عقد معهد الصحة العالمية “GHI” في الجامعة الأميركية في بيروت “AUB”، ندوة بعنوان “ندوة الصحة العالمية”، بالتعاون مع “تجمع الجامعات للصحة العالمية”، وهي الندوة الأولى من سلسلة ندوات ستعقد كل عامين. تهدف إلى “استكشاف مقاربات مبتكرة للتحديات الصحية العالمية في بلدان الدخل المنخفض والمتوسط، ومعظمها تقع في جنوب الكرة الأرضية”.
وبحسب بيان للمعهد، فقد “شهدت العقود الماضية خطوات كبيرة في مجال الصحة العالمية، ومع ذلك، فإن حوالى ثلثي مجموع الوفيات في جميع أنحاء العالم تعزى إلى أمراض يمكن الوقاية منها ومعالجتها، ومعظم هذه الوفيات هي بين النساء والاطفال في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. وستلعب المقاربات والتكنولوجيات المبتكرة دورا حيويا في إنقاذ الأرواح، وفي تحسين النتائج الصحية العامة في جميع أنحاء العالم، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة”.
خوري
وتحدث رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري في افتتاح الندوة، فقال: “لقد نشأت معتقدا أن سكان هذا البلد والمنطقة ليسوا أقل قدرة من سكان أي منطقة أخرى، ولكن هناك فجوة كبيرة في مجال العاملين الصحيين، وليس فقط نقص في عددهم. هناك أطباء كثر، لكن لا يوجد عدد كاف من العاملين الصحيين الكفوئين في هذه المنطقة”. ولفت الى أن “المنطقة تكافح لفهم ما يقوم به أهل الصحة العامة. سكانها يكافحون من أجل فهم ما يفعله أي شخص آخر غير الطبيب أو الممرض، والصحة أبعد من ذلك. ورأى أن “الصحة ليست مجرد شفاء للمرضى، بل الحفاظ على صحة السكان”.
وشكلت ندوة الصحة العالمية التي شارك فيها صناع سياسات، الى مهنيين صحيين عالميين وأكاديميين ومهنيين من القطاع الخاص وأصحاب اهتمام من مختلف التخصصات، منصة مفتوحة لهم لتقييم واستباق التحديات الصحية العالمية المتعلقة بالبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. كما أنها سمحت لهم بعرض أفكار جديدة وحالات عملية للابتكارات في مجال الصحة العالمية، إما ناشئة من بلدان الدخل المنخفض والمتوسط أو تنطبق عليها.
وناقش المشاركون “المبادرات والمقاربات التي تتناول ستة من سبعة عشر من أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك الصحة الجيدة والعافية، والتعليم الجيد، والمساواة بين الجنسين، والمياه النظيفة والصرف الصحي، والابتكار في الصناعة والبنية التحتية، والحد من عدم المساواة، والشراكات لتحقيق الأهداف”.
لازاريني
وتحدث منسق الأمم المتحدة المقيم للشؤون الإنسانية فيليب لازاريني في الندوة، فقال: “على الرغم من أن العالم قد أحرز تقدما ملحوظا على عدة جبهات في مجال الصحة، فإن العديد من التحديات لا تزال قائمة. ومن بينها معالجة الفوارق بين صحة الناس في البلدان المستقرة وصحة الناس الذين يعيشون في ظروف هشة وضعيفة والفوارق الصحية داخل البلدان”.
وتطرق الى الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة وهو “ضمان حياة صحية وتعزيز العافية للجميع في جميع الأعمار، وهو هدف يحتوي على ثلاثة عشر مفصلا بما في ذلك الصحة الشاملة. وأن تحقيق أهداف التنمية المستدامة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل سيتطلب قيادة جريئة من الدول وانخراط شركاء التنمية والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص”. واضاف: “يجب علينا إعادة ضبط وتوسيع جهودنا، وإلا لن نتمكن حتى من الاقتراب من تحقيق العديد من الأهداف المتعلقة بالصحة بحلول العام 2030”.
مارتن
وفي تعليقه على الندوة والتعاون مع المعهد، قال المدير التنفيذي المؤسس لتجمع الجامعات للصحة العالمية كيث مارتن: “هذه لحظة رائعة بالنسبة للبنان ليقوم بدور قيادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للتصدي لبعض التحديات الكبيرة التي تؤثر ليس فقط هذه المنطقة، ولكن على العالم أيضا، لا سيما في ما يتعلق ببناء أنظمة صحية فاعلة ومستقرة لمعالجة الأمراض غير المعدية والصحة البيئية وغيرها من التحديات. هذه مجموعة مذهلة من الأشخاص من أكثر من عشرين دولة حول العالم، وقد اجتمعوا للتعامل مع هذه التحديات بطريقة عملية”.
صالح
وقال المدير المؤسس للمعهد ونائب رئيسها المشارك للشؤون الصحية الدكتور شادي صالح: “لقد أبرز تكرار التحديات الصحية العالمية وشدتها وأهميتها الحاجة إلى خطة عمل. وندوة الصحة العالمية التي تضم خبراء دوليين ستعقد مرة كل سنتين وستشكل منصة لإبراز القضايا الصحية العالمية ووضع توصيات جماعية واستراتيجيات فاعلة.”
ورد كيث مارتن، فقال: “نحن في تجمع الجامعات للصحة العالمية مسرورون لأن الجامعة الأميركية في بيروت هي مؤسسة عضو وشريكة في التجمع. والدكتور صالح هو أول ممثل من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس إدارة المجموعة. وهذا يشرفنا، ونحن نتطلع إلى العمل مع الجامعة الأميركية في بيروت ومعهد الصحة العالمية في المستقبل للتصدي للتحديات التي لا تؤثر فقط على لبنان ومنطقة منظومة مينا، بل على العالم أيضا”.
وطنية