يرانا واحداً ويلهمنا أن نحس بأننا إخوة.
الحياة بين الناس مسعى، تقارب. هي أنت وأنا وليست أنا مفروضة عليك. وأنا وأنت مختلفان منذ بدء مسعانا والمطلوب وحدتنا على اختلاف الأمزجة والقناعات أي المطلوب الوحيد المحبة التي تتجاوز الفروق الذي ولدنا عليها أو نشأنا فيها.
الوحدة الكاملة بين البشر ليست ممكنة هي مسعى لكنه مسعى أساسي إن شئنا ألا نتقاتل أو نتذابح. ولدتنا أمهاتنا أحراراً لنسعى إلى وحدتنا بالمحبة اذ ليس من وحدة أخرى. إرادة الخير للجميع والنمو العقلي والحب مسعانا جميعاً إن شئنا ألا يفنى الجنس البشري.
وحدتنا إن كنا مؤمنين هي صنع الله بنعمته لكنها معه صنع رغبتنا في الخير لجميع الناس. الله خلق العالم وتركه لنصنعه بمحبتنا. الكون لا ينمو آلياً من نفسه. انه بشر يبلونه بخطاياهم ويحيونه بمحبتهم.
الوحدة الإنسانية آتية بمحبتنا بعضنا للبعض. نكملها كل يوم بالعمل الصالح المجاني الذي نعطيه كل الناس فكلهم يحتاجون اليه ويصيرون به بشراً جدداً.
النهار