نظمت “الحركة الثقافية في أنطلياس”، ندوة عن كتاب “التوراة والتاريخ” للأب العراقي سهيل قاشا، في إطار “المهرجان اللبناني للكتاب”، شارك فيها عبدو لبكي وجوزيف مفرج والأب قاشا، أدارها الأباتي الدكتور أنطوان راجح، في حضور عدد من الإكليروس والمدعوين وزوار معرض الكتاب.
الاباتي راجح
بعد النشيد الوطني، ألقى مدير الندوة الأباتي راجح كلمة، مهد فيها موضوع الكتاب، وأشار إلى أن “أرض كنعان وحدة جغرافية سميت الهلال الخصيب، وهي منطقة ترويها أنهار على جانب من الأهمية، فقد احتوت منذ أقدم العصور عددا كبيرا من السكان ونمت فيها مراكز حضارية هامة”.
وتناول حقبة سبقت دخول فلسطين في التاريخ، حوالى السنة 1200 قبل المسيح. ولفت إلى أن “الباحث الموسوعي العراقي من بخديدا شرق الموصل، يكشف نصوصا مسمارية صبغت الحضارة القديمة، فيفتش فيها عن مرتكزات للتوراة وآلية تطورها”، متطرقا الى “تواصل تنقيب لفترة خمس وعشرين سنة، استنطق فيها الكلمة الجامدة، وقارن الاقتباسات، واستجلى الواقع من الخيال في بطون المصادر، ومتون المراجع”.
لبكي
وألقى لبكي قصيدة عن المؤلف والكتاب، فأشار إلى أن “التوراة في الإيمان المسيحي تعتبر جزءا أساسيا من التراث الديني، وقال: “لا نزال حتى اليوم نطلق على العهدين القديم والجديد عبارة الكتاب المقدس، فيما للفظة مقدس بعدٌ لاهوتي يتصل بالذات الإلهية”.
وشرح لبكي معنى مقدس، وتناول “مفهوم الله، وعلاقة العالم المادي بالعالم الروحي”، واعتبر أن “الحرية هي جوهر الله التي منحها للكائن الحي”، مشددا على أن “المسيح وحده الطريق والحق والحياة”. ورأى أن “التكفير ليس بدعة جديدة بل عقيدة متأصلة في نفوس الخارجين على إرادة الله”.
مفرج
أما ناشر الكتاب مفرج، فلفت إلى أن “القصد من تحقيق “التوراة والتاريخ” هو إعادة بناء الحقائق في رونق من الصدق المتجرد المتعالي عن الهوى والتحامل، لأن أسمى ما تتصف به فلسفة التاريخ هي حضارة يصقلها الصدق في الفهم والرؤيا، والأمانة في النقل لكي يحولها الرشد إلى عبر يتم بها التصحيح والتحاشي، لا للتغني بالأمجاد، إنما إحياء للتاريخ في زمن تبلبلت فيه المفاهيم وأصبحت الحاجة ملحة للاجابة على أسئلة وتساؤلات تفرض الوعي والاستدراك لمفاهيم وثقافة علم التاريخ، لأن المؤرخ لا يؤلف تاريخا أو يكتبه إنما يقرأ تاريخا”.
وطنية