نظم “مركز الصفدي الثقافي”، بالتعاون مع “البيت الزغرتاوي” و”دار سائر المشرق”، ندوة عن كتاب “الفلسفة العيادية، حوار علاجي لهموم يومية” للباحثة كارولينا الخوري عبود البعيني أدارها الامين العام للإتحاد الفلسفي العربي الدكتور مصطفى الحلوة، وحاضر فيها كل من رئيس الإتحاد الدكتور وليد خوري والأستاذة في الجامعة اللبنانية الدكتورة نايلة ابي نادر.
حضر الندوة سامي رضا ممثلا وزير العمل محمد كبارة، الدكتور مصطفى الحلوة ممثلا النائب محمد الصفدي، إيلي عبيد ممثلا الوزير السابق جان عبيد، كمال زيادة ممثلا الوزير السابق أشرف ريفي، الشيخ ماجد الدرويش ممثلا مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، رئيس البيت الزغرتاوي انطونيو يمين، مدير المركز الدولي لعلوم الإنسان – جبيل الدكتور أدونيس عكرة ممثلا برئيسة قسم “التكوين على المواطنية” في المركز الدكتورة زينة المير، المديرة العامة لـ”مؤسسة الصفدي الثقافية” سميرة بغدادي، مديرة “مركز الصفدي الثقافي” نادين العلي عمران وحشد من أهل العلم والفلسفة والثقافة في طرابلس وزغرتا وضواحيهما.
الحلوة
بعد النشيد الوطني، رأى الدكتور الحلوة أن الباحثة التي تحكي في كتابها “حكاية العيادة الفلسفية من ألفها إلى يائها، عمدت إلى تبسيط الموضوع وتيسيره بما يجعله في متناول مختلف الفئات من غير المتخصصين بالفلسفة من منطلق دمرقطة الفكر وإنزاله من أبراجه العاجية”. وسجل للبعيني “إقتناعها بأن تأدية العيادة الفلسفية إلى علاجات وجودية عميقة، أظهرت أهمية الفلسفة وضرورتها، في عالم اليوم، ليضفي ذلك طابعا مميزا على روحانية الحياة المعاصرة”.
ثم تحدثت عمران معتبرة أن “هذا الموضوع غير المعروف وغير المعالج في العالم العربي سيضع الجميع أمام مثلث عيادي، العيادة الطبية الكلاسيكية، والعيادة النفسية والعيادة الفلسفية”. وإذ لفتت إلى أن “المركز وبقدر ما يشرع أبوابه لمثل هذه الفعالية الفكرية فهو فاتح قلبه للبيت الزغرتاوي ايضا”، معربة عن أملها في أن “تكون الدعوة المشتركة فاتحة لتعاون مستمر، بما يعزز من من وتيرة الحراك الثقافي في طرابلس، وعلى المستوى الشمالي”.
بدوره، اعرب يمين عن سروره لـ”ولادة مثل هذه الاعمال البحثية التي تأخذ منحى الريادة وتحمل الوان التجدد”، وأكد تعاون البيت الزغرتاوي و”مؤسسة الصفدي الثقافية” بدعم رسالة جمع الشمل الثقافي الوطني، لاسترداد القول والعمل، راية لبنان الثقافية، التي، وإن عوقت عواصف اللاثقافة، حركة شراعها، ستلاقي مجددا رياح النهضة، بغيث إنتاجي متميز وعشق لثقافة الحياة”.
وقبل الشروع بمداخلات المحاضرين، قدم نجل الباحثة كافلن البعيني وصلة موسيقية على البيانو.
واستهل الدكتور خوري الكلام فعرف العيادة الفلسفية على أنها “تحقيق عملي لمقولة المكان الذي تمتحن فيه الفلسفة نجاعة أنظمتها المعرفية على يد فيلسوف وطالب رأي أو استشارة”، لافتا إلى أن “الباحثة وعت خلال درساتها الفلسفة أهمية إقحام هذا العلم في حياة الناس لما يشكله من حاجة تأخذ بيد الإنسان في تجديد انتباهه إلى ذاته العاقلة وتدريب إرادته على الوثوق بها”.
ورأى في طرح الباحثة لموضوع العيادة الفلسفية “مغامرة تخوضها بشجاعة هادفة تحمل الكثير من الرسائل إلى أعداء الفلسفة من أعلنوا موتها”.
وأشارت الدكتورة أبي نادر خلال مداخلتها إلى أن “الباحثة في كتابها هذا أرست قولا فلسفيا عياديا بالعربية وفتحت حقبة جديدة من العمل الفلسفي الرصين والمنخرط في الشأن العام كما الخاص والمنغمس في روح العصر ومتطلباته”، واصفة إياه بـ”فاتح لمفهموم جديد لفعل التفلسف في المشرق العربي ويمكن طبعه ضمن سلسلة “ماذا أعرف” بما أنه يطرح للمرة الاولى أسس الفلسفة العيادية في أيام نحن في أمس الحاجة إليها”.
من جهتها، اشارت الباحثة إلى أنها “تهدف من خلال الفلسفة العيادية إلى إعادة دمج الفلسفة في تفاصيل الحياة اليومية ليصبح الفهم عمليا علميا أي دعوة الى الانتقال من الغموض إلى الفهم، إذ إن الغموض والتراكمات والمتاعب يسببها نقص في الوضوح وارتكاس في رغبة التفكير”. وإذ لفتت إلى أن “الفلسفة العيادية تعالج هموما يومية بكل ما للكلمة من معنى” وصفتها بـ”فسحة أمل بحوار مستدام بين الذات وذاتها وبين الذات والآخر لبلوغ إنسانية متعقلة”.
وشكرت البعيني المنتدين والمنظمين “لدورهم في هذا العمل الذي يشكل مدخلا لسلسلة جديدة بعنوان “أفكار جديدة للعالم العربي”.
واختتمت الندوة بتوقيع الباحثة كتابها للحضور، تلاه كوكتيل.
وطنية