يواصل المعرض المسيحي الثالث عشر الذي ينظمه الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان (أوسيب لبنان) نشاطاته المتنوعة في صالات كنيسة مار الياس – انطلياس لليوم السادس على التوالي .
وتضمن البرنامج : ندوة بعنوان “له أن ينمو ولي أن أنقص: التربية البيئية مسؤوليتكِ”، شارك فيها كل من الأخت المدبرة نزهة خوري ، الاعلامية سناء رياشي ، السيدة ندى زعرور ، المهندسة ريتا منصور وأدارها الأستاذ أنطوان تيّان.
بعد كلمة تقديم من رئيس نادي العلوم أنطوان تيّان توجّه فيها الى المرأة ” لا تكوني المرأة التي تنجب فكل الكائنات الحية تنجب بل كوني المرأة الأم ، كوني حواء الجديدة أم كل حياة ، كوني على مثال مريم الفتاة التي نذرت نفسها للرب الخالق”، ألقت الأخت المدبرة نزهة خوري كلمة حددت فيها التربية البيئية التي هي “عملية تعليم تهدف الى زيادة معرفة الناس بالبيئة ووعيهم حولها والتحديات المرتبطة بها ، وقد تتحول الى ثقافة بيئية تهدف الى احداث تغييرات جذرية في طرق التفكير والسلوك البيئي في المجتمع بحيث يتصرف كل انسان بمسؤولية في مختلف نشاطاته وأعماله”. واختصرت الأخت خوري أهداف التربية البيئية بـ: توعية التلاميذ على البيئة ، التعرف اليها والمشكلات التي تتعلق بها ، اكتساب المهارات لتحديد المشكلات ، اكتساب القيم والثقافة البيئية للاهتمام بشؤون البيئة واتاحة الفرصة للمشاركة في وضع الحلول”. وتحدثت عن دور المدرسة في مجال التربية البيئية والوعي البيئي وعن النشاطات المدرسية البيئية التي تتجلى بالنظافة والزرع والتشجير…
وقالت مديرة محطة “مريم” الاعلامية سناء رياشي أن البيئة لا يمكن حصرها ببرنامج تلفزيوني أو حديث بل “نحن نتنفس ونلبس ونعيش حياتها وحياتنا ، حياتنا وحياتها متلازمتان في الحياة والممات “، لافتة الى أن الأثر السلبي على البيئة أشد قسوة من الخلافات السياسية التي نشهدها اليوم”، مشددة على أن “للاعلام رسالة واضحة تنقل المعلومة وتشكل الأفكار وتوعي الضمائر وتنمي الأذواق ويجب أن تشكل أداة ضغط لاعتماد سياسات أفضل “. وأضافت رياشي :” الأم هي اعلامية ومربية وحاملة الحياة وتزرع التوق الى الجمال في قلوب أولادها ، هي الاعلامية في الانتباه الى البيئة ، الاعلام هو مصدر معرفة يضوي على القضايا وينبغي أن يتجنب الأمور السلبية ، دوره هو كشف الحقائق على خطورتها ومشاركة المتلقي بالمسؤولية وتحفيزه على العمل التطوعي”.
وتحدثت رئيسة حزب الخضر ندى زعرور عن دور الأم في التربية البيئية معددة الانجازات التي حققها الحزب بيئياً إن في المدرسة أو المجتمع أو مع الجمعيات المدنية أو المرجعيات الروحية ، ولفتت الى أن الحزب استطاع بالتعاون مع الكنيسة تخصيص الأول من آذار يوم احتفال بالبيئة في الكنيسة منذ العام 2002 ، والحفاظ على مواقع سياحية دينية بيئية لتعريف الفرد المسيحي على تراثه، واستطاع التعاون مع أكثر من 120 مدرسة رسمية وخاصة بهدف انشاء نوادٍ بيئية فيها.
