نشاطات اليوم الأول لـ “المعرض المسيحي” في قاعات ديرمار الياس – انطلياس
ندوتان حول” العلاقة بين التعليم والاختصاصات وسوق العمل ”
و “توجيهات البابا فرنسيس الجديدة بخصوص دعاوى بطلان الزواج”
تابع المعرض المسيحي الرابع عشر الذي ينظمه الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان (ucipliban) في قاعات دير مار الياس – انطلياس نشاطاته المتنوعة . إذعُقدت ندوتان الأولى حول ” العلاقة بين التعليم والاختصاصات وسوق العمل ” والثانية حول “توجيهات البابا فرنسيس الجديدة بخصوص دعاوى بطلان الزواج”.
شارك في الندوة الأولى “العلاقة بين التعليم والاختصاصات وسوق العمل” كل من عميدة كلية التربية في الجامعة اللبنانية الدكتورة تريز الهاشم ، المدير العام للمؤسسة الوطنية للاستخدام جان أبي فاضل ، رئيس جمعية قدرات للحد من البطالة الأستاذ دال حتي ، رئيس الجمعية الخيرية للأبحاث والدراسات (ward)أُسامة غنيّم وأدارتها الاعلامية رانيا أبي نادر .
تحدثت الدكتورة الهاشم عن أهمية وضع استراتيجية شاملة ومتكاملة بين مختلف القطاعات الانتاجية في لبنان ، مشيرة الى فقدان أو غياب مثل هذه الاستراتيجية وكذلك التوجه الاقتصادي شبه مفقود . وأكدت أنه لا يمكن حل مشكلة البطالة بمعزل عن القطاع التربوي . وركزت على ما يُسمّى بالاقتصاد الابداعي الذي يعتبر توجهاً جديداً ، بحيث يعتمد على الثروات المحلية بما فيها الموارد البشرية والمادية ، وخلق ثروة تعتمد على هذه الموارد مثل الفن والتراث والسياحة والرسم والنحت … هذا هو جزء من الاقتصاد الابداعي الذي ينمو بسرعة أكثر من القطاعات الأخرى .
وطرحت الدكتورة الهاشم سلسلة من الأسئلة حول كيفية توجيه القطاع التربوي نحو الاقتصاد الابداعي ليكون القاطرة وليس التابع بحيث أنه عملية تبادلية بين الاقتصاد والقطاع التربوي انما في الواقع فمجالات التقاطع بينهما ضعيفة وهزيلة . ورأت أن الرأسمال البشري هو الثروة الحقيقية والأهم ، لكن تكمن المشكلة بأن الانفاق على التعليم يهدد الكيان اللبناني بسبب هجرة المتعلمين الى الخارج بحيث يستفيد منهم البلد الذي يحتضنهم ويخسرهم البلد الأم الذي أمّن لهم التعليم والشهادة .
وبعدما عرضت باسهاب المشاكل التي يعاني منها سوق العمل قدّمت الدكتورة الهاشم بعض الحلول لا سيما منها وضع استراتيجية اقتصادية تُبنى على أساسها استراتيجية تربوية ، انشاء مرصد وطني للاختصاصات والمهن ، اعداد توجهات وأهداف واضحة وان يكون القطاع التربوي هو المنارة الذي يُضيء الأهداف التي على أساسها تخّف نسبة البطالة ، مطالبة النظام التربوي بالاعتراف بمهنة تخصصية قائمة والاعتراف بالمهن التربوية كاختصاصات حديثة ومتجددة تفرض نفسها في سوق العمل واستشراف تحولات قطاع الانتاج واعتماد الطرائق التعليمية الناشطة والتفاعلية والارشاد التربوي النفسي والتفكير النقدي والتركيز على السلوكيات والقيم والأخلاق …
وتحدث المدير العام للمؤسسة الوطنية للاستخدام جان أبي فاضل عن أزمة الوظيفة ، مؤكداً أهمية التوجيه المهني لتنظيم سوق العمل . ولفت الى أن هذا الموضوع يتطلب دراسة شاملة حول أبعاد سوق العمل لمختلف قطاعات الانتاج ثمّ عقد لقاءات مع الطلاب حول ما يتطلبه السوق من اختصاصات لأن الحل يكون في قيام المواءمة والتوازن بين حاجة السوق والاختصاصات الجامعية .
وأشار الى مشروع “الوظيفة الأولى” الذي يُنفذ بالتعاون مع البنك الدولي ، لكنه متوقف حالياً لأسباب إدارية، مؤكداً بأنه مشروع حيوي ، مطالباً الجهات المعنية بالافراج عنه لأنه يؤمن التدريب والتوظيف لنحو 2400 شخصاً ، يعني أنه يوفر فرص عمل لمختلف الفئات في القطاعات كافة .
