عقدت ظهر اليوم ندوة صحافية في المركز الكاثوليكي للاعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام عن رسالة قداسة البابا فرنسيس لزمن الصوم “إنما أريد الرحمة لا الذبيحة” (متى 9، 13)، ومواعظ الصوم، شارك فيها رئيس أساقفة بيروت للموارنة رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبده أبو كسم، رئيس عام جمعية الآباء المرسلين اللبنانيين الاب مالك بو طانيوس، رئيس مزار سيدة لبنان حريصا الأب يونان عبيد، وفي حضور رئيس مؤسسة لابورا الأب طوني خضرا، والأب انطوان عطالله، والإعلاميين والمهتمين.
مطر
بداية، رحب المطران مطر بالحضور، وقال: “يسعدنا أن نلتقي بكم في صبيحة هذا اليوم المبارك الذي فيه نستعد مع أيام هذا الأسبوع للبدء بزمن الصوم المقدس، هو زمن مبارك يقع ليتورجيا وطقسيا بين عيدي الميلاد والفصح”.
اضاف: “في هذا الزمن نذكر بصورة خاصة ربنا يسوع المسيح وهو ينشر إنجيل السلام في الأرض المقدسة منذ 2000 سنة، يعلم كلام الله، يلقي بذار هذه الكلمات في القلوب وفي الربوع، يشفي المرضى، يدعو للتوبة، يهيء لمجيء ملكوت الله. فنحن مدعوون في هذا الزمن إلى أن نتلقى من جديد كلمة الله، أن نتأمل به أن يدخل في حياتنا ويجددها لأن كلام الله هو حياة وتجديد. وفي المناسبة نعود إليه إن كنا عنه بعيدين بتوبة صادقة، ندرك أننا لا نستطيع أن نكون قريبين من الله إن لم نكن قريبين من بعضنا البعض، وبهذا يصبح الصوم زمن توبة وزمن رحمة”.
وتابع: “قداسة البابا فرنسيس أطلق هذا العام “سنة الرحمة”، وقال “أن الرب هو رحمة والرحمة هذه تزورنا وتغيرنا وبالاحرى أن نصبح رحومين بعضنا تجاه بعض، هذا الصوم سنحيا فيه الرحمة مثلما عاشت العذراء مريم رحمة الله فيها، هذه الرحمة سنحياها بعضنا مع بعض بأعمال رحمة مادية وروحية فنؤاسي بعضنا بعضا ماديا وروحيا ونبني كنيسة على هذا الحب وعلى الرحمة الإلهية بالذات”.
عبيد
ثم قدم الأب يونان عبيد كتاب مواعظ الصوم 2016 تحت عنوان “رحماء كالآب” منشورات الرسل، فقال: “بناء على رغبة مجمع الأساقفة والموارنة، قمت بإعداد مواعظ الصوم، تحت عنوان “رحماء كالآب”، ويتضمن الكتاب سبعة فصول موزعة على سبعة أيام الأسبوع:
– اليوم الأول “صوم يسوع” يتحدث عن مفهوم يسوع للصوم، فالصوم لا يقوم على الأكل والشرب، بل على علاقة حب بين العريس والعروس، وخصوصا عندما يركز الصائم على الرب ويعطيه الأولوية.
– اليوم الثاني “فرنسيس بابا الرحمة”، في هذا التأمل أتوقف عند النقاط الرئيسية لدعوته الى يوبيل الرحمة الإستثنائي، بعنوان “وجه الرحمة”، والتي حكي عنها الكثير.
– اليوم الثالث: “أريد رحمة لا ذبيحة” في هذا التأمل يشرح موقف يسوع من المرأة الزانية،الذي أوقف رجمها وملأها برحمته. وما قام به يسوع، إنه طلب من المرأة ألا تعود الى الخطيئة، لأن رحمة الله هي نور عظيم من الحب والحنان.
– اليوم الرابع “كونوا رحماء”، والتشبه بالمسيح الرحوم، والخوف من الدينونة.
– اليوم الخامس “أفعال الرحمة السبعة في مثل السامري الصالح”، يدعونا السامري في هذه القصة الى أن نجعل من عائلاتنا، ومؤسساتنا أماكن مضيافة في خدمة الحياة، لأن كل إنسان أمام المسيحي هو قريب. وما يصنع القريب هو الخروج إليه، وعيش علاقة الرحمة معه. إذهب أنت أيضا واصنع معه الرحمة.
