تواصلت نشاطات وفعاليات المعرض العربي والدولي للكتاب ال60 في يومه الخامس، في البيال وتضمنت ثلاث ندوات ومحاضرة وتخللتها تواقيع للعديد من الكتب والمؤلفات. وفي هذا الاطار نظم النادي الثقافي العربي ندوة بعنوان: ” التواصل بالعربية حوار بين المعلم والمتعلم”.وشارك فيها الدكتورة مهى جرجور،الأستاذة نهى الموسوي، الدكتور غازي يموت، الدكتور كامل فرحان صالح، ادارها باتريك رزق في حضور حشد من المهتمين والمثقفين.
رزق
استهل رزق بالقول أن هناك إشكاليات عديدة تطرح اليوم على طاولة البحث في لغتنا العربية ونحن أصحاب الشأن، ومن واجبنا تحمل المسؤولية، ومن واجبنا أن نستمع الى المتعلمين وهم جيل الغد أن نستمع الى آرائهم في طرق تدريسها وفي أسباب الانكفاء عنها رويدا رويدا والإقبال على التواصل باللغات الأجنبية أو بما يعرف اليوم بلغة “الشات”.
الموسوي
بدورها، اعتبرت الموسوي أنه في خضم عصر المعلوماتية والصورة بتنا بحاجة الى نهضة لغوية شاملة تلبي متطلبات العصر الذي نعيشه مع المحافظة على أصالة التراث، لذلك علينا تحديث التعليم بتطوير مناهجه لتواكب عصر الحداثة، فضلا عن تطوير أهلية المعلم للتعليم الإلكروني ونمكن المتعلم من لغته العربية مهاراتها الأساسة وأساليبها الوظيفية، فيما يخدم مجتمع المعلوماتية الجديد ومجابهة العالم المفتوح وثورة التكنولوجيا بفكر واع وتطويره وتأهيل لمتطلبات عصره وتحدياته بالتفكير والإبداع مع إتقان ثقافة الحاسوب ببرامجه العربية، وضرورة دعم مواقع تعليمية على الانترنت تهدف الى إعادة إحياء اللغة الأم كموقع” تواصل اونلاين” الذي يقدم مادة معرفية معاصرة الى المتعلم.
وختمت بالقول: “وأخيرا من أجل تعليم اللغة العربية بشكل أفضل يجب أن ينطلق الجهد التربوي في إطلالته على أبعاد المستقبل ومواكبته للتقدم العلمي والتكنولوجي وأستعداده لاستلهام “رؤى القرن الحادي والعشرين” ونقلها الى حيز التطبيق العملي.
صالح
وبعنوان “العربية وجيل اليوم: أزمة لغة أم أزمة حضارة؟”، طرح صالح سؤالا: هل اللغة العربية اليوم بوصفها لغة أولى أو ثانية، تعبر عن واقع الفئة الناطقة بها، ونفسيتها وعقليتها، وطبعها، ومناخها الاجتماعي والتاريخي؟ إن طرح هذا السؤال، يدفع المرء الى طرح مقاربة أخرى على خلفية التحديات الشرسة التي تواجه اللغة من قوى العولمة (Globalization) المتمثلة في المصالح المادية الناجمة عن الاتصال بالأجنبي، والتأثير الإعلامي القائم على الصخب والضجيج والتبشير باللغة الإنكليزية على أنها اللغة العالمية، وهي كذلك لأنها لغة من ينتج العلم والتقنية.
واعتبر صالح أن اللغة العربية لن ترقى بالمديح، بل بجهد أبنائها في العلم والحضارة والإنتاج، فقيمة اللغة تستمد في المقام الأول من قيمة أبنائها وإنتاجهم وإبداعهم، كذلك لن ترقى اللغة بجعلها صنما يعبد، لذا إن مستقبل اللغة العربية مرتبط بالتخطيط لها برؤية عالمية، وأن تحدد مكانتها ومشكلاتها برؤية عالمية أيضا، إذ إن نسبة الإنتاج العربي من العلم والمعرفة والكتب، ونسبة الترجمات العربية إلى مجموع الإنتاج العالمي مثلا، تعد نسبة ضئيلة بكل المعايير.