أما كلمة الختام فكانت مع المهندسة ريتا منصور التي قالت :”الحفاظ على كوكبنا يتطلب منا ثورة على ذاتنا ، البيئة ليست مجرد حياة بيولوجية تتفاعل مع العوامل الفيزيائية انما هي أيضاً حياة انسانية فيها نتفاعل بعضنا مع بعض بمسؤولية تحفظ حق الاخر بالعيش بسلام ، لتستمر الحياة على هذا الكوكب”. ورأت “أن تأمين بيئة حية نظيفة مسؤولية مشتركة ، علينا جميعاً نحن البشر تحملها ، وينبغي تغيير نمط عيشنا والتصرف بذكاء والتخلص من العادات السيئة للحصول على نوعية حياة أفضل”.
“الصحافة دعوة لبنانية”
وأُقيمت ندوة حول كتاب “الصحافة دعوة لبنانية” للعميد أنيس مسلّم، شارك فيها رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ ، عميد كلية الاعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية الدكتور جورج صدقة ، نقيب المحررين ملحم كرم ممثلاً بالأستاذ ابراهيم عبده الخوري ، الاعلامية مي كحالة وأدارها الأستاذ سمعان سمعان وذلك بحضور مدير الفرع الثانية لكلية الآداب في الجامعة اللبنانية الدكتور ديزيره سقّال ممثلاً لرئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين وحشد من الدكاترة .
بعد كلمة تقديم من الأستاذ سمعان سمعان اختصرت مسيرة المؤلف الرائدة في مجال الاعلام إن أكاديمياً أو مهنياً ، ألقى ابراهيم عبده الخوري كلمة نقيب المحررين معدداً اصدارات الدكتور مسلم وآخرها “الصحافة دعوة لبنانية”، معتبراً مولوده الجديد “بأنه من رحم الصحافة الحرة ، وصاحبه المجبول بمداد الحرية سيواصل مسيرته لاغناء المكتبة الاعلامية” ، وقال في الكتاب “إنه اسمٌ على مسمى”. ولفت الخوري الى أن المؤلف مرّ على أسماء كبيرة في عالم الصحافة والفكر والتاريخ ، مشيراً الى “أن اللبنانيين اقتحموا ميادين الصحافة بكل جدارة واقدام فأسسوا الصحف اليومية والأسبوعية وكان لهم اليد الطولى في انتشارها في مصر والخليج العربي ودنيا الاغتراب “.
وقالت الاعلامية مي كحالة في المؤلف :”تعب كثيراً الدكتور مسلّم باحثاً عن توصيات ترتكز الى أخلاقيات العمل الصحافي وأتى على علاقة الصحافة والسلطات العامة”، معتبرة “أن الحرية قيمة مطلقة فيما السلطة قيمة نسبية” ، مستفيدة من تجربتها الاعلامية بالقول :” إن التناقض بين الصحافة والسلطة ليس على الحرية وضرورتها بل غالباً على وسائل استعمالها ، فلكل صحافي الحرية في تناول المواضيع العامة لكن عليه أن يبحث عن الحقيقة وليس عن الاثارة ولو استندت في بعض جوانبها الى حقائق مجزأة، ونحن نشهد اليوم أسوأ استعمالات الحرية ليس في مقابل السلطة وحسب بل من أجل فرض حقيقة هذا الفريق أو ذاك والغاء حقيقة الآخر”. وتوجهت الى متلقي الاعلام بالقول :”إن الذين يقاطعون الاعلام اليوم انما يقاطعون هؤلاء الذين يركز الاعلام عليهم ، إن حرية رفض الاطلاع على أخبارهم هي أيضاً قيمة مطلقة ، فدولتنا التي كانت تلتزم بالمهل الدستورية صرنا الدولة الأدق في قطع الكهرباء “، متسائلة “أين الاعلام من هذا الواقع وبدل أن تكون رسالته تقويم اعوجاج السياسيين فانه يكتفي بنقل آرائهم الينا لكن ما يهمنا بالفعل غائب عن الصفحات الرئيسية”.
