عقدت قبل ظهر اليوم ندوة صحفية في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام حول “ الطوائف اللبنانية في وقفة تضامنية مع الجيش اللبناني“، ترأس الندوة رئيس اساقفة بيروت واللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر، وشارك فيهاالأمين العام للمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى/ دار الفتوى، سماحة الشيخ خلدون عريمط، رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز وأمين عام مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ سامي أبي المنى، والمسؤول في المجلس الشيعي الإسلامي سماحة الشيخ زهيرقوصان، ومدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، وحضور أمين سرّ اللجنة البرفسور الأب يوسف مونس، وعدد كبير من المهتمين والإعلاميين.
رحب المطران بولس مطر بالحضور وقال:
“يشرفنا أن نستقبل اليوم في المركز الكاثوليكي للإعلام وفي اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام في لبنان أصحاب الفضيلة ممثلي الطوائف الإسلامية الكريمة الطائفة السنية الشيعية والدرزية، يسعدنا ويشرفنا أن نكون معاً وإياهم متحلقين معاً في وقفة تضامن مع جيشنا اللبناني البطل والعزيز.”
تابع “نرحب بصورة خاصة بفضيلة الشيخ خلدون عريمط وهو من الوجوه الكبيرة والمحببة في دار الفتوى، كما نهنئه ونهنىء أنفسنا بإنتخاب سماحة المفتي الجديد فضيلة الشيخ عبد اللطيف دريان الذي كنا عنده امس مع الوفد وقدمنا له التهنئة باسم غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي كل التوفيق من أجل الطائفة ومن أجل كل لبنان، كما ونستقبل فضيلة الشيخ زهير قوصان هو المعروف في الأوساط الشيعية الكريمة، والمسؤول في المجلس الشيعي الإسلامي، وفضيلة الشيخ سامي ابي المنى المرجع والعلامة والعزيز علينا جمعياً ممثلاً طائفة الموحدين الدروز، لأننا كلنا هنا لنقف وقفة محبة وفقة مسؤولة وقفة جرئية لنحيي الجيش اللبناني الذي يفتدي لبنان بدمائه.”
أضاف سيادته “اليوم هناك أناس مقصرون بحق، هناك أناس ربما يسعون لمصالح خاصة، أو لهم أوضاع فئوية، لسنا بمعرض الإعتراض ولا اللوم، إنما نقول هذا الكلام لنحيي الجيش اللبناني الذي يعمل من أجل الكل بكل مسؤولية وبكل محبة وأن لا يمكن إلا أن نصدق إنسانأ يدفع دما بموته، يموتون من أجل لبنان ويحييون أيضاً من أجله ولأجله.”
تابع “تعرض لبنان في الأيام الأخيرة كما تعرض لمرات عدة لاعتداء من خارج الحدود، ما هو مقصدهم أولئك الذي اتوا بسلاحهم إلى لبنان؟ هل مقصدهم مساعدة لبنان؟ لوضع السلم في لبنان؟ لم يكن لقاء صداقة بينهم وبين إي إنسان في لبنان، أتوا بسلاحهم وهذا أمر يرفضه الشرف وترفضه الوطنية، تصدى لهم الجيش اللبناني، سقط له ضباط وحنود أكثر من 15 عشر ضابطاً وجندياً دفعوا دمهم لدحر هؤلاء وراء الحدود، ما قاموا بهذا العمل لا باسم المسيحية أو باسم الإسلام، وفي هذه المعركة لا يتنصر فلان أو فلان ينتصر لبنان، لذلك الجيش هو أساس في المنعة اللبنانية وفي الكرامة اللبنانية وفي السيادة اللبنانية واجبنا أن نكون معه وأن نقول له شكراً لك.”
ثم كانت كلمة الشيخ خلدون عريمط وجاء فيها:
“بدايةً، يهمّني أن أوجّه التحيّة والتقدير للمركز الكاثوليكي للإعلام، هذا المركز الذي يحملُ إسماً دينياً مسيحياً ليخدم رسالة المحبة، هو في نفس الوقت، يحمل قضية الوطن ومؤسساته، ليبقى هذا الوطن سيّداً حرّاً عربياً مستقلاً، وطن الإيمان والرسالة، والمثَلَ والمِثال في الوحدة الوطنية والعيش المشترك، مسلمين ومسيحيين، بمذاهبهم المتعددة وفِرقهم المتنوعة، هذه الصيغة الحضارية التي تشبه الواقع كما هو.”