وخلص للقول: إن اللغة العربية وتلقيها على أبواب عالم جديد، يتخلى عن المقومات التي إعتمدها منذ العصور الحجرية حتى عهد الحداثة، كي يعتمد على مقومات علبة صغيرة، أو صندوق محمول على الحضن، يتحدى الخيال والذكاء والتقاليد… فهل نحن جاهزون؟ هذه هي القضية اللغوية، وذلك هو التحدي الحضاري أمام اللغة العربية في الكتابة والتعليم الإعلام”.
يموت
ومن جهته تناول يموت موضوع “اللغة العربية بين الفصحى والعامية” وأشار في معرض حديثه الى ضرورة الوعي بأهمية إتقان اللغة، وضرورته على كل الصعد: الوطنية والقومية والدينية وأن ضرورة مواجهة هذا الواقع، واجب قومي ملح، لا بد أن يستند الى الثقة بهذه اللغة وقدراتها، والثقة بالنفس، والإتصاف بالجرأة في مواجهة ما يطرأ عليها، وما تمر به من ظروف، وذلك بعقل واع، وخيال مبتكر، وفكر مبدع..
واعتبر أنه لا بد في مواجهة السلبيات، من معرفة الجوانب الإيجابية في لغتنا، في هذا العصر والتي تكمن في عدة أمور أبرزها ما تنطوي عليه اللغة العربية نفسها من نقاط القوة، الوجه الآخر لإنفتاح العالم العربي على ثقافات العالم، ولغاته، توزع الكلام العربي بين العامية والفصحى، تنوع التعامل العربي، وتردده بين الفصحى والعامية في شكل يومي وفي مختلف أشكال الخطاب.
وختم مداخلته بالقول: “إن النهوض بهذا الواجب القومي لا بد أن يشمل محتلف شرائح المجتمع، وجميع مكونات البيئة اللغوية، من مدارس وجامعات وصحافة ومختلف وسائل الإعلام والنشر الأخرى. كما أن وسائل الإعلام الوطنية والقومي، لا يمكن أن تكون في طليعة العاملين من أجل بناء الأمة، والمحافظة على قيمها وتاريخها، وشخصيتها وكرامتها، إن لغتنا هي هويتنا، وهي أساس حضارتنا، ومركز تقدمنا، ماضيا وحاضرا ومستقبلا. فهل نستطيع أن نتحمل هذه المسؤولية الكبرى، ونتخذ القرار المصيري الذي سيوقف إنحدارنا نحو التأخر والإنحطاط، والغربة عن حياتنا وحضارتنا… ويفتح طريق الأمل نحو مستقبل أفضل؟…
جرجور
وتمحورت كلمة جرجور حول “التكنولوجيا في قلب تعليم العربية: حاجة ومرتجى” وتناولت فيها التكنولوجيا في قلب تعليم العربية واعتبرت أنه وجب علينا أن نضعها ضمن علاقة جدلية، ونفكر فيها على أنها عامل حوار بين اقطاب ثلاثة هي المعرفة والعلم والمتعلم، تقوم على الاستقراء والتشارك، استخدام أدوات ذات قدرة تفاعلية بامتياز تركز على خطوات بناء المعرفة وتسهم في تطوير مواقف الانسان وكفاياته في المجتمع.
وتطرقت جرجور في كلمتها الى الأدوات التي توظف في خدمة تعليم العربية للتنظيم والتواصل وتحقيق فهم أسرع لبناء معارف متوقعة انطلاقا من مكتسبات مسبقة وتفتح المجال أمام الدراسات البينية لكن لا يمكنها أبدا أن تحل الطرائق التعليمية والتربوية لتخرج العربية من قمقمها، ويصير التواصل بالعربية جنبا الى جنب مع التواصل باللغات الأخرى وتربط العربية بالانجاز، فيخرج تعليمها من دائرة الكتاب والأدب لتنفتح على العلوم الأخرى، فتصبح أكثر اقترابا من متكلمها وتاليا أكثر تداولا.
محاضرة بعنوان: الحركة والسكون
وفي اطار نشاطات اليوم الخامس، نظمت مكتبة أنطوان ندوة بعنوان “سكون القضاء وحركة الاعلام، حول كتاب “الحركة والسكون” للأستاذ رمزي النجار شارك فيها النائب روبير غانم، الدكتور شادي كرم، السيد رمزي الحافظ في حضور حشد من المهتمين والمثقفين.
