عقدت في المركز الدولي لعلوم الانسان -اليونسكو – في جبيل، ولمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وبدعوة من رئيس الجامعة اللبنانية الاميركية الدكتور جوزف جبرا ورئيسة المركز الدكتورة دارينا صليبا، ندوة بعنوان ” اللغة العربية :الجذور الاشكال والعولمة”، في حضور سفيري كوريا الجنوبية واوكرانيا ، قائمقام جبيل نتالي مرعي الخوري، امين عام الجامعة الثقافية في العالم روجيه هاني ورئيس مجلس الشبيبة في الجامعة سيرجيو فغالي ، رئيس المجلس الثقافي في بلاد جبيل الدكتور نوفل نوفل، الدكتور مروان اسكندر ، نائبة الرئيس لشؤون الطلاب في الجامعة اللبنانية الاميركية الدكتورة ايليز سالم ، رئيسة مركز الصليب الاحمر اللبناني في جبيل رندا كلاب وعدد من مدراء المدارس وحشد من المهتمين.
صليبا
بداية النشيد الوطني، ثم القت صليبا كلمة رحبت فيها بالحاضرين وقالت :” تجمعنا اليوم اللغة العربية في بيبلوس وهي صاحبة الفضل ، فبيبلوس الأبجدية صهرت الحرف وحولته الى لغات مختلفة ، فالأبجدية مهنتنا، أشغلتنا وأتعبتنا وأعطتنا وميزتنا، هي ااتي علمتنا فصدرناها من هنا الى العالم ، لغتنا فينيقية كانت، وطفنا بها العالم ونشرناها في حوض المتوسط كتابات ونقوش حتى مضيق جبل طارق والمحيط الاطلسي”.
واردفت :” لغتنا عربية هي أيضا، ومَن أحرص من لبنان على اللغة العربية، فكانت رهبنته وأديرته من احتضن المطابع، بدءا بدير مار قزحيا في وادي قاديشا ومطبعته التي شكلت الركيزة الأساسية في نهضة الطباعة في لبنان كما في الشرق، فكان سنة 1585 أول كتاب مطبوع خارج أوروبا، وهو كتاب مزامير بالسريانية وبالعربية المنسوخة بالحروف السريانية، ثم جاء دير مار يوحنا الشوير في الخنشارة والذي تميز باحتضانه المطبعة العربية الأولى في لبنان وبالحرف العربي، والتي لا تزال محفوظة داخل الدير بكامل أدواتها فطبعت أول كتاب بالحرف العربي في لبنان وكان بعنوان “ميزان الزمان”، حيث طبعت منه 800 نسخة ، وتتوالى الانجازات ليبلغ عدد الكتب المطبوعة 33 كتابا باللغة العربية والحرف العربي، يوم وقف الاستعمار في وجه لغة الضاد بما عرف حينها بسياسة التتريك، كنا كلبنان أول الحماة والمدافعين”.
وأضافت :” نحن على مسافة أسابيع من اليوم العالمي للغة العربية، لكن بيبلوس استعملت داليتها على اللغة واستبقت الموعد لتكون الحدث فالمركز الدولي لعلوم الانسان يستقبل الجامعة اللبنانية -الاميريكية وضيوفها وطلابها من حول العالم فكانت حتمية ضرورة اللقاء بين اللغة العربية والباحثين عنها والملمين بأسرارها، فالمكان هو بيبلوس قدموس والزمان يسامحنا ويسمح لنا”.
واردفت :” إن تنوّع الحضارات حول العالم ونحن في زمن العولمة أدخل كل معالم الحضارات وأبرزها اللغات في صراعاتها فأصبحت للتجارة لغتها. وللصالونات لغتها وللصناعات لغتها .. واعتمدت التصنيفات التي ترجح لغة على أخرى من حيث اعتمادها رسميا من الدول أو الأمم المتحدة أو المنظمات غير الحكومية في العالم”.