– اليوم السادس: “ابن أصغر ورحمة أكبر”، إن التركيز في هذا المثل، يطال الأب. فهو المحبة في ينبوعها وكمالها. يحنو على ابنه العائد من بعيد، ويرفق بالإبن المقيم الغاضب، ليربح الإثنين، ويجمعهما تحت سقفه وفي سر محبته. هذه هي رحمة أبينا السماوي الفاعلة في حياتنا.
اليوم السابع: ” مريم، أم المراحم “، تدعونا لنتشبه بها خلال سنة الرحمة هذه، وتحثنا لنردد صدى صوتها يوميا في الكنيسة: “تعظم نفسي الرب… لأنه صنع بي عظائم ورحمته الى جيل الأجيال للذين يتقونه”.
ابو كسم
وفي الختام، تحدث الخوري أبو كسم، فقال: “قداسة البابا فرنسيس أعلن هذه السنة “سنة الرحمة”، زمن الصوم هو زمن الرحمة، زمن المصالحة مع الذات ومع الآخر، وزمن التوبة، يتوب فيه كل إنسان عن كل خطيئة وكل نقص، ويجعل من هذا الزمن زمن تفكير وتأمل بعد توبة حقيقية واعتراف بضعفه”.
اضاف: “باب الرحمة واسع جدا، ونحن كمؤمنين مسيحيين كهنة ورهبان وراهبات وعلمانيين مدعوون في هذا الزمن لعدم تضييق باب الرحمة في حياتنا، وعلينا كل يوم صوم أن نفتح باب الرحمة، ونتأمل بإنجيل الغني والعازار، فالرب سيحاسبنا على قلة الرحمة، ولنر بكل إنسان وجه يسوع المسيح المتألم المظلوم”.
واكد ان “الرحمة ليس بالمساعدة فقط، بل بالكلام، بتعزية محزون، بمؤاساة موجوع، بمساعدة إنسان بحاجة للمساعدة، كل هذه الأعمال علينا القيام بها خلال زمن الصوم”. وقال: “زمن الصوم هو زمن المصالحة، لنتصالح مع ذاتنا أولا برفع الحقد والتشفي والتحدي والأعمال التي تبعدني عن أخي الإنسان، ونحن كمسيحيين عشنا منذ اسبوعين زمن مصالحة بين حزبين كبيرين في لبنان بعد خلاف مستحكم، هذه المصالحة تخدم كل الشعب اللبناني. نستهجن كيف أن بعض وسائل الإعلام كانت ضد هذه المصالحة كأنه ممنوع علينا أن نتصالح، نحن مع استكمال هذه المصالحة بين جميع المسيحيين كما جاء أمس في بيان المطارنة الموارنة لتضميد كل الجراح والعودة لك إنسان حقوقه، فالمصحالة تبني والخلاف يهدم، وندعو الجميع إلى استكمال هذه المصالحات لنصل إلى فجر القيامة”.
وتابع: “وأخيرا زمن الصوم هو زمن التوبة، هو أن أعرف ضعفي، أن أتوب، التوبة عن التجني وتشويه الحقائق واستعمال سلاح سلطتي ومركزي وسلاح إعلامي لأدمر الآخر، وللأسف اليوم هناك حملة مركزة على الكنيسة وعلى المسيحية وعلى رجالات الكنيسة، نحن نسأل ما هدفها، من وراءها، ومن تخدم؟”.
وقال: “قداسة البابا يدعو جميع المسيحيين على مختلف مسؤولياتهم أن يحكموا ضمائرهم وخصوصا رجال الإعلام، فالإعلام اليوم هو مفتوح على كل العالم، فمن غير المسموح أن نعتدي على كرامات الناس، ومن غير المسموح التجريح في الجسم الكهنوتي في الكنيسة. نحن مدعوون لحفظ وجه الكنيسة التي هي أمنا وهي الحضن الذي يجمعنا، مهما تجبرنا وتكبرنا، ومهما نملك من سلاح، فالسلاح الأقوى هو الصلاة والصلاة هي سلاح الكنيسة”.
وختم بالقول “أدعو كل المؤتمنين على وسائل الإعلام وخصوصا المسيحيين منهم، إلى ترميم ما جرحتم من كرامات الناس”.
وطنيّة