نظمت كلية الإعلام والتواصل في الجامعة الأنطونية، في إطار شهر الفرنكوفونية، ندوة حوارية تحت عنوان: “الاعلام السياسي والفرنكوفونية: المخاطر والحدود” مساء أمس في الحرم الرئيس في الحدت-بعبدا. شارك في الندوة مديرة مختبر الاعلام السياسي في المركز الوطني للبحوث العلمية والاعلامية في France-Télévision وFrance-Inter ايزابيل فيرا ماسون ومدير المكتب الاقليمي للوكالة الجامعية الفرنكوفونية ارفيه سابوران والنائب غسان مخيبر الذي هو عضو المجلس الوطني للفرنكوفونية.
أدار الندوة عميد كلية الإعلام والتواصل الدكتور جوزف مكرزل في حضور جمع من الشخصيات.
بداية، كلمة ترحيبية ألقاها مكرزل اعتبر فيها أن هذه الندوة تتمحور حول موضوع غير تقليدي أقله في لبنان، حيث الإعلام السياسي يعاني الفوضوية والتشويش. ومما قاله: “عندما لا تكون اللغة الخشبية هي المعتمدة، نجد أنفسنا أمام تبادل للشتائم والاهانات أو التمجيد”، لافتا الى أن “أهمية الموضوع تكمن في المخاطر التي تتعلق بالاعلام السياسي في لبنان، إذ تتعدى إطار الممارسة الديموقراطية لتتحول الى مادة محفزة تجمع المواطنين على أساس انتمائهم الديني والطائفي على حساب مواطنيتهم وهويتهم الوطنية”.
من جهته، حدد مخيبر ثلاثة مجالات بحث لمناقشة تأثير الفرنكوفونية على الاعلام السياسي والواقع اللبناني: القانون، المنطوق السياسي والاعلام. وانتقد النظام اللبناني واصفا إياه “بالنظام الأوليغارشي الفاسد”، متسائلا “كيف يمكن للاعلام أن يغير النظرة السيئة التي يكنها الناس لأهل السياسة في وقت تتقاسم الطبقة الاوليغارشية وسائل الاعلام؟”
وذكر أن “معظم النصوص التشريعية في لبنان تستوحي من النصوص الفرنسية”، مشيرا الى أن “الثقافة الفرنكوفونية تسيطر أيضا على لغة التخاطب السياسي اليومية”. وأشار الى أن “الإعلام الفرنكوفوني، وان كان الى تراجع بعد احتجاب عدد من المطبوعات، إلا أنه لا يزال يشكل المصدر الأول للبعثات الديبلوماسية مثلا للاطلاع على المعلومات”، لافتا الى “ضرورة الحفاظ على هذه المكتسبات وتمتينها عبر أنشطة وأعمال هادفة”.
بدورها، تحدثت ايزابيل فيرا ماسون فأثارت مسألة الإعلام السياسي في مواجهة الاعلام المفرط. واستعادت بالتفصيل مراحل تطور الوسائل الإعلامية من المنشورة الى الاعلام الرقمي والالكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي، مرورا بالراديو والتلفزيون، وتطرقت الى تأثيرات الديموقراطية والقواعد التي فرضتها على الممارسة الاعلامية. كذلك توقفت عند “التغيرات في المشهد الإعلامي وانعكاساتها على المتلقي والمخاطر التي نتجت من تطور هذه التقنيات وتقدمها وتحولها وسيلة نفوذ وضغط، كغياب الضوابط في السلوكيات والممارسات وسقوط الحدود الجغرافية، والمزج بين العام والخاص وسيطرة الرأي على الوقائع وتحول كل مواطن متلق، سواء أكان مطلعا أم لا، الى منبر اعلامي في حد ذاته”.
بعدها كانت كلمة لمدير المكتب الاقليمي للوكالة الجامعية الفرنكوفونية ارفيه سابوران أكد فيها أن “للفرنكوفونية مستقبلا في منطقة الشرق الأوسط، خصوصا من خلال انتشارها في 13 بلدا”. وتطرق الى القيم التي تحملها الفرنكوفونية، معتبرا أن “هذه الأخيرة تتعدى مجرد فكرة النطق باللغة الفرنسية، لتطال قيما ثقافية وإنسانية واجتماعية جامعة، يضاف اليها المهارات والتعددية ثقافية، وهي من أهم القيم التي تجمع دول العالم الفرنكوفوني”.
وطنية