وقال رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ في الكتاب “هو ببساطة قيمة مضافة وإثراء للاعلام اللبناني، ويرتكز الى معلومات تنقل تاريخ الصحافة ونشأتها وعلاقتها بالأنظمة السياسية والايديولوجيا الماركسية والفاشية والاشتراكية والرأسمالية … “، معتبراً “أن وسائل الاعلام هي الأكثر فاعلية بين الناس خصوصاً اذا كانت حرة ولا تسلك طريق السلطة ، ذلك أن كل مضايقة للحرية يشكل عائقاً أمام ممارسة الديمقراطية”. ورأى محفوظ “أن دور الاعلام اللبناني اليوم يرتبط بالوظيفة التي تعطى له فإما أن يكون هداماً أو بنّاءً، وظيفة البناء ترتبط بالدعوة الى المواطنة ومواجهة الفساد والحفاظ على الموضوعية والربط بين الحرية والمسؤولية بحيث لا يُساء الى الآخر وتقديم المصلحة العامة والخير العام على السبق الصحفي والإثارة الطوائفية”. ولفت الى ان الكاتب عرض لميثاق شرف اعلامي يحتاجه الاعلام في وقت يصعب فيه تطبيق القوانين ، داعياً الى تحرر الصحافة من ضغوط المال والسلطات ودعم المؤسسات الاعلامية واقرار مبدأ الاعفاءات والتعريفات السلكية واللاسلكية والاتصالات الهاتفية والخدمات الالكترونية .
وتوجّه عميد كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية الدكتور جورج صدقة الى صاحب الكتاب بالقول :”كم ندين له طلاباً وأساتذة من خلال شخصه وعطائه ، ندين له كباحثين في مراجعه عن الصحافة اللبنانية ودراسات تاريخ المهنة وتشكيل الرأي العام”.
وقال في العميّد مسلّم :”ها أنت مرة جديدة في هذا الكتاب كأنك تقف أمام اللوح في الصف حاملاً الطبشورة لتعلمنا وتشرح لنا ، لقد قمت بدورك كاملاً وها الآن بات دورنا”.
واستعرض الأفكار الرئيسية التي تضمنها الكتاب بدءاً من العنوان الذي أتى على غرار الرسالات التي تعتبر الهاماً ووحياً أي ما فوق الخيارات الارادية للقول بأن الصحافة هي رسالة لبنان ، الى العرض التاريخي لمراحل نشوء الصحافة في لبنان وتطورها وانجازات الصحافيين والصحف دون اهمال نقاط الضعف ، ثمّ التطرق الى الأخلاق الاعلامية التي لا صحافة حقيقية من دونها ، عارضاً التجارب العالمية في المواثيق والشرعات للانتقال الى الحالة اللبنانية التي عرفت العديد من محاولات وضع مواثيق الشرف الاعلامية فالخاتمة التي ركزّت على أهمية ارتباط الصحافة بالقيم الأخلاقية .
وأشار الدكتور صدقة الى “أن الكاتب لم يقف عند حدود نقد مكامن ضعف الصحافة بل قدم اقتراحات عملية كي تتمكن صحافتنا من العودة الى حيث دورها الأساسي ، فيعدد خطوات تبدو ضرورية لأي اصلاح في هذا الميدان بدءاً من اعادة تنظيم المهنة ووضع قوانين وتشريعات جديدة وصولاً الى تمويل شفاف ومعلن بما فيه تمويل حكومي لها كي لا تمد يدها الى تمويل من الخارج وما قد تجره من ويلات على هذه الصحافة وعلى الوطن في آن”.
ختاماً ، شكر العميد الدكتور مسلم المحاضرين والحضور ثمّ توقيع الكتاب .
هذا ويستمر المعرض الى السابع من كانون الأول ، يفتح أبوابه من العاشرة صباحاً الى التاسعة مساءً .
أوسيب لبنان
قسم الاعلام