الفرح يلمس الروح والجسد والقلب. يجعلنا نرقص ونغني ونضحك. مع ذلك، أمام عوائق الحياة ومخاوفنا، غالباً ما نتجاهل الفرح، فتكون النتيجة واحدة دائماً. نفقد الشجاعة ونشعر بالغضب والحزن. في سبيل بلوغ الفرح، يجب اتباع درب الانفتاح على الله وعلى الآخرين.
تحقق الذات الفعلي يمرّ عبر عمق كياننا. يجب أن نكتشف هذا الباطن العميق الذي يربطنا بالله. من هنا، يدعونا الله إلى إقصاء الحزن الذي يمكنه أن يملأ قلوبنا.
مؤخراً، ذكّر البابا فرنسيس في قداس احتفل به في كابيلا دار القديسة مرتا: “الله يتذكّر كل شخص يحبه ويرافقه وينتظره”. “وسط الآلام والصلبان” التي تطبع حياتنا، ينبع هذا الفرح من الإنجيل، ينبع من معرفتنا أننا “مخلصون ومُتجددون”.
قال البابا أن هذا الفرح هو “بطاقة هوية المسيحي”. بإمكاننا أن نفهمه على هذا النحو: لا يمكن أن يكون هناك مسيحي من دون فرح. من له قلب فرح يرى تشنجاته الداخلية تتقلص. لا يكون منقسماً في ذاته، فتكون فيه جهة لنفسه وجهة لله وجهة للآخرين. بإمكان الفرح أن يبرز بصورة دائمة. هذا ما يسميه الصوفيون “الفرح المثالي” الذي ليس سوى “فرح الحياة المستعاد”.
تحدث العديد من القديسين عن فرح الحياة. إليكم نصائحهم لبلوغه:
1- تذكروا أن الشيطان يخاف من الناس السعداء! دون بوسكو (1815-1888)
2- حافظوا دوماً على البسمة على وجوهكم، وعلى الفرح في قلوبكم، وعلى التسبيح على شفاهكم. القديس بيار داميان (1007-1072)
3- الفرح الداخلي يكمن في أعماق الروح؛ يمكن الاستمتاع به في سجن مظلم، كما في قصر. القديسة تريز دو ليزيو (1873-1897)
4- إن الله، بمنحه الفرح للإنسان، يفصله عما هو محزن. القديس جيروم دو ستريدون (347- 420)
5- البسمة تبدّد الغيوم المتراكمة في الروح. الطوباوية أورسولا ليدوتشوفسكا (1865- 1939)
6- نساوي ما تساويه أفراحنا. القديس توما الأكويني (1225-1274)
7- فرحنا الذي نتذوقه في المحن والآلام هو أعذب واقع، مقدِّمة السعادة في الفردوس. القديسة تريز دو ليزيو (1873-1897)
8- الرب يحب القلوب الفرحة، النفوس المبتسمة دائماً. القديسة تريزيا الأفيلية (1515-1582)
9- عندما تلعبون أو تتحادثون أو تتسلون، ارفعوا روحكم نحو الرب مقدّمين له هذه الأعمال. دون بوسكو (1815-1888)
10- الحياة السعيدة هي عندما يكون فيك مبدأ السعادة ومصدرها وسببها. القديس أغسطينوس (354-430)
أليتيا