حل نصب تذكاري جديد للشاعر الزجلي اسعد الخوري فغالي (“شحرور الوادي”)، ضيفا على ساحة “المبدعين اللبنانيين” في جامعة سيدة اللويزة، في احتفال في قاعة عصام فارس، شارك فيه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي ممثلا براعي ابرشية صربا المارونية المطران بولس روحانا، السفير البابوي المونسنيور غبريالي كاتشا، روجيه عازار ممثلا رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون، رئيس تحرير “اذاعة لبنان الحر” الزميل انطوان مراد ممثلا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، والنواب: فؤاد السعد، هنري حلو، وفادي الهبر،
رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين، رئيس الرابطة المارونية انطوان قليموس، الرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية الاباتي بطرس طربيه، واعضاء مجلس المدبرين في الرهبانية، رئيس جامعة سيدة اللويزة الاب وليد موسى، مدير فرع الجامعة في دير القمر الاب حنا الطيار، والعديد من شعراء الزجل اللبناني والباحثين فيه، ومتذوقيه، إضافة الى الاهل والاصدقاء والمثقفين والشعراء.
النشيد الوطني افتتاحا، ثم فيلم وثائقي عن الشاعر المحتفى بذكراه، الذي عرف ب
“شحرور الوادي”، ثم القى نائب رئيس الجامعة المضيفة لشؤون الثقافة والعلاقات العامة سهيل مطر كلمة قال: ” ثمانون عاما على غيابه وخلود الكبار يتحدى النسيان، لا يرتبط بمنصب او كرسي، او ترشح لانتخابات”.
واضاف: “نحن في الجامعة ننتخب النخبة التي تمثل لبنان الحقيقي، لبنان – الحضارة والفن والجمال. هكذا علمنا صاحب الغبطة، مؤسس هذه الجامعة، البطريرك الراعي. لهم لبنانهم ولنا لبناننا، ليتنا نلتقي، لبنانهم ولبناننا، ليكون لنا لبنان الذي نريد”.
رزق
وقال الوزير والنائب السابق ادمون رزق: “حضوره في الذاكرة الجماعية يتجاوز العابرين، ويجاور الخالدين، انه اسم لرمز، علم ونوع، انه شاعر من لبنان، ومن صفات لبنان انه وطن شاع، يتميز بعطاء خلقي موهبة متوقدة، رائد من رواد نهضته العشرينية سباق، اعتلى المنابر، اضاء الحلقات، استقطب الجموع، او مضى وذهب سريعا. لكنه ما برح في البال، ماثل خياله مع اجواق المبدعين ، كأنه النموذج الذي يحتضره المتبارون على المنابر، يستوحونه فيحركوا المشاعر، سرعة بديهته، ارتجال محكم، دفق كلمات، تفنن في الصور”.
وأضاف: “الشعر هو فن تجميل الجمال بالكلمات، كما بالريشة والالوان، ووقفات العز تبلغ ذروتها على منابر شعراء الزجل، رداتهم هي الاكثر تعبيرا عن ثقافة الازمنة، والليلة، عندما ترفع الستارة عن تمثاله، لنحدق في عينيه، ولنقرأ قصيدة جديدة اعتزازا بوحيده نبيل، ودعوة الى ان يكون لنا في الشتات قرار الوحدة، وفي الحكمة تصميم الصمود، وفي التعايش رهان العطاء، ولتبقى قباب الشعر مرتفعة عنفوانا، مع أرز في لبنان”.
السيد حسين
ولفت الدكتور السيد حسن لفت الى ان “المحتفى به اسس اول جوقة زجلية مع رفيقه علي الحاج القماطي انطلاقا من محبتهما لوطنهما، بعيدا من الطائفية، فهما لم يكونا ثنائيا طائفيا، بل وضعا حجر الاساس للمسرح الزجلي وبداية لعصر الجوقات: خليل روكز، زين شعيب، زغلول الدامور، اسعد سعيد، أنيس الفغالي وغيرهم”
حمدان
والقى الشاعر طليع حمدان قصيدة طويلة تناول فيها مسيرة المحتفى بذكراه، و”بعض اقواله في مواقفه الوطنية والانسانية والغزالية والعنفوانية والغنية بالنتاج الشعري الذي يفوق ما يمكن تحقيقه في اعوامه الاربعين التي قضاها على وجه الارض”.
ممثل البطريرك
والقى ممثل البطريرك الراعي المطران روحانا، كلمة جاء فيها: “شحرور الوادي من النوابغ بين الشعراء ، وقد اكتشف موهبته في محاورة مذهلة مع والده سمعان خليل، الذي اصبح الخوري لويس الفغالي، وكان الفتى اسعد (الشحرور) في الخامسة عشرة من العمر عام 1909”.
وأضاف: “ان يرفع نصب شحرور الوادي في باحة الجامعة، فذلك تكريم لمن يجمع عليه الرأي انه رائد المنبر الزجلي اللبناني ومؤسسه، ورجل غير عادي مكتمل المواهب، صاحب صوت موسيقي جميل، والانشاد البديع، والاداء الرائع ، وسرعة الخاطر والاريحة الشعرية الفياضة، الى جانب شخصية قوية”.
وتابع: “لم ينشر شحرور الوادي ديوانا لشعره، فالديوان الذي اعده نجله، وتم طبعه في العام 2000، انما يضم مجموعة اوراق مبعثرة بدأ بجمعها جد الشحرور الخوري لويس، تعويضا لحرقته ووجعه على فقده المبكر، ولكن تبقى خارج هذا الديوان مئات من الاشعار التي ارتجلها الشحرور في العديد من المناسبات والحفلات لا تزال تتردد على شفاه الشعراء واهل الزجل، وغيرها باق في ذاكرتهم وقلوبهم”.
وفي الختام، كانت كلمة شكر من العائلة القاها نجل الراحل نبيل على هذا اللقاء التكريمي والنصب التذكاري الذي ارتفع في باحة المبدعين الكبار في حرم الجامعة الذي عمل عليه النحات بيار كرم.
وكان عريف الاحتفال روجيه الفغالي الذي “انتقى كلماته بالنقاوة وبالحب والصدق والامانة”.
بعد الكلمات، توجه الجميع الى الباحة الخارجية لازاحة الستارة عن النصب التذكاري، واخذ الصور التذكارية، وشرب نخب المناسبة.
وطنية