الحافظ
اعتبر الحافظ أنه يتشارك موضوعا الإعلام والقضاء والتواصل قيما متعددة، ويتشاطران الأهداف ذاتها إن العلاقة بينهما شديدة الوضوح الى درجة ان المرء قد يغفل أحيانا عن حركتها أو الانتباه الى سكونها حتى لتكاد تغدو غير مرئية ليس بعد قراءة هذا الكتاب الكاشف، ورأى أن رمزي النجار يميز بين “النظام القضائي” و”الإعلام”، لقاؤها لقاء صمت هادئ يدوي صدى صارخ.
وتساءل لماذا يتواصل القضاء وكيف؟ ليجيب بالقول أن الكاتب قد خصص فصلين للاجابة على هذه السؤال، مرتكزا الى دراسات تاريخية عن حالات نافرة وشهيرة مثلت القادة لأفضل الممارسات إن السلطة القضائية بحاجة الى التواصل من أجل تعزيز سمعتها، وصولا الى آخر حبات العنقود أشهاها… يدخرها رمزي النجار للفصل الأخير. فيه يفتح الباب على مصراعيه لاستعادة محاكمات ماضية هزت الرأي العام عبر التاريخ: محاكمة جان دارك، غاليليو، أناستازيا،…
وختم : “في العادة، تكون الكتب التي تتناول شأنا كالقضاء مملة، لكن هذا الكتاب يثبت العكس، فهو غير مألوف موضوعا ومقاربة، تقرأ كرواية مشوقة. لقد أسعفت أحداث وقصص ومراجع تاريخية الكاتب في حل لغز من قطعتين، من خلال دمج الممارسات المفككة، على الأقل في عقولنا حتى الآن. سواء أكان بهدف التعلم أو المتعة الخالصة، ينبغي قراءة هذا الكتاب.
النجار
في الختام، اعتبر النجار أن الاعلام في أزمة محلية بقدر ما هو أزمة عالمية: كلمات السر هي الخوف من موت الصحافة الورقية بقدر ما هو خوف من اعلام يخسر يوما بعد يوم دوره ورسالته في خضم عودة “الشعبوية” وغياب القادة الملهمين وبالتالي ضوء الصحافة والاعلام في انحسار ويخبو مع التطرف وصراع الحضارات المفتعل أو المستحدث، أما القضاء فهو في أزمة دائمة منذ ولادة البشرية، فالأداء لا يوفق التوقعات، عالميا كما محليا، القضاء في قفص الاتهام، في بطء معاملاته، في اتنساب أحكامه أحيانا، وفي عجزه المنطقي أمام “إبداع” الارهاب ومقدرة الاجرام على تخطي كل الحدود واستنباط كافة الأساليب التي تغلب كفة الشر على ميزان الخير في عالم استهلاكي، مادي، عنيف وعنصري ووحشي في تصنيفاته ومقاييسه.
وقال النجار: “طمحت الى نقاش مثمر والى تأريخ موضوعي ثاقب والى مصالحة الحركة مع السكون، بقدر ما سعيت الى كتابة علمية ومنهجية. أعتز ايضا بفصل “الثنائيات” وهو ظلال القضاء والاعلام، وهذا تقليد اعتمدته منذ كتابي السابق “وجهة نظر وسفر”. أردت أيضا أن أصحبها بتأليف شائق ومواءمة بين علم الخيال العالمي والمادة التاريخية الواقعية، فكان المزيج في استشراف أشهر القضايا القضائية الراسخة في الذاكرة البشرية والتي مسها أو لونها الاعلام أو سجل اضاءات خارقة فيها وله الفضل في استشرافها، لذا تجدون في القسم الأخير في الكتاب قراءة مسلية بقدر ما فيها من شغف وعبرة. قضايا مثل اغتيال جون ف كندي أو رفيق الحريري وكلاهما لغز ورمز في الشهاتدة كما في الاعلام. كما نجد محاكمات نورنبرغ وصدام حسين والكثير من ما رسخ في الذاكرة وتجذر عميقا.
