الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- لبنان اوسيب – لبنان
غيّب الموت أمس كاثوليكوس كيليكيا للأرمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر، نتيجة أزمة قلبية، بعد عمر اتسم بالهدوء والتأمل والصلاة وخدمة الكنيسة في صمت.
والفقيد من مواليد القاهرة في 17 كانون الثاني 1940 وهو الخامس من بين ثمانية أولاد. تلقى دروسه الإبتدائية والثانوية في مدارس أخوة المدارس المسيحية في القاهرة، قبل أن ينتقل إلى المعهد الحبري اللاوني الأرمني في روما عام 1958 حيث أتم دراسته الفلسفية واللاهوتية في الجامعة البابوية الغريغورية. ثم سيم كاهنا في 15 آب 1965 في القاهرة على يد المطران رافائيل بايان.
وتولى الكاهن نرسيس مهمات كنسية وراعوية عدة بينها خدمة رعية كاتدرائية البشارة للأرمن الكاثوليك في القاهرة مع مواطنه الأب جان كسباريان الذي أصبح عام 1982 الكاثوليكوس البطريرك يوحنا بطرس الثامن عشر كسباريان وقد ربطته به صداقة راسخة، وفي عهده نال الدرجة الأسقفية في 18 شباط 1990 وأصبح مطران أبرشية الإسكندرية لمصر والسودان.
وإذا كان الأبوان جان ونرسيس ترافقا في رعاية كاتدرائية البشارة في القاهرة، ثم في سينودس الكنيسة الأرمنية منذ أن أصبح الأخير مطراناً عام 1990، فقد يكون انتخابه بطريركاً خلفاً لصديقه البطريرك كسباريان ليس من قبيل الصدفة، إذ بعد استقالة “البطريرك العالم” كسباريان في 7 تشرين الأول 1999 انتخبه آباء السينودس المقدس كاثوليكوس بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك متخذاً اسم نرسيس بدروس التاسع عشر. وتم تنصيبه في 24 منه.
ونشط الراحل الكبير في زياراته الراعوية متفقداً القطيع الذي تشتت في كل أنحاء العالم بعد مجازر 1915 وما أعقبها من ويلات، وتتبع خرافه من الأردن إلى فرنسا وأسوج وأوستراليا وبولندا وأوكرانيا وإيران وكسب – سوريا ومصر وحلب – سوريا والقدس وأميركا الجنوبية. وشارك في الزيارات التي قام بها البابا يوحنا بولس الثاني لكل من مصر (شباط 2000)، والأردن (آذار 2000)، وسوريا (أيار 2001) وأرمينيا (أيلول 2001).
في قداسه الأخير الساعة السادسة مساء أول من أمس الأربعاء في كاتدرائية القديسين غريغوار والياس في ساحة الدباس ـ وسط بيروت مع منظمة فرسان مالطا في عيد مار يوحنا المعمدان شفيع المنظمة، تحدث نرسيس الذي بدا تعباً وواهناً نتيجة جراحة له أجريت في ساقه، عن الحوار والمحبة والعيش المشترك.
وكما صديقه البطريرك السلف، رحل البطريرك الخلف في صمت ومن دون بهرجة…
وكما الأول… كان الثاني قديساً.
حبيب شلوق / النهار
