لقاء تكريمي لأصحاب انجازات من ذوي الاحتياجات الخاصة
لقاء حول “الغفران” وقراءة قصص للأطفال
تابع المعرض المسيحي الخامس عشر الذي ينظمه الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان (ucipliban) في قاعات دير مار الياس – انطلياس نشاطاته المتنوعة. إذ أقيم لقاء تكريمي لأصحاب انجازات من ذوي الاحتياجات الخاصة بعنوان”حقكم علينا” ولقاء حول موضوع الغفران.
في اللقاء التكريمي لأصحاب انجازات من ذوي الاحتياجات الخاصة، حضره العميد نقولا سلوم ممثلاً فؤاد مخزومي، لبنى عبيد عقيلة الوزير جان عبيد، المديرة العامة لمؤسسة الصفدي الثقافية سميرة بغدادي، الشاعر موسى زغيب وحشد من جمعية “أنت أخي” وشخصيات اجتماعية وثقافية وتربوية وأصدقاء المكرمين.
استهل اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني، ورحبت الاعلامية لارا سعد مراد بالحضور والمكرمين الذين تحدوا الصعوبات لاثبات وجودهم وتميزهم، وقالت:”نجتمع اليوم لنكرم أناساً وقعّوا ببصمات مضيئة على انجازات قاموا بها ورفعوا بها اسم لبنان، ابداعاتهم ليست كسائر الابداعات، فهي تحمل تواقيع مغمسة بالعرق والتعب والألم. إنهم مبدعون، حملوا آلامهم واحتملوها، لا بل تجاوزوها ليصلوا الى أبعد بكثير مما وصل اليه الأصحاء. إنهم أصحاب الارادة الحديدية والقلب الطموح والفكر المتجاوز حدود الجسد، الى حيث تحلق الروح وترفرف حرة من القيود، فرحة بانعتاقها من أسر المادة الجامدة”.
وتوجهت مراد اليهم”حقكم علينا لاننا لم نصل بعد الى حيث ترتفعون كل يوم. حقكم علينا لاننا نجهل معنى الصليب الذي تحملونه بفرح. حقكم علينا لاننا أعجز من ان ننظر الى انواركم المشعة إنسانية وحبا وابداعاً”، وأضافت “نحن مجتمع يدين باعتذار مزمن لاخوتنا هؤلاء ولذلك نقول لكم حقكم علينا”.
وكان لرئيس الاتحاد الكاثوليكي الأب طوني خضره تنويه بابداعات الأشخاص المكرمين، مستذكراً قصة جميلة ومؤثرة تروي وتختصر قصة فتاة لا تملك سوى اصبعبن تنفذ بهما محتوى الموقع الالكتروني”انجيل اليوم”، مؤكداً أن الانسان ليس بالحجم بل بالارادة.
زغيب: العطاء لا يُحد بأطراف الجسم
مع المكرم الأول الدكتور جميل زغيب طبيب الأطفال الذي أصيب في عز عطاءاته بمرض التصلب الجانبي الضموري، الذي اصابه بالشلل وجعله طريح الفراش عاجزاً عن الحركة والكلام والتنفس…ولم يبقَ له سوى حركة العينين وعليها اعتمد في كتابة تسعة كتب والعاشر قيد التحضير والقاء محاضرات في لبنان والعالم من خلال تكنولوجيا متطورة تجعل الكمبيوتر يعمل بواسطة حركة العينين. شكر الدكتور زغيب الاتحاد على مبادرة التكريم قائلاً” أشكركم وانا فخور بكم والحياة لا تُحد بأطراف الجسم، والعطاء نعمة نجسدها من خلال انجازاتنا المتواضعة”.