محاضرة حول كتاب التنمية البشرية “ما وراء الحكايات اسرار من قوى الحياة”.
وفي اطار نشاطاتها لهذا العام، نظمت دار العلوم العربية محاضرة حول كتاب التنمية البشرية ” ما وراء الحكايات اسرار من قوى الحياة” ألقتها الأستاذة ايناس المارديني مؤلفة الكتاب، وقدمها مدير الدار الأستاذ خالد اسماعيل الناصر في حضور حشد من المهتمين والمثقفين.
المارديني
قالت مارديني في معرض حديثها حول الكتاب: “نحن أمة لا تقرأ، نحن أمة لا تقرأ تاريخها الحافل بالبطولات!، نحن أمة لا تركز إلا على حاضرها المزدحم بالمشكلات!، نسيا أو نسينا تاريخها المعطر بالانتصارات!، لذلك غيبنا اليوم، وتركنا على عتاب الحضارات!، توقفنا عن الانتاج، وأخذنا نستورد، ولم يقتصر استيرائنا على الماديات! وكأننا كففنا عن التفكير والتحليل فبتنا اليوم نستورد الأفكار، ونستورد العادات.
وأضافت: “عندما أرتدي ثوبا لا يشبهني، وعندما أتمثل صورة وعندما أستعير قوالب ليست على مقاسي، دون أن أراعي تربيتي وعاداتي وإحساسي، تختفى ملامحي، وتضيع شخصيتي بين الشخصيات وأنا هويتي، فهي في حيرة من أمرها، أشبه بطائرة تاهت بين المطارات.
وفيما خص الكتاب، اعتبرت أن “ما وراء الحكايات كتاب محمل بقوة كبيرة تجدها بين السطور والكلمات” محمل بالقضايا في زمن ضاعت فيه كثير من قضايا الإنسان، وتركت لغبار النسيان كتاب محمل بالأحاسيس والشجون، في زمن تحجرت فيه قلوب، وتجمدت فيه عيون… كتاب محمل بالتاريخ، في عصر السرعة والصواريخ… كتاب محمل بمشاعر نخفيها في حين ينبغى أن تظهرها، نكتمها في حين ينبغى أن نعلنها، نبخل بها في حين ينبغى أن نمنحها إنه مواقف صغيرة، ولكنها قد تتحول الى قوى كبيرة، ولكننا نعقل عنها في أوقات كثيرة إنه المفاتيح لحياة أفضل، ولنافذة تطل على منظر أجمل , إنه اسئلة تنتظر الإجابات، وحلول تختبئ خلف المشكلات . إنه دعوة للنظر من زاوية أحرى الى الحياة”
وخلصت للقول: “إنه دعوة من القلب لقراءة التاريخ من جديد وللنظر من خلال الماضي، الى المستقبل البعيد دعوة لاكتشاف أنفسنا، ففي دواخلنا المزيد. دعوة للتعرف على قادتنا العظام، ولمعرفة أن الأرض تكلمت العربية في يوم من الأيام. دعوة لك أنت لتغير شيئا من قدواتك، ولتنتظر قليلأ الى ما هو أبعد من شاشاتك القصص والحكايات كثيرة، ولكننا اليوم لن نكتفى بقراءة الحكايات بل سنغوص الى الأعماق السطور والكلمات، وسيكون كتابنا للقلوب المتعبة بوصلة تحدد الجهات، وماجا عاطفيا للحائرين والحائرات!
ندوة حول كتاب “السلفية والسلفيون الجدد من افغانستان الى لبنان” للدكتور سعود المولى
وفي اطار نشاطاتها لليوم الخامس، نظمت دار سائر المشرق ندوة حول كتاب “السلفية والسلفيون الجدد من افغانستان الى لبنان” للدكتور سعود المولى شارك فيها أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور ساري حنفي، الأستاذ نواف القديمي، في حضور حشد من المهتمين والمثقفين.