وقالت :” إذا أراد لبنان أن يتكلم عن إرثه الثقافي، لتكلم بألسنة شعوب الأرض كلها، كمياه البحر كنا، حملنا الحضارات الى العالم بسفن من خشب الأرز صدرت الحرف والشعراء والادباء والعلوم، وهل يسامحني إيليا أبو ماضي لواستحضر اللغة الى هذا الشاطئ، تحكي لنا قصتها وطفولتها يوم أبحرت من عندنا أبجدية من اثنين وعشرين حرفا وأسست للغات العالم كلها”.
وختمت :” ها نحن اليوم نرد الحرف من حيث انطلق، فلنعاتبه لماذا كون الابجدية وسمح أن تتنوع منها لغات الأرض ، ولهذه الشواطئ والجبال لغتها العربية تميزت بها ومعها فأزهرت ثقافة وعلما، وإذا كان للعالم لغاته فلنا لغتنا، فيا حملة راية اللغات والحضارات أتحفونا وأفرحونا بعظمة اللغة العربية ولنفتخر سويا بلغة سيبويه والمتنبي وجبران خليل جبران.
جبرا
واعرب جبرا في كلمته باسمه وباسم الجامعة اللبنانية الاميركية عن اعتزازه لمشاركته في هذه الندوة في ” مدينة الحرف التي صدرت الابجدية الى العالم أجمع، فصار الفكر معها أكر فاعلية وقدرة على التعبير والإبداعِ والإنجا”ز”
وقال :” إذا كان لا بد من التنويه ، فإنني أشير أولا الى “برنامج تعليم اللغة العربية في الجامعة اللبنانية الاميركية”، الذي أخذ على عاتقه، منذ ان إنطلق، ان يكون على غرار اولئك الذين إختاروا، منذ ان كانوا، الإبحار مع العقل، نحو الآخر، للإرتقاء به، من خلال اللغة، نحو الأنسنة المطلقة، فكيف لا تكون جامعتنا معنية إذن بإحياء هذه الإحتفالية، هي التي اختارت سفينة العلم شعارا لها، حاملة تطوير مفاهيم التعبير عند الانسان، فكانت مهمتها، منذ ان أبصرت النور في العام 1835، مدرسة رائدة لتعليم الإناث في السلطنة العثمانية”.
وأضاف :” ربما ليس من قبيل الصدف، ان تتم الدعوة الى هذا الاحتفال، ولبنان – والعلم – يحتفل بالذكرى المئوية الثانية لولادة المعلم بطرس البستاني، ذاك الرائد الذي حفظ للبنان موقعه القيادي في حفظ وصون وتقديم اللغة العربية، من خلال وضعه “دائرة المعارف” و”محيط المحيط”، مقدما للعرب معجما لغويا حديثا، متزامنا مع فتوحات لغوية، علمية – ادبية، أتحفنا بها ناصيف اليازجي وولده ابراهيم، مقدمين لنا نتاجات لن تضمحل، مثل : “طوق الحمامة” و”مجمع البحرين” و”فصل الخطاب في أصول لغة الأعراب” و”نجعة الرائد”، فعبدوا الطريق نحو الشعور القومي الذي عم العالم العربي، وكان السبب الرئيس في ولادة دول هذه المنطقة.”
واردف :” بهذه الروحية وهذه المسؤولية الملقاة على عاتقنا نجتمع، وهمنا، كل همِّنا، ان نحفظ هذا التراث في أزمان العولمة والابتعاد عن اللغة وأصولها، مسلطين الضوء على لغتنا العربية على جذورها، شكلها، التحديات التي تواجهها في زمن العولمة.”
وختم :” إنها مهمة ارتضينا بها لأنفسنا تحديا، وأنتم عل ذلك شهود.
وبعد استراحة قصيرة بدأت سلسلة المحاضرات حول تطور اللغة العربية وتأثيرها في الهجرة ووقع اللغة الانكليزية على اللغة العربية وغيرها من المواضيع .
وطنية