خليل: انتصرت على المستحيل وأبدعت
مع المكرمة الثانية الأديبة مي خليل التي قدمت شهادة حياة مؤثرة:”كنت في الثالثة من عمري عندما استفقت على الدنيا وانا اسيرة عكازتين أستند اليهما وجهاز أثبته في رجلي، كنت صغيرة واستفقت على مشكلة كبيرة وكنت أرى أن أحلامي لا تشبه أحلام الاطفال، وكان همي الوحيد هو إنني احمل عكازتين صغيرتين عاجزتين عن رسم احلامي.وبدأت أنظر الى الحياة من خلالهما. في البداية كانت الحياة صعبة وخالية من كل امل وتلاشت الحياة في داخلي وتلبد عقلي وتبعثر وجداني وبدأت حيرتي بمرضي تتحول همساً معنوياً بما يريده الله مني. شدني الله اليه فأبصرت نظره إليّ وشعرت بأنه يحبني ويراقب وجودي ويساعد الحياة فيّ، وألبسني ثوب القناعة بقدري المحتم ووجدت الحل بواسطة الايمان. وابتسمت لمشكلتي وصرت أرى كل المشاكل خرافية.وتعلمت من ايماني أن الصليب الذي احمله هو مصدر طاقة ويولد في أعماقي قوة مميزة ويخلق في كياني توقاً للتعرف الى قدسية الله” وقالت:”لا أُكرم لأنني املك قامة مديدة بل لأنني أملك قلماً وايماناً وابداعاً وانتصاراً على المستحيل…”
فريفر: الأبطال الحقيقيون هم الذين يحملون الألم
مع المكرمة الثالثة الاعلامية داليا فريفر التي أصيبت بفقدان النظر في ربيعها الثامن عشر، والتي نجحت بدخول كتاب غينيس للأرقام القياسية عن أطول بث مباشر على الهواء مع أكثر من 70 ضيفاً من مختلف الميادين. قالت في الأشخاص المكرمين “من أمثالهم كثر، ولا تعطى لهم الفرصة بأن يظهروا ابداعاتهم”. وقالت عن نفسها”داليا التي لا ترى فازت في المرتبة الثانية في المسابقة التي نظمها “صوت لبنان” بعنوان “الهوا الك” ودخلت كتاب غينيس. مسيرة داليا هي الايمان، نحن في زمن الصوم المبارك نشهد لأهمية الايمان، فالاعمى كان ايمانه كبيراً وكذلك المنزوفة والمخلع الذي تخطى زحمة الناس ليصل الى يسوع ليحصل على نصيبه من الشفاء. لا تخسروا الايمان. به نكسر كل العراقيل، نحن موجودون مع الرب ويسوع المسيح. إيماني ساعدني وعائلتي أيضاً “.
وأكدت فريفر أن الابطال الحقيقيون هم الذين يحملون الألم لأنهم في صراع دائم معه ورغم ذلك يبدعون ويتميزون. ووجهت نداء الى المجتمع الأهلي لاعطاء أصحاب هذه الاحتياجات الفرصة للعمل واثبات ذواتهم لأنهم قادرون على العطاء والتميز. وكلنا أمل بأن يطبق قانون الاندماج الاجتماعي لنعيش الحياة شأن الآخرين لأن المجتمع لا يكتمل إلا بأن يأخذ كل فرد مكانته”. وختمت”لكل منّا صليب اقتصادي أو اجتماعي أو جسدي ، مهما كان الصليب كبيراً يوصلنا الى القيامة الحقيقية”.
طوق: قررت أن أكون مميزاً
ومع المكرم الرابع ايلي طوق الذي منذ نعومة أظافره يتحدى المرض الذي جعله مختلفاً عن الأولاد الاخرين. قدّم شهادة حياة تنبض بالفرح والحب والحركة، قالها باللغة المحكية معبّرة وصادقة”اليوم جايي احكيلكن حكاية قلب، هو قلبي. طفولتي كانت صعبة مليانة وجع وأسى وكان أملي بأهلي يللي حبوني وساعدوني ودعموني، وكانو بحاجة لسند تيكفوا، الله حط بطريقنا سيزوبيل”أنت أخي” هني عيلتي التانية شعارها شمعة لانها بتنور الطريق. بحضن هالعيلة تحولت صعوباتي دروس حياة، وقررت ما كون عادي، قررت كون مميز باعاقتي وبطريقة حياتي.وتعلمت الرجا وتعلمت انو الحياة حلوة وبتستاهل تنعاش رغم كل الظروف لأنها اغلى هدية من الله”.