حرب
أدار الندوة الخبير في مجال التواصل السياسي الأستاذ مروان حرب الذي اعتبر أن أهمية كتاب الدكتور المولى تكمن ايضا في كون السلفية تشكل تحديا كبيرا للمجتمعات العربية لأنها تتنكر لكل التراث الفكري العربي وتختصر التاريخ والعقل والابداع والحضارة الإسلامية واللامفكر فيه في التراث وفق تعبير محمد اركون بنموذج عقائدي مغلق صالح لكل زمان ومكان. انها عملية اجترار وتكرار وتقديم الثابت على المتحول بشكل يشي بحالة من الإفلاس الفكري. انه منهج للتفكير من الوراء، يمكن تسميته بالمنهج الإنتكاسي أو الارتدادي، فيصبح التماس الماضي الفكري مخرجا اضطراريا للخروج من المأزق العقلي الراهن. السلفية تحاكي الهوية التائهة. لكن المخرج الذي تقدمه السلفية لهذه الهوية يشكل مأزقا أكبر من الذي تحاول السلفية الخروج منه لانه يتجنب مواجهة المستقبل ويكرس الغربة مع الحاضر.
حنفي
بدوره، رأى حنفي أن ما قام به المولى هو عملية متأنية بموضعة نظرية وتاريخية للوجود السلفي اللبناني ضمن سياق السلفية العربية التقليدية (وخاصة الوهابية والسورية) ومدارسها وتياراتها وفكك الصلة الغامضة والملتبسة بالتيارات السلفية الجهادية الناشئة والناشطة منذ 11 أيلول 2001. لقد نشأت السلفية كحركة إصلاحية ليس فقط في السعودية على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب بل أيضا في مصر من خلال الشيخ محمد عبده. وقد بدأت إصلاحية لأنها واجهت واقعا دينيا متجذر نحو التطرف في اتجاهات معينة.
واعتبر حنفي أن “المولى قد نجح في الكشف عن خبايا تطور السلفية في المنطقة وخاصة بعلاقاتها في الحركات الإسلامية الأخرى وكسر الكثير من التنظيرات التبسيطية الرائجة ذات النفس المؤامراتي والأمني، واصفا كتاب سعود المولى الهام بأنه يتسم بموضوعيته فقد قام بتوصيف وتحليل الظاهرة السلفية من دون أبلسة أو تبرير، ليترك للقارئ اعطاء الحكم القيمي الذي يريده. ولقد كتب بطريقة جد سلسة يستطيع استيعابها ليس فقط المتخصص ولكن القارئ العام.
القديمي
بدوره اعتبر القديمي أنه يوجد في التيار السلفي الكثير من التباينات بين شرائح سلمية، تحولها من إختيارات عقائدية الى ما هو أشبه الى الإنتماء الطائفي مرتبط بالوجدان والذات أكثر مما هي مرتبطة بالإقتناعات الفقهية وأن الحالة السلفية بدأت تشبه الحالة الشيعية أيضا، الشيعية من حيث إنها هوياتية.
المولى
وفي الختام، شكر المولى المنتدين على مداخلاتهم، وشدد على أن ما يسمى بالتيار السلفي في لبنان ليس واحدا موحدا، ولا هو تنظيم جهادي مسلح، أو عصابة تكفيرية إرهابية. كما أنه لا يمكن اختزال التيار بمعارك طرابلس أو بمعارك القلمون – عرسال. فهذا التيار كان موجودا بصورة أو بأخرى منذ مطلع القرن العشرين، ولكن تضاعفت أهميته في العقدين الأخيرين بسبب خروجه إلى المجال السياسي العام بعد سنوات طوال من الاكتفاء بالعمل الدعوي والخيري الاجتماعي.
وختم : “يمكن القول إن تزايد نشاط السلفيين في لبنان كان أيضا نتيجة من نتائج الثورات العربية على العموم، والثورة والحرب الأهلية في سورية على وجه الخصوص. وقد عملت الطبيعة الطائفية للصراع في سورية ولبنان لمصلحة “السلفيين الجدد”، الذين انخرطوا بشكل أو بآخر في أتون المعركة السورية. وهؤلاء هم ورثة التيار السلفي التقليدي، والتيار الإسلامي الجهادي، في آن واحد، كما إنهم يحملون خصائص جديدة.