أما رئيس الجمعية الخيرية للأبحاث والدراسات أسامة غنيّم فطرح أسئلة لا سيما منها لماذا نتعلم ولماذا نعمل معللاً أجوبته بحقائق علمية . وتحدث عن مسارات التخصص في المهن والخيارات التي يواجهها أي طالب وعن الجامعات والمعاهد المهنية . وقدّم مقارنة بين ما يقدمه التعليم الجامعي والتعليم المهني بحيث أن الأول يركز على الأمور النظرية بينما الثاني على الأمور العملية . وأكد أن صاحب العمل يهمه المعرفة التطبيقية لأن غالبية المؤسسات الاقتصادية في لبنان هي مؤسسات فردية صغيرة تغيّر طبيعة عملها تبعاً لحاجة السوق ، من هنا تحتاج أكثر الى من يقوم بالعمل أكثر مما يخطط .
وتحدث رئيس جمعية قدرات دال حتي عن “اختصاصك …هو اختيارك لطول العمر” و طرح جملة من السيئات والحسنات ، وعرض عشر وصايا تساعد الشاب للنجاح في عمله ألا ومنها : اعرف نفسك وقدراتك ، كن صادقاً مع نفسك والمحيط ، تمتع بالحشرية المهنية ، دوّن لائحة بالأفضليات ، إقرأ سيرة الناحجين ، اتبع شعورك ، تشجع واسأل ، ثق بنفسك ، ضع مستقبلك بين يديك .
ولفت حتي الى أن الجامعات والمعاهد تصدّر سنوياً نحو 50 ألف طالب الى سوق العمل بينما يحتاج هذا الأخير نحو 14 ألف فقط ، فماذا تفعل البقية ؟ سؤال برسم الذين يضعون الخطط والاستراتيجيات الاقتصادية .
ندوة “دعاوى بطلان الزواج”
شارك في الندوة الثانية التي عقدت حول “توجيهات البابا فرنسيس الجديدة بخصوص دعاوى بطلان الزواج” كل من النائب البطريركي للشؤون القانونية والقضائية المطران حنا علوان ، رئيس المحكمة الاستئنافية للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي حداد، قاضٍ في المحكمة الاستئنافية المارونية الأباتي أنطوان راجح وقاضي التحقيق في جبل لبنان بيتر جرمانوس ، وأدارها رئيس غرفة المحكمة الابتدائية المارونية الأب مارون الهاشم .
تحدث في البداية المطران حنا علوان عن دور الأسقف في التجديد واعادة دعاوى بطلان الزواج الى الأسقف . واعتبر الأسقف بأنه أعلى درجة ووظيفة إدارة الأبرشية وهو المسؤول عن كنيسة صغيرة هي الأبرشية وهي الخلية المتكاملة التي على رأسها الأسقف وهو رأس الكنيسة ولديه ثلاث سلطات التشريعية والقضائية والتدريبية .
وتتطرق المطران ايلي حداد الى كيفية إعادة النظر في أصول محاكمات بطلان الزواج ، مستعيناً بعدد من مجموع قوانين الكنائس الشرقية . وأشار الى الرسوم والنفقات التي يتمّ العمل عليها لتخفيفها ، وتحدث أيضاً عن كيفية تحديد مسار الدعوى .
أما الأباتي أنطوان راجح فتحدث بايجاز عن الارادة الرسولية الجديدة بما فيها عن المطلقين المتزوجين وعن الاستئناف وامكانياته وكيفية الحصول على الطلاق ، مشيراً الى بعض الحلول لئلا يلجأ الناس الى جهات طائفة أخرى للحصول على الطلاق . وتحدث القاضي جرمانوس عن الاجراءات القانونية للحصول على بطلان الزواج وكيفية التحقق من الاستجوابات .
يتضمن برنامج اليوم السبت توزيع المنح الجامعية للطلاب الذين فازوا بالمسابقة التي نظمتها مؤسسة لابورا والتي تصل الى 200 منحة جامعية ،كما ينظم تجمّع المواقع الالكترونية المسيحية (MECAS)مسابقة التنشئة المسيحية عبر الانترنت ويتمّ اعلان النتائج فور انتهاء المسابقة . توقيع كتاب “الحياة الأخوية بحسب الروحانية الفرنسيسية ” ضمن مجموعة التراث الفرنسيسي للأب نضال أبو رجيلي الكبوشي . احتفال بمناسبة مرور مئة سنة على الابادة الأرمنية . وتُعقد ندوة حول”CD” للملحن طوني حرب يشارك فيها الدكتور في العلوم الموسيقية الأب بديع الحاج ، قائد الأوكسترا الوطنية الشرق – عربية المايسترو أندريه الحاج والكاتب والمؤلف الأب جوزيف دكاش .
هذا ويستمر المعرض الى السادس من كانون الأول ، يفتح أبوابه من العاشرة صباحاً الى التاسعة مساءً .
قسم الاعلام
منى طوق
منال طعمه