تابع “لبنان هذا، وطن الإيمان بالله الواحد الأحد، وموطن الزهّاد والنسّاك، وأرض الحوار والانفتاح، وواحة الرأي والرأي الآخر، وملتقى الديانات الإلهية، والنظريات الوضعية المتعارضة والمتلاقية، يحتاج الى حصونٍ منيعة وأسوارٍ قوية تحميهِ من عاديات الزمن، وتداعيات ما يحصل في شرقنا العربي، وحصنُ هذا الوطن وسورُ هذه الصيغة، الوحدة الوطنية والجيش اللبناني، قيادةً وضبّاطاً ورُتباءَ وأفراداً، لا فرْقَ بين هذا وذاك، فهو جيشُ الوطن من شماله الى جنوبه، ومن جبله الى بقاعه، وخاصةً عاصمة الوطن بيروت المحروسة، وهو جيش الوفاء والتضحية، ليبقى هذا الوطن آمناً مستقراً، سيّداً حرّاً عربيًّا مستقلاًّ، متعاوناً ومتضامناً مع أشقائه العرب، ومناقضاً بجوهره وعيشه المشترك لفكر الحركة الصهيونية..”
أضاف “ومن أجل ذلك فإننا في لبنان نرفضُ وبشدّةٍ كلَّ تطرّفٍ أو غلوٍّ أيًّا كانت مسمّياته وغاياته لأنه يناقض تماماً رسالة الإسلام، رسالة التوحيد والرحمة بين الناس، فتهجير الناس مسلمين أو مسيحيين لأي مذهب أو فرقة انتموا يسيء الى الإسلام، ويتناقض تماماً مع جوهر الإيمان، بل يمكن القول أنَّ مظاهر الغلوِّ والتطرّفِ التي بدأت ملامحها تظهر على أثر الاحتلال الأميركي للعراق هي بضاعةٌ صهيونية تُــلمودية خبيثة، مستوردة الى شرقنا العربي وعالمنا الإسلامي، بهدف تبرير وتشريع والقبول بقيام الكيانات العِرقية والمذهبية والطائفية، وإعطاء المبرّرات لوجود الكيان الصهيوني العدواني على أرضنا المقدسة في فلسطين.”
تابع “لبنان يا سادة في هذا الزمن الصعب، يحتاج منّا جميعاً الى وقفةٍ وطنية وصحوةٍ أخلاقية، لمنع وصول الفِتنِ إلى أرضنا، بعدم التدخل من أي طرف أو فئة أو حزب أو طائفة بالصراعات العسكرية في سوريا والعراق.”
أردف “فجيشنا الوطني يقدّم التضحيات من ضباطه وجنوده وبالدموع والجراحات والآلام، أفلا يقدّم البعض وهم في موقع المسؤولية الوطنية بعض التنازلات! ويتنازلوا عن بعض الأنانيات والمصالح الآنية لقيام دولة المؤسسات بالإسراع لانتخاب رئيسٍ للجمهورية! يجمَعُ ولا يفرّق، يبني ولا يهدم، رئيساً يحملُ لواءَ المؤسسات، ويحمي الدستور والميثاق الوطني، حيث لا سلاح إلا سلاح الدولة، ولا سلطة إلا سلطة الدولة ومؤسساتها، رئيساً يقول لا، للتدخل بالشأن اللبناني، ويتصدى لكل عدوان صهيوني قولاً وفعلاً، ويرفض كل تطرّف أو غلوٍّ أو انغلاق من أي جهة أتى.”
تابع “حيث لا ولاء ولا ارتباط لأي فئةٍ أو مجموعة أو حزب إلاّ بلبنان ومؤسساته الشرعية، المنبثقة من إرادة الشعب، هذا الشعب الصابر الذي يعاني الكثير من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية بفعلِ الولاءات المتعددة والمشاريع الإقليمية المتناحرة على الساحة الوطنية.”
