نظمت جمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات، وبدعوة من رئيستها الاخت ماري أنطوانيت سعاده، ندوة حول كتاب “شرح أعمال الرسل” للبطريرك الياس الحويك الذي ألفه عندما كان تلميذا في روما (1867 ـ 1868).
أقيمت الندوة في قاعة المؤتمرات في جامعة العائلة المقدسة ـ البترون وتحدث فيها المطرانان منير خيرالله وجوزيف نفاع والخوري رامي واكيم وأدارتها الاخت ياره متى في حضور المطارنة بولس مطر، حنا علوان، بولس منجد الهاشم، سمعان عطالله، قائمقام البترون روجيه طوبيا، المدير العام للنفط أورور الفغالي منعم، عدد من الخورأساقفة، رئيسة الجامعة الاخت هيلدا شلالا، عدد من الباحثين، رؤساء عامين ورئيسات عامات، رؤساء أديار وكهنة، راهبات ورهبات، عمداء الجامعة ومدراء الكليات والاساتذة، مدراء مدارس وهيئات تعليمية، ومدعوين ومهتمين.
متى
بعد النشيد الوطني اللبناني، رحبت متى بالحضور وقالت:”شرح اعمال الرسل أو بالحري الفصول 1 الى 17 من الاعمال الذي نقدم له اليوم ، مخطوط بيد الاكليريكي الشاب الياس الحويك الحلتاوي ، بينما كان لا يزال على مقاعد الدراسة في “البربغندا” في روما بين عامي 1867 و1868، والكنيسة على مشارف الاعداد للمجمع الفاتيكاني الاول.” وأكدت ان “الحويك حي في جمعيته، في روحانيته التي تجسدها هذه الجمعية، حي في اهدافها واعمالها ورسالاتها وفي صلاتها وتأملها واغتذائها المستمر من كلمة الله، كلمة الحياة.”
خيرالله
وتناول خيرالله الإطار التاريخي للكتاب وتوقف عند المرحلة الأولى من حياة البطريرك الياس الحويك، أي تلك التي تمتد من ولادته سنة 1843 حتى رسامته الكهنوتية في روما سنة 1870. وقدم قراءة تاريخية لأحداث جبل لبنان بين 1840 و1861 وأوضاع البابوية وروما وأوروبا. وحاول من خلال كل ذلك إبراز بعض معالم شخصية الياس الحويك الطالب والكاهن والأسقف والبطريرك.
نفاع
وتحدث نفاع عن”الحويك ، راعي الخراف على مثال الرسل” فثمن المنهجية التي اعتمدها والشرح المنتظم والدقيق. وقال: “لم يكتب الحويك هذا الكتاب كفيلسوف او كعالم في الكتاب المقدس بل كراع لقطيع صغير يعاني ما يعانيه من الاضطهاد. فهو حمل كنيسته في قلبه، حملها معه الى عاصمة الكثلكة ومن أجلها سافر وسهر وكتب. لم يترك موضوعا كنسيا الا وتطرق اليه واهم ما في ذلك الكنيسة في بنائها وصلواتها وقديسيها.” وقرأ المطران نفاع بعض المقاطع من الكتاب مستشهدا بها ليؤكد أن “سفر الاعمال كان بسبب الهم الكنسي الواضح. فالحويك ضليع بالمسائل الاهوتية ، لأنها هي التي تضع النظم الصحيحة لحياة المؤمن والكنيسة ويمكننا ان نسمي فكره :لاهوت الرعاية. هو لاهوت قيم بمراجعه واستشهاداته ومنهجيته العلمية عالية المستوى.”
واكيم
ورأى واكيم أن “الكتاب غني في ذكر آباء الكنيسة الشرقية والغربية. وكاتبنا هو ابن عصره وكما تشير مقدمة هذا العمل إن المخطوط عابق بخصائص زمانه”. وتوقف “عند العرض الذي يقدمه كاتبنا عن أبوة وأمومة الله في شرحه ولا شك أن هذا الكتاب الذي يأتينا بحلّة بهيّة وعلى ورق جميل له قيمة كبيرة من حيث تفسيره لآيات جزء لا بأس به من كتاب أعمال الرسل. وهو يحمل طابعا شرحيا ودفاعيا عن عقائد الكنيسة الكاثوليكية”.
سعاده
وفي الختام كانت كلمة للرئيسة العامة الاخت سعاده فقالت: “في “شرح أعمال الرسل” ، يلتقي القارىء مرارا بالبطريرك الشيخ الجليل في جبة الاكليريكي الشاب ويتلمس روحانيته حياة، بين اسطر خطتها يد التلميذ. إنه هو هو ، المتأمل ابدا بكلمة الله وبكتابات الآباء القديسين، إنه الخادم الامين والراعي المضطرم غيرة على بيت الله. عرف الاكليريكي الشاب القداسة بأنها قائمة على محبة الله الكاملة وطلب رضى الله وحده دون سواه. إتكل على الله فلم يهب تقلبات الأزمنة ولا خفايا النوايا والقلوب.” واضافت: “منذ شبابه ، تاق الى السماء وتملكه حنين الى الوطن السماوي ، الوطن الحقيقي. إنه هو هو، الاكليريكي الشاب والبطريرك الشيخ وإنها هي يد الله تقوده وتجمل نفسه بروحانية مميزة جعلت منه معلما بالقول والعمل. مع البطريرك الياس الحويك وبشفاعته نصلي كي يهب الله الكنيسة رسلا، كهنة، راهبات ورهبانا، على مثاله، رسلا “حارين بالعبادة والايمان”.
وختمت:”تكلم الصبي” كلام حكمة وقداسة فاصبحت كلماته “روحا وحياة لسامعيها. وكتب الأب حرفوش على أولى صفحات كتابه “دلائل العناية الصمدانية” ـ هذه الآية من سفر يشوع بن سراخ ـ والكلمات مرفقة بصورة البطريرك الياس الحويك : “تكلم يا شيخ فأنت أهل لذلك”. ونحن اليوم، نقول ايضا وكلنا إيمان بقداسة كلماته وسيرته:”تكلم يا شيخ، فأنت أهل لذلك”.
بعد ذلك قدمت الاخت سعاده تذكارات رمزية للمطرانين خيرالله ونفاع والخوري واكيم تقديرا لهم ولمشاركتهم في الندوة. ثم أقيم كوكتيل بالمناسبة.
وطنية