نظم “مركز الشيخ نهيان للدراسات العربية وحوار الحضارات” في جامعة البلمند ندوة عن كتاب البطريرك يوحنا العاشر بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس “تحديات الوجود المسيحي في المشرق” في مركز الشيخ نهيان، في الحرم الرئيسي للجامعة.
شارك في الندوة مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار، رئيس الكنيسة الإنجيلية الوطنية في لبنان القس حبيب بدر، رئيس مؤسسة الإمام شمس الدين للحوار الدكتور ابلااهيم شمس الدين. وحضرها البطريرك يوحنا العاشر ورئيس جامعة البلمند إيلي سالم، وعدد من المطارنة والعمداء والمدراء والطلاب.
وتناول المتحدثون هذا الكتاب الذي “يحمل شمولية الرؤية الرعائية للبطريرك ببعديها الأنطاكي والعام والتي تنطلق من الأسس الإيمانية الأرثوذكسية لتلاقي الإنسان المشرقي في تحديات وجوده في عالمنا الذي تمزقة الحروب العبثية وتدمر سلم القيم التي قامت عليها مجتمعاتنا وأهمها: الإخاء والتناغم والتعاون من أجل خير كل إنسان بعيدا من أي تمييز”.
يوحنا العاشر
وشكر البطريرك يوحنا العاشر الذين شاركوا في هذه الندوة مساهمتهم، وخص سالم بالشكر، وجامعة البلمند التي أصدرت الكتاب. وأعرب عن فخره ب”هذا الصرح الجامعي الذي يمتد على كل الأراضي اللبنانية”. وشدد على “أهمية أن يدرك الإنسان أن معنى الوجود الإنساني أن يدرك الإنسان وجه الآخر”.
الشعار
وأشاد المفتي الشعار بجامعة البلمند “هذا الصرح العلمي، وبمركز الشيخ نهيان الذي أعد لكي يكون ملتقى علميا وثقافيا للحوار ولتقريب المسافات ومد الجسور بين المسلمين والمسيحيين”.
أضاف أن هذا اللقاء “مهم أولا بوجود صاحب الغبطة متقدما هذا الحضور النخبوي، العلمي والفكري. وسلط الضوء على كتاب البطريرك الذي “يحمل من مضامين الفكر والثقافة وإشارات القيم الانسانية، ما يجعله سفرا يشكل مرجعية لقضية الإنسان والتلاقي والتعايش والتعاون في مسيرة بناء الإنسان”.
وشدد على ان “الإسلام في كل تعاليمه حفظ خصوصيات الآخرين مستشهدا بالكثير من الآيات الواردة في القرآن الكريم. وختم بالتأكيد أن “الوجود المسيحي يهم المسلمين كما يهم المسيحيين” و”كلما قوي الوجود المسيحي في الشرق قوي المسلمون وكلما ضعف يضعفون”.
بدر
بدوره، تحدث القس حبيب بدر عن الكتاب مشيرا إلى أن “من خلال هذا الكتاب، يمكن للقارئ أن يكون فكرة عن مسيرة صاحب الغبطة الرعوية والبطريركية”. وأضاف أن “هدف صاحب الغبطة في بطريركيته هو خدمة الإنسان كإنسان”، مشيرا إلى أن “غبطته يقول في كتابه: سيبقى الإنسان في إنطاكية محور الخدمة والرعاية”.
ولفت إلى “حرص البطريرك على كل الرعايا واهتمامه بها من لبنان إلى سوريا وفلسطين والعراق وكل الدول”.
شمس الدين
أما شمس الدين فتحدث عن “ضرورة الحوار”، مشيرا إلى أن “المسيحيين والمسلمين مشتركين في الثقافة والتاريخ وفي عبادة الاله الواحد”، مشيرا إلى أن “تحدي الوجود لا يتعامل معه بالقتال بل بمد جسور التواصل”.
وتطرق إلى إحدى مواقف البطريرك التي أشار فيها إلى أن “المسيحية والاسلام كما نعرف لا يعرفان منطق الأقلية والأكثرية، بل منطق التكامل والتشارك والعيش الواحد ضمانا لخير كل منهما”.
أضاف: “واهم من يعتقد من المسلمين أنه يقوى بإضعاف المسيحيين”، وسأل: “من يستطيع أن يعيش مشطورا من جزء منه؟”.
ولفت شمس الدين إلى أن “موقف البطريرك هو إصرار على وحدة الشعب، ووحدة الانتماء الذي يتلاقى مع مقولة الإمام الراحل محمد مهدي شمس الدين أن في هذا المشرق لا وجود لأقليات وأكثريات”.
وختم بأن البطريرك “آمن بالحوار وقبول الكل للكل وهذا جزء عميق من إيمانه الروحي”.
وأدار الندوة الكاتب والباحث أنطوان سعد الذي تطرق في كلمته إلى “أهمية الكتاب وصعوبة المهمة الموكلة إلى غبطة البطريرك يوحنا العاشر وإلى رمزية انتقاء ومشاركة المتحدثين في الندوة”.
بعد الندوة استضاف سالم البطريرك يوحنا العاشر والمشاركين على مأدبة غذاء.
وطنية