أضاف “فنحن ضدّ فكرة الأكثرية أو نظرية الأقليّة، فلا أكثريةَ ولا أقليةَ في لبنان، أو في المنطقة العربية من المحيط الى الخليج، لأننا جميعاً أبناء أمّةٍ واحدة، منّا مَن اعتنق الإسلام، وبعضنا مَن اعتنق المسيحية، وكلانا مسلمين ومسيحيين ننتمي لوطنٍ واحد، وأرض واحدة، وأمةٍ شاءت لها إرادة الله، أن تكون أمّة الأديان والرسالات والأنبياء في هذا الشرق المكلوم.”
وختم بال “تحيّةً للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وكل الأجهزة الأمنية سياج هذا الوطن، والتحيّة كلّ التحيّة، لكلّ اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، الذين يرفضون كل تطرّف أو غلوٍّ، أو انغلاق ويعملون ليل- نهار للحفاظ على لبنان ليبقى سيّداً حرًّا عربياً مستقلاً لجميع أبنائه بدون تمييز أو تفريق. ورحم الله الشهداء، والدعاء للجرحى بالشفاء العاجل، وكلّنا للوطن ولخدمة المواطن.”
ثم كانت مداخلة الشيخ زهير قوصان جاء فيها:
“في عملية بناء الدولة تحتاج المجتمعات دائماً لتأمين عناصر القوة حيث لا حياة للعدل بلا قوة ولا سبيل لإحقاق الحق بعيداً عن القوة الضامنة للحقوق والحامية للقوانين.”
تابع “وقد رأينا في تطورات المحيط وأوضاع الدول المجاورة كيف تداعت مجتمعات بأكملها، ونزحت شعوب وإثنيات وأعراق وأقليات، لم تشفع لها دموعها أمام زحف الأطماع لدى المحاور الدولية والإقليمية من جهة، وأمام هذا الوحش القاتل الذي يحاول أن يلبس لبوس الدين والدين منه براء من جهة ثانية.”
أضاف: “وأمام كل هذا الاضطراب وهذه الفوضى وهذه المتغيرات التي تلف المنطقة لابدّ من خشبة خلاصٍ، خشبةٍ تصل بنا إلى برّ الأمان ولا نُصلب عليها، خشبةٍ تحملنا جميعاً ولا تستثني أحداً… وقد أظهرت التطورات والأحداث بأنّ هذه الخشبة تتمّل بالجيش اللبناني، بهذه المؤسسة التي بقيت فوق الانقسامات المذهبية والاصطفافات الطائفية المقيتة، وظلت هي الأمل في مرحلة الانقسامات الكبرى والمنعطفات الصعبة التي يكثر فيها الخطاب المتشنج، وتتسع فيها دائرة الاتهامات والاتهامات المضادة، ويحتمي فيها كلٌ خلف حواجز طائفته، ومدافع مذهبه، وحصونه العشائرية والقبلية.. ولكن من أراد بناء الدولة العادلة والقادرة وحماية ما تبقى من وطن ليس من سبيل أمامه إلاّ أن يكون داعية وحدة وأن يقف إلى جانب من يحمي هذه الوحدة ويرعاها.. إلى جانب الجيش الذي يمثل سياج الوطن وحامي العرين الوطني بعدما أضحى لكل عرينه ومتاريسه وكهوفه الداخلية.”
تابع “ونحن نعتقد بأنّ المشهد اللبناني على قتامته وقساوته، ورغم كل ما يضجّ فيه من تعطيل للمؤسسات وعدم انتخاب لرئيس الجمهورية.. إضافةً إلى كل هذه الصرخات الاجتماعية.. هو مشهدٌ قابلٌ للترميم وإعادة البناء، فعلى اللبنانيين – وخصوصاً أئمة المذاهب السياسية ودهاقنة السياسة في لبنان- أن يعملوا على إعادة إنتاج وحدتهم الداخلية ويحصّنوا البلد في مواجهة العدو الصهيوني، وهجمات المتطرفين القادمين من وراء الحدود، والساعين لإيجاد أرضيةٍ حاضنةٍ لهم، ولا سبيل لإعادة إنتاج هذه الوحدة وصياغة التوافق اللبناني العام إلاّ من خلال توفير الغطاء اللازم للجيش لكي ينتصر في معركته الأساس المتمثّلة بمواجهة العدوان الصهيوني المستمر، وفي معركته ضد كل المتوترين والموتورين والمتضررين من استقرار البلد، والساعين لوضع البلد ضمن حسابات المنطقة وفي دائرة حروبها المتنقلة..”