وقال:”أنا من مدرسة بتآمن وبتشهد انو الاختلاف بيغني المجتمع وهو ضرورة لبنائه ومن حق مجتمعنا علينا إنو نساعد ونقبل ونحب بعضنا شو ما كانت اختلافاتنا”. واهدى هذا التكريم لكل من ساعده لتحدي الصعوبات.
وقدمت احدى تلاميذ طوق نادين دويدي مفاجأة إليه بتوجيه كلمة شكر”مبروك لتكريمك وشكراً على ما زرعت في قلوبنا وشكراً على مثالك وفرحك وأنت أفضل معلم على دروب الحياة. أنت تستحق تكريم السماء”.
هذا وتمّ عرض ريبورتاج تعريفي عن كل مكرم خلال الاحتفال وقدّم الاتحاد دروعاً تكريمية لكل من زغيب وخليل وفريفر وطوق.
وختاماً، ألقى الشاعر موسى زغيب كلمة شعرية ارتجالية لما قدّ تأثر بالمكرمين الذي حثّوا الجميع على أهمية الحياة، فاستجمع فيها انجازات المكرمين التي لا تشبه إلا نفسها وما مفاده أن ما يكتب بالعين عجزت عنه الأقلام والمحابر، ومن هو أعمى النظر بالقلب عنده عينين ومن لا يستطيع سباق الركض فنقص الجسد ليس عيباً …
لقاء “الغفران”
وفي لقاء حول الغفران، دوافعه، ماذا يعيق هذه المسيرة، نصائح عملية للمساعدة ، قدّمته الأخصائية في علم النفس اليان كساب التي أكدّت على ضرورة الغفران لاستمرارية الحياة، ولا دخول الى السماء من دون الغفران. وكما الجراح يحتاج الى تعقيم الأدوات التي يستعملها في العملية الجراحية هكذا يحتاج الانسان الى العفران ليعقم قلبه ويحصل على السلام. وشرحت باسهاب قيم الغفران وأهميته، فهو العمود الفقري للشفاء الداخلي، وهو الابتعاد عن الانتقام والأذية وهو الصحة النفسية السليمة وهو القدرة على التسامح…
كما وتخلل نشاطات اليوم الاول عرض قصص للاطفال من قبل الكاتبة سلمى ميناس رفول وحوارات دينية وانسانية توجيهية.
برنامج اليوم السبت
ويتضمن برنامج اليوم السبت: مهرجان الشمع، عرض نتائج مسابقة تلامذة المدارس التي تنظمها لابورا والتي يتمّ خلالها توزيع نحو 200 منحة جامعية، ندوة حول قانون الانتخاب بعنوان”النسبية الانتخابية عدالة وطنية أم طائفية” يشارك فيها وزير الداخلية الأسبق العميد مروان شربل ومدير مركز بيروت للأبحاث والمعلومات عبدو سعد ويديرها الدكتور عادل يمين. كما يقام لقاء اعلامياً بعنوان “الاعلام المرئي: تواصل وقيمة”يشارك فيه الأب جوزيف سويد(برنامج جيل الانجيلOTV،ماجد بو هدير(النشرة الاخبارية MTV)،كمال نخلة(برنامج التحدي الكبيرTele Liban)،سام شلهوب(برنامج Tele Lumiere/ Nour Sat Upload)، وتديره الاعلامية ماغي مخلوف.
هذا، ويستمر المعرض الى التاسع من نيسان المقبل، يفتح أبوابه العاشرة صباحاً الى التاسعة مساءً.
قسم الاعلام
منى طوق
بريجيت ابو انطون