أقيمت ندوة في قاعة مار الياس – انطلياس حول كتاب جديد لرئيس الدير والرعية الأباتي أنطوان راجح، عنوانه: “دير مار الياس-انطلياس، في مئويته الأنطونية الثالثة”. شارك في الندوة الرئيس العام للرهبانية الانطونية الأباتي مارون أبو جوده، الدكتور عصام خليفة، والأستاذ بسام فريد أبو فاضل، وأدارتها الاعلامية فيوليت البلعة.
حضر الندوة وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية في حكومة تصريف الأعمال بيار رفول ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب إدي البي اللمع، مجيد العيلة ممثلا رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، والوزيران السابقان روني عريجي ودميانوس قطار، ميشال قماطي ممثلا الوزير السابق وديع الخازن، رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد، والمطارنة: سمعان عطاالله، سمير نصار، دانيال كورية، إدوار ضاهر، جورج أسادوريان، والمطران كميل زيدان ممثلا بالمونسنيور ايلي صفير والمطران مارون العمار ممثلا بنائبه العام المونسيور مارون كيوان، والرئيسة العامة للراهبات الأنطونيات جوديت هارون، السفيران جورج خوري ووليم حبيب، العقيد فرنسوا رشوان ممثلا مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، العقيد مروان صافي ممثلا مدير عام أمن الدولة اللواء طوني صليبا، سركيس سركيس، رؤساء بلديات، قضاة ومحامين، وحشد من الكهنة والرهبان والراهبات، ومن أبناء نابيه وانطلياس.
أبو جوده
بداية تحدث الرئيس العام فقال: “يستحق ديرنا مار الياس في انطلياس، كما مهدنا في المطبوعة، أن يفرد له كتاب خاص يوثق ما أرغفته النعمة في الشؤون الوطنية والرعوية والاجتماعية، على أيدي رهباننا الأقدمين والحاليين، مع معاونيهم الكثر من الإخوة والأخوات، فيحفزنا مع الآتين على استمداد زخم التجدد من رحم الأمانات، وعلى فتح المزيد من آفاق الثبات في بذل الذات والخدمة، بتناغم كلي مع أحبار الكنيسة، ومع المسؤولين كافة.
وقد أثنينا على عمل أخينا الأباتي أنطوان راجح، رئيس الدير وخادم الرعية، خصوصا وأن جهده هذا يأتي من ضمن الاستعدادات للاحتفال قريبا باليوبيل المئوي الثالث على تسلم رهبانيتنا الأنطونية خدمة المقام العريق والملهم في انطلياس. معه وجهنا التحية لجميع الرهبان الذين سجلوا حضورا طيبا، سابقا وراهنا، فأجزنا بكل فخر، طباعته ونشره”.
خليفة
وركز الدكتور خليفة في مداخلته على ست نقاط: النقطة الأولى تتعلق بمسار الأباتي البحثي فهو “ألف 30 كتابا وعشرات الدراسات”. في النقطة الثانية ركز على أهمية موقع انطلياس ودير مار الياس وما ورد في الكتاب عن دوره التربوي (المدرسة) والثقافي (دور الأب بولس الأشقر في تعليم الموسيقى لعاصي ومنصور الرحباني). ونادي الشراع ونشاطه (1965 – 1975). والحركة الثقافية منذ نشأتها 1978 مع الأب ميخائيل معوض ونشاطاتها على مختلف الصعد (ندوات، مؤتمرات، مهرجان كتاب، تكريم اعلام الثقافة، منشورات، مواقف…).
وفي النقطة الثالثة تطرق الى عاميتي انطلياس عام 1820 و1840 ثم الى البيان الثقافي الوطني الذي صدر في أيار 1988 بعد مؤتمر شارك فيه اكثر من 50 جمعية ثقافية. وبعد ذلك (1996) بيان الحريات. في النقطة الرابعة يوثق المؤلف الحركات والجمعيات والجماعات الراعوية. وتناول في النقطة الخامسة الدور الاقتصادي للدير وبخاصة مهرجان الليمون. وفي النقطة السادسة ركز على أهمية الكتاب للباحثين على علم الاجتماع الديني وحركة الأفكار. إضافة الى وجود صور ووثائق تنشر للمرة الأولى.