أضاف “إننا نرى في الجيش اللبناني الرافعة التي من شأنها حماية الوطن، ولكن هذه الرافعة تحتاج إلى الموقف السياسي الداعم، والموقف الديني والشرعي الحازم الذي يرفض الانغماس في لعبة المذهبية والطائفية البغيضة.. ومن هنا فنحن نرحب بكل مساعدة حقيقية للجيش سواءٌ جاءت عن طريق الموقف المتضامن أو من خلال المساعدة المباشرة الماديّة والتسليحية، أو انطلقت عبر صفحات التواصل الاجتماعي وغيرها.. ولكن أفضل المساعدات هي تلك التي تنطلق من القلب وبعيداً عن الحسابات الذاتية، والتي تمثّل تفاعل الشعب مع جيشه، وإحساس المجتمع كله بأنّ البنيان قد يسقط على رؤوس الجميع إن لم تنطلق كلُّ مكوّنات المجتمع في عملية تضامن فعلي مع المؤسسة العسكرية بما تمثّل من عنوانٍ جامعٍ وحاضنٍ للجميع..”
وختم بالقول “أيّها السياسيون، أيّها المتديّنون، أيّها العلمانيّون.. تعالَوا إلى ساحة العمل الحقيقي، وإلى ميدان الفعل الواقعي.. لنتوّحد خلف الجيش، ونشكّل الحصن الشعبي والديني والسياسي الحامي له، وعندها ينتصر الجيش ويفوز البلد وتربح الطوائف..”
ثم كانت مداخلة الشيخ سامي ابي المنى جاء فيها:
“إن وقفتنا التضامنية مع الجيش بمبادرة من اللجنة الأسقفية للإعلام والمركز الكاثوليكي للإعلام تعبّر عن وحدة الموقف تجاه المؤسسة العسكرية من قبل المرجعيات الروحية كافةً، ومن قبل المؤسسات الدينية في مجتمعنا اللبناني المتنوّع، إنها رسالة تأكيد بأنَّ ولاءَنا جميعاً يكون أولاً وأخيراً للوطن، وأنّ ثقتنا بالجيش لا غبارَ عليها ولا بديلَ عنها. فالوطن للجميع، وهو الحضن الجامعُ لأبنائه، وموئلُ العيش المشترك والتفاعلِ الإيجابي بين مكوِّناته المتنوعة، والجيش هو الدرعُ الواقية من الأخطار والمؤامرات والعدوان، وهو وأخواتِه المؤسساتِ الأمنية، مصدرُ الأمنِ والأمان للوطن، وهو الحاجزُ الصّلب الذي يمنع الفوضى والتطاولَ على الدولة وسيادتِها وشعبها وأرضها وسلطتها الرسمية، وهو القوة الرادعة للتطرُّف والإرهاب واستباحة حقوق الناس وإرادتهم وحريتهم.”
تابع “الشعبُ يقوى بجيش بلاده، والجيش يقوى بالشعب والتفافِ الناس حوله، أمّا التشكيك بالجيش ودورِه ورسالته فهو تشكيكٌ بالوطن، فمن لا يثق بجيشه لا يثق بوطنه، وتلك هي الخطيئة الكبرى، وهذه الثقة أساسيةٌ لتأكيد مناعة الوطن واستقلالِه وكيانيته، وهي في الوقت نفسه، تحمّلُه المسؤوليةَ ليكون على مستوى ثقة الدولة والناس به وبقوّته وهيبته وتوازنه وتعامله الصارم مع العبثيين والخونة والمعتدين، وبقربه من الناس ومساعدته على إشاعة أجواء الإطمئنان بينهم وتأكيد الاعتزاز بالوطن والولاء له.”
أضاف “لقد أثبت ضباطُ وعناصرُ جيشِنا الوطني وقوانا الأمنية أنهم على قدر المسؤولية الوطنية، وأنهم قادرون على حسم الأمور لمصلحة الوطن وشعبه، وأثبت اللبنانيون جميعاً أنهم متضامنون مع الجيش والقوى الأمنية، وأنهم في تضامنهم هذا يشكّلون مصدر قوّة ودعم لها، خصوصاً عندما يتلاقى السياسيون والمسؤولون على الثوابت الوطنية، فلا يُحرجون الجيش ولا يدفعونه إلى التدُّخل حيثُ لا يجب، وعندما يترفّعون عن المصالح الخاصة وسياسات الشحن الطائفي والتشنج وتصعيد المواقف وتوزيع الولاءات بين دول الخارج وأيديولوجياتها المتناحرة، فينأَون بالوطن عن التجاذبات، ويبتعدون عمّا تسبّبه لعبةُ الأمم من أوهامٍ وصراعات.”
