نظمت جمعية المرأة السريانية (SWA) ندوة بعنوان “تمكين المرأة صمام الأمان الاجتماعي”، في مطرانية جبل لبنان للسريان الأرثوذكس – السبتية، برعاية راعي أبرشية جبل لبنان وطرابلس للسريان الأرثوذكس المطران جورج صليبا وحضوره، وحضور ممثلة وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال ملحم الرياشي مستشارته للشؤون الفرنكوفونية اليسار نداف جعجع، ممثلة وزير الدولة لشؤون المرأة في حكومة تصريف الاعمال جان اوغاسابيان ندى مكي، رئيس دائرة الاحداث الآنية والريبورتاج في اذاعة لبنان كميل عبدالله وعدد من المتطوعين والمهتمين.
قدمت الندوة وادارتها الزميلة في اذاعة لبنان ساندرا عيد، بمشاركة مديرة البرامج في الاذاعة ريتا نجيم الرومي، منسقة برنامج PEER في لبنان والاردن والهند واندونيسيا اماندا شويتزر ممثلة ممثل هيئة الاغاثة الكاثوليكية في لبنان دونا راين ورئيسة الجمعية الزميلة ارليت خوري.
خوري
بداية رحبت خوري بالحضور شاكرة للمطران صليبا دعمه للجمعية مشيرة “الى ان نشاطات الجمعية هي ثمرة الشراكة مع هيئة الاغاثة الكاثوليكية منذ ثلاث سنوات، والتي شكلت نقلة نوعية للجمعية”، آملة “الاستمرار في هذه الشراكة”.
واعتبرت ان “الامان الاجتماعي لا يتحقق الا بالمساواة بين المرأة والرجل، انطلاقا من شعار الجمعية امرأة متمكنة، مجتمع واعد، ما يعني عائلة متمكنة على الصعيد الاجتماعي، الاقتصادي والثقافي ما يؤدي الى مستقبل واعد ومجتمع متطور”، مشددة على ان “تمكين المرأة هو حجر الاساس في الحصول على حقوقها، وهذا من شأنه تعزيز الديمقراطية في المجتمع”، لافتة الى ان “هدف الجمعية هو اعمال الاغاثة، وهي تعمل بالتعاون مع المطرانية في مساعدة آلاف العائلات النازحة على قدر امكاناتها”.
نجيم
ثم تحدثت نجيم عن دور المرأة في الاعلام، وأكدت ان “كما وجود المرأة في العائلة يعطي الامان والاستقرار والتوازن لكل افراد العائلة، كذلك في المجتمع حضورها اساس وضرورة”، واشارت الى ان “المرأة دخلت عالم الاعلام من الباب الواسع”، وتطرقت الى “تجربتها في اذاعة لبنان وتعاونها مع فريق كبير من الاعلاميات، اللواتي ساهمن في دفع الاذاعة الى الامام، متبعة سياسة الاعلام والانفتاح، الاعلام والسلام، الاعلام وحقوق الانسان، الاعلام واللاعنف والاعلام ورفاهية المجتمع، الاعلام النقي من عيوب التعابير السيئة الجارحة او العنصرية”.
ورأت ان “الام التي تربي اولادها على الخير تؤسس لوطن الخير، ولو طبق مجلس الامن الدولي القرار 1325 بشأن اعطاء دور للمرأة في منع النزاعات وفي محادثات السلام، لكان لبنان والوطن العربي وكل العالم بألف خير”.
وشددت على ان “المرأة هي القادرة على نشر الحب والسلام لتنعم مجتمعاتنا بالحياة التي نستحقها، ولنشرع الابواب في الادارات وفي مجلسي النواب والوزراء وفي كل مكان لنعيش بعالم خير وسلام”.
شويتزر
اما شويتزر فاعربت عن سرورها بالمشاركة في هذا اللقاء، وتحدثت عن دور واهداف هيئة الاغاثة الكاثوليكية، مشيرةالى انها “مؤسسة تعمل تحت سقف الكنيسة مركزها الرئيسي في اميركا، وهي متواجدة في اكثر من مئة دولة وتأسس مكتبها في لبنان منذ عام 1975، وان الدور الاهم الذي تقوم به هو الشراكة مع الكنيسة المحلية من اجل التنمية والعمل الانساني”.
ورأت ان “جمعية، كجمعية المرأة السريانية، هي عنصر اساس لدعم المجتمعات المحلية، لذلك نسعى للشراكة معها لبناء قدراتها ما يؤثر ايجابا على الاشخاص”، واشارت “الى ان مشروع PEER الذي تنفذه الهيئة حاليا، مبني على مساعدة الجمعيات والمؤسسات الدينية لبناء قدراتها للاستجابة بشكل افضل لحالات الطوارىء، وهذا ما نقوم به مع جمعية المرأة السريانية”، مؤكدة “الاستمرار في العلاقات مع الجمعية على الرغم من اقتراب انتهاء المشروع”.
صليبا
بدوره، تحدث صليبا واعتبر ان “المرأة هي كمال المجتمع وليست نصفه، وان بخلق المرأة امنا حواء، اكتمل المجتمع واكتملت الاسرة”، لافتا الى ان “اول مؤسسة في تاريخ الانسان هي مؤسسة الزواج، والا لما كان المجتمع ولما كانت الحياة”.
وشدد على “اهمية دور المرأة، وعلى الرغم من قوة الرجل فان ارادة المرأة اقوى، ومن خلال الممارسة عبر التاريخ نرى ان المرأة هي اولا لانها الحاضنة التي تحمل الانتقال والتعدد والتنوع البشري، لذلك نعتمد عليها”.
ورأى ان “في لبنان تقصير كامل بحق المرأة، لان المجتمع الشرقي هو مجتمع ذكوري مع انه في لبنان امكانات وقدرات لدى المرأة تفوق قدرات كثيرين من الرجال، ولسوء الحظ لم تصل الى المجلس النيابي المنتخب في ايار الماضي الا ست نساء وهذا قليل بالنسبة الى لبنان، لذلك هذا تقصير واضح فيه الانانية وفيه عدم الادراك لاعطاء المرأة ما نسميه كوتا على الا تقل النسبة عن 30 او 35 بالمئة”.
وشكر للنساء جهودهن في خدمة المجتمع، واثنى “على تحملهن المسؤولية بكفاءة وبراعة، وهذا امر هو من الكمالات في المسيحية لاننا كلنا واحد في المسيح والمرأة لها المقام الاسمى، وفي نظرتنا اللاهوتية نقول كما دخلت الخطيئة الى العالم بالمرأة بحواء الاولى خرجت الخطيئة من العالم بالمرأة الثانية التي هي مريم العذراء”.
واشار الى ان “جمعية المرأة السريانية تسعى لخدمة الاخ الضعيف الذي مات المسيح لاجله والذي تعتبره المسيحية جزءا من مسؤوليتها، والمرأة تكمل هذا الامر ونحن نعمل بواسطة مؤسسات محلية ودولية لمساعدة هؤلاء الضعفاء”.
وشكر صليبا “اذاعة لبنان هذه الاذاعة الام والمعبرة عن دستور وقوانين وكرامة لبنان”، داعيا الى “المزيد من التعاون”، خاتما بقول لسليمان الحكيم “لا تمنع الخير عن اهله حين يكون في طاقة يدك ان تفعله”، فعمل الخير ليست له هوية ولا جنسية ولا انتماء، بل انتماؤه هو لله الذي يفيض ببركاته وخيراته على الناس”.
وطنية