وتمنى خليفة “ان تساهم الكنيسة، من خلال مجتمع المعرفة ومن خلال اصلاح الأوقاف ان تواجه الازمات الوجودية التي تعصف بالوطن على المستويات كافة”، وقال: “الاباتي راجح، من خلال عمله الثقافي الموصول، هو من العاملين لقيام مجتمع المعرفة في وطننا. وان تطبيق توصيات المجمع البطريركي الانطاكي وقرارات البابا فرنسيس هي في خدمة الانسان في لبنان وفي كل اصقاع العالم”.
أبو فاضل
أما أبو فاضل فاعتبر أن “الاباتي راجح ينشر كتابه اليوم حول الدير، في مئويته الثالثة، وهو الأشمل والأعم والأكمل، وبما أسعد الراحلين في دنياهم الأبدية، وسيثلج صدور الأحياء، مقدما لهم مرجعا شاملا كاملا للدير والبلدة والرهبانية ولبنان”.
أضاف: “إن في كل ما كتب الأباتي وفاء لا حدود له ولا نضوب! فنتمنى أن يتعمم الوفاء في العموم وفي المسؤولين دينا ودنيا، لكل من يبذل من ذاته في سبيل الخير العام، تقديرا وعرفانا بالجميل!”.
راجح
أخيرا، كانت كلمة شكر للأباتي راجح، قال فيها: “إن تاريخ دير مار الياس حفل بفصول وطنية ورعوية واجتماعية وثقافية شهدت على أهمية اللقاء والحوار، وعززت التآخي ورعت الصوالح المشتركة والمصالحات الوطنية والحرارة الانسانية، فأسهم في التصاعد أبدا على درجات الاتحاد والوحدة في التنوع، وفي إرساء القاعدة لبناء البيت المشترك والحفاظ عليه بروح متسام ومتسامح، لن نبلغ السيادة من دونه.
وفيه لمعت رعية كونت مرجعا رعويا وانسانيا وأنموذجا حيا للتفاعل الرسولي الذي يحيي الرجاء في القلوب، ويحفظ مكانا ومكانة لكل صاحب إرادة صالحة، ليواصل العمل، بجهد وسخاء، في جمع شمل العائلة الانسانية حول رأسها الأوحد، انعكاسا لشغفها به”.
أضاف: “إن الدير مستمر اليوم في مرجعيته، ويربض نبيه في متنه وفي متن البلدة العزيزة انطلياس. فهو إن رفع قبته ووسع جغرافيته، فذلك لاستقبال أفضل للحشود التي لا تتسع كنيسته العريقة لطوفانها في الإقبال على الأنشطة الرعوية والاجتماعية والثقافية والاجتماعية، على أنواعها كافة. فالمركز لا زال مزارا يزار يوميا، بل ساعتيا. إنه رسالة تعليم، وعبادة، ومركز توبة وارشاد، فلا تهدأ فيه الصلوات والاحتفالات الليترجية. وهو مركز ثقافي بامتياز، يقصد اللبنانيون وغير اللبنانيين حركته الثقافية من المناطق كافة. هو ملتقى الحضارات، وملجأ المتجددين، ومطلق المبدعين. إنه خلية، بل خلايا ينعشها الروح، فيعضد الضعف ويحمل كل ما يؤول الى الخلاص”.
وتخللت الكلمات معزوفات موسيقية أحيتها الأوركسترا الفيلهارمونية لقوى الأمن الداخلي، بقيادة العقيد زياد مراد، وإنشاد شادي هيدموني وماريا عازار.
في الختام نخب المناسبة وتوقيع الكتاب للراغبين.
وطنية