وقال “ليتأكدِ الجميعُ أنه لا مفرّ لنا من احتضان الدولة والجيش، وَلْنُعط الدولةَ الثقة للقيام بدورها، ولنقف سدّاً واحداً منيعاً في وجه التعصّب الطائفي والحزبي، ولنرتقِ بأدياننا ومذاهبنا لنكون واحةَ تلاقٍ وانفتاحٍ وصونٍ لكرامة الإنسان والأوطان، فكما انتصر الجيشُ بوحدته والتفافِ الشعب حولَه في نهر البارد وعرسال، وتجاوزَ كلَّ الخطوط والمواقع والاصطفافات، سينتصرُ دائماً بعونه تعالى، وسننتصر معه وينتصر الوطنُ على أعدائه ومحاولي زرع الفتن في أرضه. فتحيةٌ للجيش، وألفُ تحيةٍ لأرواح الشهداء وللجرحى والمعتقلين منه ومن القوى الأمنية. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته وأن يشفي المصابين ويُعيد المخطوفين، وأن يحفظ لبنان وأرضَه وشعبه وجيشه، والسلام.”
ثم كانت كلمة الخوري عبده أبو كسم جاء فيها:
“نلتقي اليوم في وقفة تضامنية مع الجيش اللبناني، كما في كل مرّة وقفة عزّ وشموخ أمام شلوح الأرز الذين يحمون بدمائهم أرض الوطن، ويمتّنون أواصر المحبّة والوحدة بين أبنائه.”
تابع: “نعم إنهم كرامة الوطن كما سماهم غبطة أبينا السيد البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ننجني إجلالاً أمام أرواح شهداء الجيش الابطال، ونعاهدهم أننا سنبقى مسيحيين ومسلمين، أوفياء لتضحياتهم الغالية، كما وسنبقى متضامنين متحابين ورمزاً للوحدة في خدمة وطننا لبنان وطن الرسالة، نموذجاً للعيش الواحد.”
وتساءل ” لماذا استهداف الجيش؟ وما المقصود من هذا الإستهداف؟ من هو المستفيد الأول؟ وما هو المخطط المرسوم؟ وعلى حساب من ؟ محذّرين من أن استهداف الجيش هو استهداف للكيان اللبناني.”
واضعاً هذه “الأسئلة برسم المسؤولين واللبنانيين على السواء، كي لا يقع المحظور مرة ثانية، كي لا نخسر كما في كل مرّة خيرة ضبّاطنا وجنودنا، تاركين ورآهم حسرّة الأمهات والأولاد، الذين من حقّهم أن يعرفوا لماذا استشهد أبناؤهم؟”
أضاف “معركة عرسال كانت مكلفة على الجميع، على اهالي عرسال، على الجيش اللبناني والقوى الأمنية، ولا ننسى الأسرى منهم، 36 عسكرياً 19 من الجيش اللبناني و17 من قوى الأمن الداخلي، نأمل لا بل نطالب بأن يصار إلى حلّ قضية أسرهم وبسرعة، كي لا تبقى هذه القضية جرحاً نازفاً في خاصرة الوطن.”
تابع “في الختام، لا يسعنا إلاّ أن نحيي الجيش اللبناني ضباطاً وافراداً وعلى رأسهم قائد الجيش العماد جان قهوجي، متمنين للجرحى الشفاء العاجل، وللاسرى فك أسرهم، وللشهداء الراحة الأبدية، في جنة الخلود، ولوطننا العزيز لبنان الأمن والإستقرار، ولشعبنا التماسك في مواجهة المحن. ونحيي عائلات الشهداء أهلهم، نساءَهم وأولادهم، ونقول لهم، لبنان مدين لكم، كلنا مدينون لكم، مدينون لشهدائنا الأبطال، لن ننساهم ما دمنا.”