ندوة حركة النشر والتعددية الدينية والمذهبية في ايران الثورة الاسلامية
وفي اطار نشاطاتها لهذا العام، نظمت المستشارية الثقافية للجمهورية الاسلامية الايرانية في بيروت ندوة بعنوان “حركة النشر والتعددية الدينية والمذهبية في ايران الثورة الاسلامية” ألقاها المستشار الثقافي السيد محمد مهدي شريعتمدار وحضرها حشد من المهتمين والمثقفين.
استهل المستشار شريعتمدار الندوة بالاشارة الى أن إيران، بلد تعددي بأديانه ومذاهبه وقومياته واتجاهاته، وتطرق الى الظاهرة الأخرى الجديرة بالاهتمام في إيران، وخاصة في خضم الصراعات المذهبية والطائفية الجارية في المنطقة، هي التعايش السلمي بين أتباع المذاهب الإسلامية.
كما قام المستشار الايراني خلال الندوة بتقديم عرض سريع للاسهام الفكري والثقافي والإعلامي.,
وأشار شريعتمدار إلى إحصاءات وأرقام عن واقع الحريات والنشاطات المتميزة للأقليات.
ندوة حول كتاب “الامة اللبنانية” للدكتور اسماعيل الامين
وفي اطار النشاطات الثقافية، نظمت شركة المطبوعات للتوزيع والنشر ندوة حول كتاب “الامة اللبنانية” للدكتور اسماعيل الامين شارك فيها الوزيرالسابق الدكتور سليم الصايغ، الاعلامي الأستاذ نصري الصايغ، وقدمها الأستاذ نهاد حشيشو وحضرها حشد من المهتمين والمثقفين.
حشيشو
اعتبر حشيشو أن المؤلف يخلص الى أنه أهدى الكتاب الى القرطاجي الفينيقي هاني بعل، هاني بعل المركب وفق صياغة شهيد لبنان الأول أنطون سعادة. هذا التمهيد، كما الاهداء، طرحهما المؤلف كإشكالين عسى أن يصل المحاضران الى تحديدهما، توضيحهما كما حصرهما، وصولا الى صياغة رؤى مستقبلية لخلاص هذه الأمة، الشعب العظيم، الشعوب اللبنانية، الوطن والمواطننون، الرعايا… ومهما كانت التسميات، من مأزقهم المفصلي الداهم، خطورة وضراوة واشتعالا. ذلك أن هذه الأزمة، المأزق في جوهرها حالة استقصاء جمعي اجتماعي سياسي وجودي لبلد جوفت مؤسساته ونخرت مقوماته التكوينية المادية المنتجة بعد الطائف الى حد الانهياء، كنتيجة لسيطرة وهيمنة تحالف طبقة فاسدة رأسمالية، طفيلية، ميليشوية، طائفية تحاصصية عليه، رغم موقعه الاستراتيجي المهم جدا في مساره المقاوم التاريخي من ضمن الاصطفاف الاقليمي والدولي الحاصل في عملية الصراع العربي الصهيوني الاسرائيلي.
سليم الصايغ
اعتبر الوزير السابق الصايغ أن الكاتب يطلق من دراسات حدثوية عن موضوع الأنتروبولوجيا الجديدة لبحث في مسألة الأمة اللبنانية وضرورة تخطي المفاهيم التقليدية للدخول الى إعادة تركيب فينيقيا كمدى حيوي يتفاعل فيه المواطن بعيدا عن الطائفية والترسبات التاريخية فهو بذلك يرود الحتمية الجغرافية والحتمية الجينية ليستخرج منها حتمية العيش معا على أساس الخيار الفردي المتمتع بهوية مركبة تنتمي الى العصر.
نصري الصايغ
من جهته تساءل نصري الصايغ في مداخلته ا: لبنان هذا، ماذا؟ أهو أمة أو كيان أو وطن أو دولة؟ أهو مؤقت أم دائم ونهائي؟ إسلامي أم عربي أم سوري أم لبناني؟ أو هو تلفيقة طوائفية أو صدفة سياسية؟. تصعب الإجابة، تكاد إستعادة التعدد هذا ومعرفة حقيقته، تنتمي الى الجدل البيزنطي. أعترف بقناعتي المبتذلة التالية: لبنان هذا، هو هذا، فخره كما هو، وكيفما شئت، وبأي إسم تشاء. ستصدق جميعها عليه. فهو كل تلك الأسماء، وليس واحدا منها.
وقال: “عندما أنهيت قراءة الكتاب قلت هذا كتاب أتعب صاحبه وفتنة التفكير وعقلنة اللا معقول. حشد له من الباب ما يفسر النتيجة التي بلغها، استند الى بعض المفكرين الغربيين ابرزهم ارنست رينان… انه لا يشبه الانتصار والعقائد والمبادىء والتصورات وواقع عمره مئة عام بكل علله وفضائله، فلنحاول أن نتصالح معه لا أن نصله. الأنهار العظيمة والمبادىء السامية لا علاقة لها بما يصنعه التاريخ ومما تجسده الوقائع.
تواقيع
وفي ما يلي تواقيع اليوم الخامس (الثلثاء 6/12/2016)
عبد الكريم بعلبكي لؤلؤ الحزن الدار العربية للعلوم ناشرون.
هدى غازي رحيق الذكريات. الدار العربية للعلوم ناشرون.
د. كريم علي “تأهيل أطفالنا وأسرار المراهقة”. دار المحجة البيضاء.
لورين القادري “أنثى وانا”. دار الفارابي.
د. سعود المولى “السلفية والسلفيون الجدد من أفغانستان الى لبنان”.دار سائر المشرق.
د. خليل عجينة “الركائز في فهم علم النحو”.دار النهضة العربية.
ثريا عاصي كتاب (حكاية حرب -الحرب على سورية 2011-2016). دار أبعاد.
د. فؤاد خليل “العروبة ركاز الامة”. دار الآداب.
عماد الدين رائف1897 “قصص بيروتية”.شركة رياض الريس للكتب والنشر.
الاديبة هدى وزني “المنظور الروائي في روايات أحلام مستغانمي”. دار عالم الفكر.
مها نعمة “ماذا فعلتم بلبنان ماذا فعلتم باللبنانين”. مكتبة أنطوان.
زنجبيل علوه بائعة الكبريت – برنامجي الصغير- وداعا للفوضى- قرية على الانترنت لعبة الكلام- أنا ألوان عالمي- هامستر يحب المزاج.دار أصالة.
د. فكتور سحاب زكي ناصيف العالم الموهوب الشحرورة صباح.دار نلسن.
وجيه قانصو”الشيعة الامامية، بين النص والتاريخ” .دار الفارابي.
برهان شاوي متاهة العميان منشورات ضفاف.
صلاح عاصي “الضياع” .دار غوايات.
قاسم متيرك حسيس دار الولاء.
اسماعيل الأمين “الأمة اللبنانية” دار المطبوعات للتوزيع والنشر.
نشاطات الاربعاء
في ما يلي نشاطات وبرنامج تواقيع يوم الأربعاء الموافق فيه 7 كانون الأول 2016.
4:30-6:00 ندوة حول كتاب ” في وصف الحب والحرب ” للسيد هاني فحص الوزير أ.رشيد درباس، السيد محمد حسن الامين، تقديم: الشاعرة نهاد الحايك. دار سائر المشرق.
4:30-6:00 محاضرة بعنوان:”علم الاديان” د.خزعل الماجدي مؤمنون بلا حدود.
6:00-7:30 تكريم مديري مدارس تربوية مميزة أ.نظيرة رمضان، أ.سناء بواب، أ.سمير حداد، أ.محمد العنان تقديم:أ. محي الدين كشلي النادي الثقافي العربي.
6:00-7:30 ندوة حول كتاب توفيق مهنا “ليبق الهلال السوري خصيبا” أ.عصام نعمان، د.خليل خير الله. دار الفرات.
7:30-9:00 ندوة: مناقشة كتاب ” راقصة داعش” لأسماء وهبة لمناسبة تحويل الرواية الى عمل سينمائي أ.قيس الشيخ نجيب، أ.فضيلة الفاروق.دار أبعاد.
7:30-9:00 ندوة حول كتاب “علمانية من عندنا” للدكتور امين الياس د.سعود المولى، د.باسم الراعي، د.اندريه سليمان، تقديم: أ. رينه أسمر هربوز دار سائر المشرق.
وطنية